تقارير

منشئو المحتوى وتحقيق الربح من خلال منصات التواصل الاجتماعي.. صعوبات داخل سوريا و”إجراءات التفافية”

“بدأت فكرة المحتوى الذي أقدّمُه منذ سنتين، عندما كنتُ أصوّرُ مقطع فيديو لكيفية حلاقة شعري، ولَقِيَ ضجةً كبيرة وملايين المشاهدات”.. هكذا كانت بداية السوري “أنس الكاتب”، وهو صانع محتوى كوميدي إضافة إلى الإعلانات (marketing).

الاتجاه نحو وسائل التواصل الاجتماعي

اتجهت العديد من المواهب الشابة في العالم خلال السنوات الماضية إلى وسائل التواصل الاجتماعي، وحقق الكثير من أصحابها نجاحاً لافتاً، إضافة إلى تحقيق أرباح بالقطع الأجنبي، وقدمت لبعضهم عروض إعلانية ضخمة، كما اتجه آخرون لتقديم برامج تلفزيونية. إلا أنّ أصحاب المحتوى من السوريين الناجحين والمؤثِّرين كانوا قلة، وأبرز تلك الأسماء المتابعة بالملايين كانت من نصيب السوريين في الخارج، فالحصار الاقتصادي على سوريا وحظر الكثير من التطبيقات؛ أدى إلى صعوبات كبيرة لدى السوريين وأصحاب المحتوى تحديداً.

يقول “أنس الكاتب”: “أقدّم محتوىً كوميدياً، فمنذ نجاح أول فيديو صوّرته، اعتمدت ذات الطريقة ولم أغيّرها، فالجمهور اعتادني هكذا، وأصبح يميّزني، ويمكن القول إنها باتت هويتي”.

صعوبات داخل سوريا

يُعَدُّ انقطاع التيار الكهربائي الكبير وسوء جودة الإنترنت أحد أبرز المشاكل التي واجهها “الكاتب”، بالإضافة إلى صعوبة الحصول على الموافقات الأمنية أثناء تصوير أي فيديو، فقد كانت أفرع الأمن وبعض المؤسسات تضع “العصي بالدواليب” وتصعّب مهمة الحصول على موافقة التصوير في الشارع أو في أي مكان تحت أي حجة.

يقول “أنس”: “كنت أصوّر بتكلفة قليلة جداً نظراً للظروف الاقتصادية الصعبة، ورغم هذا كان الفيديو الذي أصوّره يصل إلى آلاف ومئات الآلاف من المشاهدات، رغم أنّ الإمكانيات ضئيلة والقدرة على الحركة والتصوير صعبة، ولم أفهم لماذا كل هذا التعقيد؟، رغم أن الكثيرين يصوّرون فيديوهات لا ترقى إلى أي مستوى، فمن أين حصل هؤلاء على تلك الموافقات؟”.

وأضاف: “التصوير في بعض الأماكن العامة، ما يزال صعباً، وكثير من الناس يخافون من وجود الكاميرا”.

لم يستطع صانع المحتوى السوري الاستمرار بعمله في سوريا، وفضَّل الانتقال إلى “دبي”.

وقال لمنصة”مجهر”: “مع انتقالي لدبي، أيضاً واجهت الصعوبات، فهي تعتبر نقلة نوعية وجديدة كلياً، وبذلك تغيّر الجمهور، مما أدى إلى توقف الطلب على الإعلانات”.

من جهتها تقول “بتول”، “اسم مستعار”–وتعمل غرافيك ديزاين ومهندسة معمارية وصانعة محتوى فني–إنها تجدصعوبات في  الحصول على الكهرباء والإنترنت الجيد الذي يساعد على تحميل ما تحتاجه أثناء العمل.

الربح في سوريا معقَّد

لتحقيق الأرباح من منصة “فيسبوك” في سوريا، يحتاج صانع المحتوى إلى اتخاذ بعض الإجراءات الالتفافية، لأن ميّزة الأرباح محجوبة، فالأمر بحاجة إلى صفحة يتم فتحها من خارج سوريا وتدار من هناك، وتربط بحساب بنكي خارجي، وترسل الفيديوهات للمتعاون في الخارج ليقوم بنشرها سواء أكانت شركةً أم أفراداً، وسحب الأرباح بالدولار يتم عبر تلك الشركات أو الأفراد، الذين يأخذون نسبتهم ويقومون بتحويل الأرباح إلى السوق السوداء، رغم خطورة الأمر في مناطق سيطرة الحكومة السورية.

ويُمنع في مناطق الحكومة السورية التداول بالعملات الأجنبية، وفي الخارج يستطيع من يملك الحساب توقيف الصفحة أو سحب ما فيها حينمايشاء.

ويفضّل في الوقت الحالي منشئو الفيديوهات في سوريا،الشركات التي انتشرت مؤخراً، مؤكدين أن بعض صفحات الفيسبوك الكبيرة التي اشتهرت مؤخراً باتت تعمل إضافةً لإنتاج الفيديوهات الخاصة بها، على فتح أو شراء الصفحات من الخارج وإدارتها وسحب الأرباح من الخارج للعملاء من سوريا.

ويؤكد “أنس الكاتب” بأنّ المحتوى الذي أنشأه ساعده على ربح الأموال رغم صعوبة الأمر، حيث قال: “في سوريا، كنت أجني أرباح ولكنها ليست سهلة وليست كبيرة، فمنصات وسائل التواصل الاجتماعي للسوري حالياً أفضل من اليوتيوب، فهو يعتبر بشكل عام ظالم من حيث المردود مقارنة مع الغرب، فكيف بالنسبة لنا، فنحن السوريون لدينا صعوبة كبيرة في استلام الحوالات، وصعوبة أكبر في إيضاح من أين وكيف يصل إلينا المال”.

زر الذهاب إلى الأعلى