تقارير

الآلاف من أشجار الفواكه في كوباني دون سقاية.. ومزارعون يطالبون بمستحقاتهم من المازوت

يقضي “عبد الله نظمي” معظم مشاويره مشياً على الأقدام، ليوفّر مخصّصات سيارته من مادة المازوت لسقاية مزروعاته.

يملك عبد الله، وهو من قرية بوراز جنوب كوباني، نحو /750/ شجرة تفاح، ما يجعله يقف في طابور للحصول على مادة المازوت من مخصّصات سيارته، وذلك من الرابعة صباحاً وحتى ساعات الظهر، كي يقوم بتفريغ خزّان الوقود في المولّدة الخاصة به وتشغليها لسقاية أشجار الفاكهة، حيث يعتمد في معيشة عائلته على إنتاجها السنوي.

يقول عبد الله “بتنا نقتصد في صرف مازوت التدفئة أيضاً، كي لا تموت أشجارنا عطشاً، خاصة أن أشجار التفاح تحتاج سقاية واحدة أسبوعياً على أقل تقدير، والتي تستهلك قرابة /200/ ليتر من مادة المازوت”.

ومنحت هيئة الزراعة والري في إقليم الفرات العام الفائت /50/ ليتراً فقط من مادة المازوت لمزارعي أشجار الفواكه، وهي كمية لا تكفي لسقاية /100/ شجرة ولمرة واحدة فقط، على حدّ قول أحد المزارعين.

فيما يؤكد “مصطفى إبراهيم”، وهو مزارع آخر من قرية بوراز أيضاً، أنه حصل العام الفائت على كمية /100/ ليتر فقط من مادة المازوت، نصفها للحراثة والنصف الآخر للري، وأنه عزف هذا العام عن ترخيص أشجاره لأنه لا يحصل على أي دعم من الإدارة الذاتية، حسب قوله.

ويشير “إبراهيم” إلى أن سعر البرميل الواحد من المازوت “الحرّ” يصل إلى /50/ دولاراً أمريكيّاً، ويعجز معظم المزارعين عن تأمين هذا المبلغ لسقاية أشجارهم.

ويعمد معظم المزارعين في القرى المحاذية لنهر الفرات إلى زراعة أشجار الفواكه (التفاح، الرمان، المشمش، الجانرك/ الخوخ) لسدّ احتياجات المنطقة من الفواكه، حيث تعتمد كوباني وريفها على استيراد حاجتها من الفواكه من مناطق الحكومة السورية.

وينوِّهُ المزارعون إلى أن أشجار الفواكه تتطلب أربع سقايات في الشهر الواحد، كحدٍّ أدنى، على خلاف أشجار الزيتون والفستق التي تُعتبر بعلية ولا تحتاج إلى سقاية.

وناشد “إبراهيم” الجهات المسؤولة بتوزيع مخصّصات أشجار الفواكه من مادة المازوت، ولو بكميّات ضئيلة، دعماً للزّراعة والاخضرار، وكي تخفّف العبء عنهم قليلاً وتساهم في تشجير المنطقة.

وتُقدَّر مساحة الأراضي المزروعة في ناحية قناية جنوب كوباني، بـ/200/ هكتار، بمعدّل /400/ شجرة مزروعة في كل هكتار، حيث توجد في قرية بوراز وحدها نحو /35/ هكتار، بحسب ما أفاد به مسؤول الوحدة الإرشادية في الناحية لمنصة “مجهر” الإعلامية.

وفي هذا الصدد رفض مسؤول الزراعة والري في إقليم الفرات الإدلاء بأي تصريح حول الموضوع.

إعداد التقرير: شيرين تمّو

زر الذهاب إلى الأعلى