تقارير

السويداء.. احتجاجات مستمرة ومطالب بالإفراج عن معتقلين بينهم طالبتين جامعيتين

“كل قطرة دم شهيد سوري تساوي بيت الأسد وشاليش ومخلوف”، هي رسالة توجهها سيدة سورية من ساحة الكرامة وسط محافظة السويداء إلى السوريين.

فبعدما كانت الاحتجاجات في السويداء تطالب بتحسين الأوضاع المعيشية؛ رفع المحتجون سقف المطالب في الاحتجاجات المتواصلة منذ أكثر من إسبوعين.

واندلعت الاحتجاجات الأخيرة في السويداء عقب قرارات الحكومة السورية برفع الدعم عن الوقود، وارتفاع الأسعار بشكل جنونيّ، في ظل تدهور الأوضاع المعيشية والأزمة الاقتصادية التي تخنق السوريين، وامتدت إلى عدة قرى في المحافظة واستقطبت مئات الأشخاص.

“خالد”، (اسم مستعار)، طالب في كلية العلوم السياسية قال لمنصة “مجهر”: “بشار الأسد لا يزال يحاول إنهاء عزلته الدولية، بعد أن ظلّ معزولاً لأكثر من عقد من الزمن، منذ أن تحولت ثورات الربيع العربي عام 2011 إلى حرب دامية بين الأسدومعارضيه الذين سعوا إلى الإطاحة به، وقد رأينا هذا بدءاً من العودة إلى الجامعة العربية واللقاءات في الإمارات والسعودية وعودة فتح السفارات”.

محتجون: أهالي السويداء لا يخافون من دخول الأمن “لأن السويداء كلها طلعت”

من جهته يقول “عمر”، (اسم مستعار)، لمنصة “مجهر”، وهو من أهالي السويداء ومن المشاركين بالاحتجاجات، حول الوضع العام: “الوضع جيد، لكن الدوائر الحكومية ومقرات حزب البعث مغلقة، نحن طلعنا لأن بشار الأسد باع البلد”.

وعن بداية الاحتجاجات قال: “لم يتم التنسيق سابقاً، في البداية خرج بضعة أشخاص إلى ساحة الكرامة ومن ثم الناس بدأت تتوافد، وبعدها انضمت القرى للاحتجاج، ومن أسباب خروجنا هو سياسة تجويع الناس والفساد وضياع الحقوق”.

وأضاف “عمر” بلهجته: “رح نحاول تضل هيك ونقدم صورة حضارية، لتنضم معنا باقي المحافظات لنخلص من النظام الفاسد، مافي تمويل خارجي ومافي مشروع تقسيم، وتحركنا السلمي هاد المفروض يكون سبب أكبر للناس تتحرك وما تخاف”.

وأوضح عمر بأنّ أهالي السويداء لا يخافون من دخول الأمن، “لأن السويداء كلها طلعت”، وفق تعبيره.

مطالب بإطلاق سراح معتقلين بعد الاحتجاجات بينهم طالبتين جامعيتين

ويطالب المحتجون مؤخراً بإطلاق سراح المعتقلين، ولا سيما الذين تم اعتقالهم في الآونة الأخيرة في منطقة الساحل، وأبرزهم “أيمن فارس” الذي ألقي القبض عليه من قبل الأمن على حاجز “العادلية” أثناء توجهه إلىالسويداء، والشاعر الشعبي “حسين حيدر” الذي اعتُقل لانتقاده حكومة الرئيس بشار الأسد، والناشط “أحمد إسماعيل” الذي اعتُقل قبل أكثر من10 أيام لانتقاده الرئيس السوري، إضافة إلى اعتقال طالبتين جامعيتين “سيرين ويارا”، منذ أكثر من 15 يوماً.

وتقول “بتول”، (اسم مستعار)، وهي طالبة في كلية الاقتصاد: “تواصلت مع أخت يارا، لكنها رفضت إعطائي أي معلومات، الجواب الوحيد الذي تلقيته كان “يارا بخير وهي في القرية وهاتفها مكسور”.

وبحسب مجموعة من أصدقائهما المقربين؛ قالوا إن الفتاتين اختفيتا في نفس اليوم دون معلومات عن مكانهما، وذلك بسبب فيديو نشر في إحدى مجموعات التواصل الاجتماعي، دون تفاصيل أخرى.

مخاوف من انتقال الاحتجاجات إلى العاصمة دمشق

وبحسب مراسلة منصة “مجهر” في العاصمة السورية دمشق، تتخوف القوات الأمنية من أن تنتقل الاحتجاجات إلى العاصمة، وخصوصاً أن مدينة “جرمانا” في العاصمة دمشق، شهدت تظاهرات يوم الجمعة 18 أغسطس/ آب بمشاركة الأهالي.

وحملوا آنذاك لافتات منددة بتدهور الأوضاع المعيشية وتردّي الخدمات، وتداولت صفحات وحسابات على منصات وسائل التواصل الاجتماعي فيديوهات ظهر فيها العشرات وهم يهتفون بشعارات مثل: “ما بدنا حكي وأشعار بدنا ناكل يا بشار”.

 في حين ذكر آخرون أن نحو 80 % من المحال التجارية في المدينة شاركت في إضراب عام ولم تفتح أبوابها.

زر الذهاب إلى الأعلى