تقارير

إغلاق الجمعيات الخيرية يجعل العاملين فيها “محتاجين”.. الشاب حسام مثلا

مكالمة هاتفية واحدة غيرت حياة “حسام” بشكل كبير، بعد أن كان قادراً على تغيير حياة الكثيرين بصفته متطوعاً ضمن أحد البرامج الخيرية الممولة من الأمم المتحدة في سوريا، التي افتتحت عام 2015، وانتهى تمويلها ودعمها عام 2022، حالها حال الكثير من الجمعيات الخيرة المحلية أو الممولة خارجياً.

يقول “حسام المصطفى” البالغ من العمر 28 عاماً لمنصة “مجهر” الإعلامية، “لم أكن أتوقع أن ينتهي عملي ضمن الجمعية (تحفظ على إعلان اسمها) هذا العام، فلا يزال هناك الآلاف من المحتاجين الذين تقدم لهم الجمعية خدمات متنوعة صحية ومالية وغذائية)، لكن المفاجأة أن التمويل توقف هذا العام”.

ويتابع الشاب الذي يسكن ضمن مدينة السلمية الآن، أنه تضرر كثيراً بسبب توقف عمل الجمعية الخيرية، التي كانت تعطيه بدلاً لتطوعه مبلغاً مالياً مقبولاً بالنسبة إليه ويقدر بحوالي 600 ألف ليرة سورية شهرياً (ما يقارب 110 دولار أمريكي)، وهو ما يكفيه كمصرف شخصي وفق وصفه، وأفضل من وظائف الحكومة السورية التي يصل أفضل راتب فيها إلى حوالي 150 ألف ليرة سورية (ما يعادل 23 دولار أمريكي)، بعد عدة سنوات.

وبالرغم من “الأسباب الخيرية والسامية لتطوعه ضمن هذا المجال” وفق وصفه، يجد حسام أن هناك شقاً مادياً كان مفيداً بالنسبة له، إذ أًصبح هذا التطوع بمثابة وظيفة مناسبة إلى حد ما بالنسبة إليه وفق ما يقول، إذ يؤكد أنه أمضى ضمن هذا المجال أكثر من 4 سنوات كسب فيها الكثير من الخبرة، ورفض بسببها الكثير من الفرص.

حسرة “حسام” لم تفارق وجهه وكلماته حينما تحدث عن كمية الفرص التي أضاعها سابقاً، كالسفر للخارج أو إكمال دراسته بعد أن تخرج من كلية الآداب بشهادة “أدب إنكليزي”، ولم يمارس عمله كمدرس أو مترجم أو حتى أنه لم يستغل وفق وصفه، للوقت الذي ضاع بتعلم مهنة ما أو تجارة تعوضه عن خسارته هذه الأيام.

نفسية الشاب “حسام” تأذت بشكل كبير، حسب ما أبدى خلال حديثه لمنصة “مجهر” الإعلامية، فهو اليوم يبحث عن عمل بدوام إضافي آخر ضمن مدينته التي يعتبرها قليلة الفرص، بعد أن ينهي ساعات عمله كعامل في أحد “مغاسل السيارات”، ويتقاضى أجراً زهيداً بسبب قلة خبرته وعدم وجود مردود مالي كبير أساساً لمثل هذه المهن ضمن مدينته.

ويشرح “المصطفى” أن عمله اليوم الذي تغير بشكل كبير من حيث النوع والمردود ولا يعتبر عاراً ولا يخجل به وإنما يشعر بالحسرة والعجز بعد توقف عمل الجمعية، ويشعر بأنه أًصبح “واحداً من المحتاجين الذين كان يساعدهم”.

إعداد التقرير: نبيل المير

زر الذهاب إلى الأعلى