تقارير

تصعيد عسكري يحصد أرواح مدنيين في إدلب ..وحركة نزوح جديدة نحو الشمال

(مريم الغريب- إدلب)

تشهد مدينة إدلب وأريافها ومناطق ريف حلب الغربي تصعيداً عسكرياً وقصفاً مكثفاً من قبل قوات الحكومة السورية، والطائرات الحربية الروسية منذ مساء الخميس بتاريخ 5 من تشرين الأول/أكتوبر، وذلك على خلفية تفجير الكلية الحربية في مدينة حمص خلال حفل تخريج دفعة ضباط .

ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم، في حين اتهمت الحكومة السورية الفصائل المدعومة تركياً، بالوقوف خلف الاستهداف عبر طائرات مسيرة تحمل ذخائر متفجرة.

وخلف القصف المتواصل والعنيف الذي طال مناطق شمال غربي سوريا عدداً من القتلى والجرحى، وفاقم معاناة الأهالي والنازحين على حد سواء .

المسعف في الدفاع المدني علاء الدياب(35 عاماً) من مدينة إدلب قال لمنصة مجهر عن القصف الذي يطال مناطق شمال غربي سوريا : “تستخدم روسيا وقوات النظام السوري  صواريخ وذخائر محرمة دولية في قصفها على مناطق شمال غربي سوريا، منها القنابل العنقودية والفوسفورية، وقد تركز القصف على مدن وبلدات عدة منها إدلب وسرمين والنيرب وأريحا ودارة عزة وترمانين والأتارب والدانا، فضلاً عن قرى في سهل الغاب شمال غرب حماة، ومواقع في محيط مدينة جسر الشغور غرب إدلب، وغيرها .

وحذر الدياب المدنيين من التصعيد الأخير، وطالب بفض التجمعات والالتزام بالأقبية وعدم الخروج إلا لطارئ، وذلك تحسباً لأي استهداف .

وبحسب منظمة “الدفاع المدني السوري”، فإن 37 مدنياً بينهم 10 أطفال و4 نساء قُتلوا منذ يوم الخميس الفائت وحتى مساء السبت، بالإضافة إلى إصابة 170 مدنياً بينهم 50 طفلاً و30 امرأة، وذلك نتيجة تصعيد هجمات القوات الحكومية وروسيا على مدن وبلدات ريفي إدلب وحلب بالقصف الجوي والمدفعي والصاروخي، واستخدام أسلحة حارقة وعنقودية محرمة دولياً، لاسيما أن القصف طال مخيماً للنازحين، فضلاً عن استهداف الأسواق الشعبية والأحياء السكنية والمدارس وغيرها  .

وأدت حملة القصف الأخيرة من قبل القوات الحكومية وروسيا على شمال غربي سوريا، والمستمرة منذ يوم الخميس إلى نزوح عشرات العوائل من المدن المستهدفة ومناطق قرب خطوط التماس جنوبي وشرقي إدلب إلى شمالها، وذلك هرباً من القصف، فيما تعجز عن النزوح الكثير من العوائل في المدن والبلدات التي تتعرض للقصف، بسبب الفقر وعدم توفر أماكن آمنة تأويهم في ظل أزمة إنسانية غير مسبوقة، علماً أن هذا النزوح الجديد يأتي بالتزامن مع إغلاق معبر باب الهوى، وتوقف إدخال المساعدات الإنسانية لمناطق شمال سوريا، ما يزيد حجم الكارثة الإنسانية.

كمال الحسون(45 عاماً) من مدينة أريحا اضطر للنزوح بسبب القصف العنيف الذي يطال المدينة بشكل يومي، وعن ذلك يقول: “إلى متى سنبقى على هذه الحال، لقد تعبنا من النزوح والقصف وفقدان الأمان الذي حول حياتنا إلى جحيم .”

ويؤكد أنه لا يخاف على نفسه، بل يخشى على أطفاله الأربعة من الإصابات أو الموت أمام عينيه، ويسعى لإبعادهم عن القصف وتهدئة الخوف الذي استقر في قلوبهم .

ويلفت الحسون أنه قصد مخيماً عشوائياً على أطراف مدينة سرمدا، وحصل على خيمة فيه، على أمل أن يتوقف القصف ليعود مع أسرته إلى منزلهم وحياتهم الطبيعية، لأن الحياة في الخيمة قاسية جداً بحسب تعبيره

ويؤكد أن عائلته بحاجة للمياه النظيفة والمواد الغذائية ومواد فرش إسعافية كالأغطية والفرش وغيرها .

ويخشى الحسون مع غيره من النازحين في المخيم من إمكانية توسع حملة القصف أو تطويرها إلى عملية عسكرية برية، ويطالب المنظمات الحقوقية بالوقوف أمام مسؤولياتها في حماية المدنيين، والسعي لمحاسبة مرتكبي الجرائم بحق المدنيين وإيقافهم عن القتل .

إن كانت عائلة كمال قد تمكنت من النزوح والهرب من القصف، إلا أن غالية الحميدو (29 عاماً) من مدينة سرمين، لم تتمكن من النزوح مع أسرتها من منزلهم رغم كثافة القصف الذي يطال المدينة وعن سبب ذلك تقول لمنصة مجهر: “زوجي مصاب حرب وعاطل عن العمل، وعلى الرغم من القصف ودوي الانفجارات لم نتمكن من النزوح، بسبب عدم امتلاكنا وسيلة نقل، وعجزنا عن دفع إيجار منزل بعيد عن القصف والمخاطر .”

وتشير أن أولادها الخمسة يعانون من أوضاع نفسية سيئة بسبب القصف، ويصابون بحالة من الهلع والخوف عند سماعهم أصوات تحليق الطائرات الحربية أو طائرات الاستطلاع، وعن ذلك تقول: “ليس باليد حيلة، الموت يلاحقنا في كل مكان، والنزوح بالنسبة لنا يعادل الموت تحت القصف .”

وبحسب الدفاع المدني فأن القصف الحالي يهدد حياة 4 ملايين مدني في شمال غربي سوريا، وتصف مراسلة مجهر الوضع “لا صوت يعلو على بكاء الأطفال ونحيب الأمهات الثكالى، سوى دوي الانفجارات وأصوات القصف بكافة أنواع الأسلحة المحرمة دولياً”.

زر الذهاب إلى الأعلى