تقارير

نازحو عفرين في “منطقة الشهباء”.. أكثر من 300 ألف نازح يفتقدون للمساعدات الإنسانية

باسل رشيد

يعاني القاطنون في مخيمات النزوح في ريف حلب الشمالي، المنطقة التي أطلق عليها اسم”منطقة الشهباء”ونزح إليها أهالي منطقة عفرين، بفعل العمليات العسكرية التركية تحت مسمى “غصن الزيتون”، من أوضاع صعبة.

وبحسب إحصائيات لمؤسسات حقوقية؛ هجَّرَت تركيا والفصائل المدعومة من قبلها /300/ ألف من أبناء مدينة عفرين.

ومنذ عام 2018،وأثناء نزوح الأهالي صوب “منطقة الشهباء”؛ عملت الإدارة الذاتية على تجهيز مخيَّمين للنازحين، يُعرفان الآن بمخيَّمي”سردم” و”العودة”، اللَّذين يعانيان من قلّة تقديم المساعدات وعدم الاعتراف بهما من قبل المنظمات الإنسانية والدولية.

ويعاني نازحوا عفرين في المخيميَّن من الأمرَّين،(قلة المساعدات؛ نتيجة تقاعس المنظمات الدولية من جهة،

والحصار المفروض عليهما من قبل حواجز الجيش السوري، من جهة أخرى، حيث تمنع تلك الحواجز دخول المساعدات الطبية والمحروقات إلى المنطقة، الأمر الذي يزيد من معاناة النازحين)، وفقاً لما أوضحه سكان ومسؤولون في مخيمات “منطقة الشهباء”.

“خيم لم تُبَدَّل”

وبحسب ما رصده مراسل منصة “مجهر”، نقلاً عن قاطنين في مخيمات “منطقة الشهباء”؛ فإن الخيم لم يتم تبديلها بعد مرور 5 أعوام عليها”بسبب عدم تبني أي منظمة لتقديم خيم جديدة لهم، وعدم قدرة الإدارة الذاتية على تبني عملية تبديل الخيم، نتيجة الحصار المفروض”.

ورفع الحصار من أسعار مشتقات المحروقات،حيث يصل سعر ليتر المازوت إلى /20/ ألف ليرة سورية في فصل الشتاء، أما أسطوانة الغاز؛فيصل سعرها إلى /160/ ألف ليرة سورية، فيما يصل سعر ليتر مادة البنزينإلى /20/ ألف ليرة سورية أيضاً.

وقال “فيصل حنّان”من أهالي مدينة عفرين ويقيم في “منطقة الشهباء” لمنصة “مجهر”، إن واقع المخيمات متردٍّ، نتيجة الحصار وقلة المساعدات وارتفاع سعر الدولار مقابل الليرة السورية، وقلة فرص العمل.

وأضاف “حنّان”، “المنطقة تفتقد لكافة المساعدات الإنسانية والطبية،ويجب على الضامن الروسي التدخل وفك الحصار المطبَّق على المنطقة من قبل النظام السوري”.

“ازدواجية في المعايير” و”معاناة بسبب الحصار”

ومن جانبه، أشار الناشط الحقوقي والعضو في منظمة حقوق الإنسان عفرين، “إبراهيم شيخو”،لمنصة “مجهر”،أن القاطنين في هذه المخيمات يعانون أوضاعاً صعبة خلال فصلي الصيف والشتاء، على حد سواء.

وقال: “خلال فصل الصيف يعاني النازحون من الحر وارتفاع درجات الحرارة، أما في فصل الشتاء فيعانون من البرودة وقلة المشتقات النفطية وانعدامها في بعض الأحيان”.

وأضاف “النازحون إما هم من هؤلاء القاطنين في منازل متهالكة، التي طالها الدمار نتيجة الاشتباكات بين أطراف الصراع في سوريا سابقاً، وكذلك بسبب الهجمات التركية المستمرة على منطقة الشهباء؛ وإما من القاطنين في الخيم،والذين يقطنون في المنازل وضعهم أشبه بوضع أهالي المخيم والجميع بحاجة إلى المساعدات العاجلة، في ظل غياب أي دور للمنظمات الإنسانية”.

ووصف الناشط الحقوقي “إبراهيم شيخو”، سياسة المنظمات الدولية بـ”ازدواجية المعايير”.

وأوضح أن “المنظمات تقدم كافة المساعدات للمناطق الخاضعة لسيطرة الفصائل وتغض النظر عن واقع المهجَّرين من عفرين الذين تهجروا من منازلهم قسراً منذ ستة أعوام، بحجج أن وضع المهجَّرين جيد ولهم بساتين من زيتون ولديهم أبناء في الخارج يرسلون لهم مبالغ مالية، في حين أن الواقع غير ذلك نهائياً”.

وقال إن هذا الأمر يجبر البعض للعودة إلى عفرين “رغم حجم الانتهاكات التي ترتكبها الفصائل بحق سكان المنطقة”.

ورأى “شيخو”، بأن المخيمات بحاجة إلى تقديم مساعدات عاجلة خاصة الأدوية وكافة المستلزمات الطبية، بالإضافة إلى المواد الغذائية.

وطالب “شيخو” بتقديم المساعدات،”عملاً بالمبادئ الإنسانية، إضافة إلى ضرورة تأمين العودة الطوعية للأهالي وتمكينهم من استعادة ممتلكاتهم والعودة لحياتهم الطبيعية وحمايتهم من أي اعتداء من قبل الفصائل الموالية لتركيا”.

زر الذهاب إلى الأعلى