تقارير

معارض سوري: تركيا واهمة بفصل حلب عن دمشق والرهان الأكبر في الاحتجاجات على الساحل السوري

.

تساؤلات أثارتها الصحافة التركية مؤخراً، حول احتمال التفاوض على مصير مدينة حلب، ثانية كبرى المدن السورية وعاصمتها الاقتصادية، والمساعي التي تبذلها أنقرة بهذا الخصوص، وعلاقتها بمسار التقارب المتعثّر مع الحكومة السورية، والعلاقات المتوترة نسبياً مع موسكو.

وتزامنت هذه التقارير، التي صدرت في منتصف شهر أغسطس/ آب الجاري، مع سجال دبلوماسي بين أنقرة ودمشق، وذلك على خلفية رفع الحكومة السورية وتيرة تصريحاتها التي تستهدف الوجود العسكري التركي بالمناطق الخاضعة لسيطرة الفصائل الموالية لها شمالي البلاد.

وتحدثت صحيفة صباح التركية عن إصدار الرئيس رجب طيب أردوغان تعليمات تقضي بتشكيل آلية ثلاثية بين كلّ من وزارة الداخلية وحزب العدالة والتنمية وكتلته النيابية بالبرلمان، لوضع خطة تفضي إلى تسهيل عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم.

وحول هذا الملف، قال المعارض السوري “سمير نشّار”، في تصريح خاص لمنصة “مجهر”، إن “فكرة أو مشروع إعادة حلب للسيطرة التركية، أو جعلها منطقة خارج سيطرة نظام الأسد، هي أوهام لدى البعض، سواءً تركيا أو غيرها”، على حد تعبيره.

وأضاف أن “سوريا تأسست بعد الحرب العالمية الأولى وإثر سقوط الامبراطورية العثمانية، وتشكلت من ولايتين هما ولاية “دمشق” وولاية “حلب” اللتان بقيتا مستقلتين عن بعضهما مدة لا تقل عن 400 عام”.

وأشار إلى أن مصالح دمشق غالباً كانت مع دول الجنوب، ومصالح حلب مع دول الشمال والشرق، إذاً سوريا كدولة حديثة تأسست من ركيزتين دمشق وحلب، إذا انفصلتا عن بعضهما لن تعود هناك دولة اسمها سوريا”.

وشكل دخول فصائل المعارضة المسلحة الأحياء الشرقية من مدينة حلب منتصف عام 2012، تهديداً حقيقياً للحكومة السورية بدمشق، ولم تتمكن الفصائل السيطرة على كامل مدينة حلب، لأن الأحياء الشرقية هي هامشية بالنسبة للمدينة،حيث تتركز أغلب فعاليتها وتأثيرها في الأحياء الغربية للمدينة”، بحسب “نشّار”.

الصفقة الروسية–التركية قضت بتواطؤ تركيا لإسقاط مدينة حلب

وأوضح المعارض السوري المقيم في تركيا، أن “استعادة مدينة حلب بكاملها من سيطرة المعارضة، كان الهدف الأساس لروسيا ونظام الأسد من الصفقة التي عقدت بين تركيا وروسيا في أغسطس/ آب عام 2016 في أنقرة، بعد رفض بعض الفصائل الانسحاب من حلب وجعلها محايدة وإعادة مؤسسات النظام إليها، جرت تلك المحادثات بين ضباط روس وأتراك ومندوب عن الوسيط الدولي”.

وأشار إلى أن “الصفقة الروسية– التركية قضت بتواطؤ تركيا لإسقاط مدينة حلب، وهذا ماتم بعد قصف روسي للمدينة استمر لأكثر من أربعة أشهر، وموافقة الروس ومن خلفه نظام الأسد بعملية درع الفرات بتاريخ 24/8/2016 وتدخل عسكري تركي لقطع الطريق أمام قوات “قسد” التي استولت على منبج بعد طرد “داعش”، وكانت في طريقها لعفرين للسيطرة عليها، وبذلك سيطرت على كامل الحدود السورية التركية، وهذا يشكل تهديداً للأمن القومي التركي “من وجهة نظر تركية”، وأضاف “رغم أن التدخل التركي من حيث الشكل هو لمحاربة “داعش” التي كانت تتهاوى في كل المناطق، وبقيت منطقة درع الفرات هادئة حتى الآن بين الفصائل المتواجدة بمدينة “الباب” وقوات النظام المتواجدة في بلدة “تادف” والمسافة بينهما /5/ كم فقط أو أقل”، وفق وصفه.

تغيير التركيبة الديموغرافية

المعارض السوري “سمير نشّار”، أكد أن الهدف التركي–كان ولازال– تغيير التركيبة الديموغرافية للسكان على كامل الحدود السورية التركية، من عفرين إلى عين ديوار على الحدود العراقية، أقصى شمال شرقي سوريا.

وقال إن ما يجري الحديث عنه اليوم الهدف منه هو ترحيل السوريين المتواجدين بتركيا إلى داخل سورياوإلى حلب المدينة تحديداً، وإنما حالياً إلى ريفها الشمالي والشرقي فقط، ولاحقا حسب التطورات في شمال شرق سوريا أو ما يُطلق عليه بين السوريين منطقة الجزيرة.

كما أشار إلى أن الهدف التركي ليس استعادة مدينة حلب من النظام أو جعلها محايدة، وإنما ترحيل اللاجئين السوريين في تركيا إلى شمال وشرق حلب لتغيير الكثافة السكانية الكردية بحيث يغلب الطابع العربي على أغلب تلك المناطق، وإزالة أي تهديد مستقبلي بقيام كيان كردي يشكل تواصلاً مع الكرد بالداخل التركي، وتخفيض عدد اللاجئين السوريين بتركيا لأسباب داخلية، على حد وصفه.

  • احتجاجات السويداء مهمة والرهان الأكبر على الساحل

وأضاف أن “سوريا الآن رمال متحركة لن تهدأ طالما الأسد لايزال موجوداً بالسلطة، وأن الرهان الأكبر هو على احتجاجات أهلنا السوريين بالساحل؛ لأن الدائرة الضيقة المحيطة بنظام الأسد تنحدر من الساحل، والأسد يزعم أنه يدافع عنها ضد الأكثرية السنية المتطرفة”.

وشدد “نشّار”على أن احتجاجات السويداء يجب ملاقاتها باحتجاجات من باقي المحافظات بما فيها سكان الجزيرة السورية، والتي تعبر عن وحدة السوريين من مختلف المكونات السورية، لأن سوريا الحرة هي لجميع أبنائها بدون تمييز.

أما فيما يتعلق باحتجاجات السوريين في محافظة السويداء، شدد المعارض السوري، بأنها هي مهمة جداً “خاصة لنزع مزاعم الأسد أنه انتصر على “المؤامرة الكونية”، أو أنه يدافع عن الأقليات كما يزعم”.

ومنذ أكثر من أسبوع تستمر الاحتجاجات في محافظة السويداء جنوبي سوريا، حيث شهدت مشاركة وفود من أطراف المحافظة ذات الغالبية الدرزية، ومعارضين للحكومة من داخل مناطق سيطرته.

ويطالب المشاركون في الاحتجاجات، التي دخلت يومها التاسع في السويداء، بتحسين الواقع المعيشي المتردي بسبب الانهيار الاقتصادي، كما أبرزت لافتات رفعت في التظاهرات والاحتجاجات المطالبة برحيل الرئيس السوري بشّار الأسد وباللامركزية كحل للأزمة السورية المستمرة منذ اثني عشر عاماً.

زر الذهاب إلى الأعلى