تقارير

5 سنوات على العدوان التركي على عفرين: نحو 7900 حالة اختطاف واعتقال تعسفي

خمس سنوات مرت على “كارثة عفرين” كارثة تمثلت بسيطرة القوات التركية والفصائل السورية الموالية للحكومة التركية على مدينة عفرين والنواحي التابعة لها بريف حلب الشمالي الغربي، بعد عملية عسكرية سُميت بـ “غصن الزيتون”، بدأت في كانون الثاني/يناير من العام 2018 وأفضت إلى سيطرة القوات التركية على المنطقة في 18 آذار/مارس من العام ذاته


وبرغم مرور الأعوام الخمسة تستمر الانتهاكات بحق المكونات بتلك المنطقة رغم التحذيرات المتواصلة من خطورة ما آلت إليه الأوضاع هناك.

ووثق المرصد السوري لحقوق الإنسان، استشهاد 668 مواطن كردي في عفرين بينهم 97 طفل و88 مواطنة في انفجار عبوات وسيارات مفخخة وتحت التعذيب على يد فصائل عملية “غصن الزيتون”، وفي القصف الجوي والمدفعي والصاروخي التركي، وفي إعدامات طالت عدة مواطنين في منطقة عفرين، وذلك منذ الـ 20 من كانون الثاني / يناير من العام 2018 وحتى يومنا هذا.

كما وثق المرصد السوري منذ السيطرة التركية على عفرين وحتى مساء 17 آذار/مارس 2022، اختطاف واعتقال أكثر من 7898 من كُرد عفرين، من بينهم 1082 لا يزالون قيد الاعتقال، فيما أفرج عن البقية بعد دفع معظمهم فدية مالية باهظة، تفرضها فصائل “الجيش الوطني” الموالية لأنقرة.


في حين تشير إحصائيات المرصد السوري لحقوق الإنسان، إلى توطين أكثر من 4310 عائلة من محافظات سورية أخرى في عفرين، بعد أن هُجروا أيضاً من مختلف المحافظات وأجبروا على النزوح، وذلك في إطار التغيير الديمغرافي من قبل الحكومة التركية، بعد الاتفاقات الروسية-التركية التي أفضت إلى تسليم عفرين للأتراك مقابل سيطرة دمشق على الغوطة الشرقية.

كما سجل المرصد السوري لحقوق الإنسان، خلال العام الفائت فقط، 33 عملية تجريف وتخريب للتلال الأثرية، من ضمن مئات العمليات المشابهة التي جرت على مدار 5 سنوات، فعفرين تتميز بمواقعها الأثرية التي تعود إلى عصور مختلفة، وأبرزها مدينة “النبي هوري” وتبعد عن مدينة عفرين نحو 23 كلم.

كما تضم “قلعة سمعان” الواقعة جنوب المدينة على بعد 20 كيلومترًا في القسم الجنوبي الشرقي، وتضم كنيسة مار سمعان التي كانت من أكبر كنائس العالم، إضافة إلى مناطق “جبل شيخ بركات” وجبل “برصايا”، ومدينة عين دارا الأثرية التي تتكون من آثار ومعبد يحتوي على تماثيل مختلفة، وغيرها من المواقع الآثرية، التي تعمد الفصائل الموالية للحكومة التركية على تجريفها وتخريبها وطمس هويتها والعبث بالتاريخ السوري ككل على مرأى ومسمع الأتراك وضلوع المخابرات التركية بذلك أيضاً.

وأمام استمرار الانتهاكات تتواصل الدعوات إلى وضع قوانين صارمة تحارب الممارسات الهمجية لكل من شارك في الاتّجار والتنقيب غير المشروع أو بيع تلك اللقى الأثرية إلا أن تلك المساعي ينقصها الدعم الدولي المؤمن بخصوصية الحفاظ على تراث كل منطقة.

ودعا المرصد السوري المجتمع الدولي إلى “التحرّك العاجل لإنقاذ المنطقة من براثن القوات التركية والفصائل الداعمة لها، ولحماية آثارها وهويتها من عمليات التغيير الديمغرافي، إلى جانب السعي إلى الكشف عن مصير المخطوفين وإعادة المهجرين إلى مناطقهم والعمل على بسط الأمن هناك وطرد الفصائل المخرّبة، وهي أهداف قد تتحقق بخروج المحتل وتحقيق الاستقرار السياسي وتنفيذ القرارات الدولية”.

وذكّر المرصد السوري بأن “مكونات المجتمع في عفرين تتعرّض لانتهاكات عديدة، من تهجير وقتل وتعذيب وتشليح ومنعهم من ممارسة طقوسهم الدينية والاحتفاء بأعيادهم السنوية، هذا فضلا عن سياسة التتريك”.


ودعا المرصد، المنظمات المحلية والدولية إلى التعاون لكسر حاجز الصمت حيال الأوضاع السيئة السائدة في المنطقة، “وفضح التجاوزات والانتهاكات الخطيرة التي جعلت عفرين مقاطعة تتكلم اللغة التركية وتُكره على الخضوع لقوانين المليشيات المتطرفة”.

زر الذهاب إلى الأعلى