بورتريه

أمنيته ألّا يموت مهجّراً.. قصّة مسنّ عفريني

  • يزرع بجانب خيمته، مزروعات عدة، من خضار وفاكهة، ويسقيها بنفسه ليحافظ على علاقته مع الأرض، بعد تهجيره قسراً من دياره أثناء العدوان التركي على عفرين.
  • محمد أحمد طوني (80 عاماً)، مهجّر في منطقة الشهباء بريف حلب، ضمن إحدى #مخيمات_النزوح. يحنّ لأشجار الزيتون في أرضه الزراعية، التي احتلتها تركيا.
  • يقول “طوني” أن أمنيته وأمله ودعائه في كل سجدة صلاة هي العودة لعفرين ورؤيتها والموت على أرضها.
  • يتذكر العم محمد (من قرية جاقلا الوسطانية في ناحية شيه) الأعوام التي قضاها وهو يرعى أشجار الزيتون التي تتعدى 800 شجرة معمرة والتي كانت ترسم خطوطاً طويلة.
  • “منذ ساعات الصباح وحتى الظهر بشكلٍ يومي كنا نتجه إلى أراضي الزيتون ونهتم بها من خلال تنظيف ما حولها من أغصان زائدة وفلاحة أرضها، هذه الأشجار والأرض لم تكن بقعة من أغصان وتراب فحسب، إنما كانت سبب سعادتنا”.
  • كان العم محمد يخصص في كل موسم نسبة استهلاكهم لزيت الزيتون والزيتون بأنواعها المتعددة فيما يبيع الباقي ليكون هذا المال مصدراً لمعيشتهم ورزقهم على مدار العام بكامله.
  • نظام معيشة العم محمد تغيرت مؤخراً، وأحواله باتت مختلفة، إذ يعيش الآن في خيمة بعيدة عن أرضه، وأمنيته تنحصر فقط بالعودة لدياره.
  • ويقول لـ “مجهر” أنه بعد شن الدولة التركية هجمات على عفرين في 2018 تعرض منزله الواقع في قرية جاقلا الوسطانية لقصفٍ مباشر بطائرات تركية وتدمر بشكلٍ شبه كامل.
  • مع اشتداد حدة الهجمات اضطر العم محمد والآلاف من أمثاله من أهالي عفرين للخروج قسراً.
  • “التفت بنظرةٍ أخيرة لعفرين كانت حزينة للغاية ودخان القصف والطائرات الحربية تفوح منها، بهذا العمر وفي هذا الحال المؤسف بكيت حزناً لما وصلنا إليه من شراسة ولا إنسانية “.
  • ويضيف: “لم نحب يوماً حياة الخيم والنزوح القسري، عفرين كانت جنةٍ بالنسبة لنا نحن العفرينين وخاصةٍ المسنين من بينهم الذي قضوا عمرهم وهم يعمرونها بشقاء “.
  • ويؤكد المهجر العفريني في مخيم “سردم” أن الحياة في الخيم في غاية الصعوبة.
  • ويضيف “لكن الإصرار على رؤية الوطن والعودة إليها حتى وأن كانت في لحظة الوفاة والدقائق الأخيرة من عمري يدفعنا لتحمل المصاعب في المخيمات”.
  • وليتذكر المهجر محمد طوني موطنه عفرين زرع حول خيمته أشجار ومزروعات متنوعة من خضار وفاكهة وأزهار ليخفف عن نفسه صعوبات النزوح و”يستذكر عفرين الواسعة والمتنوعة” وفق وصفه.
  • بعد 5 سنوات من النزوح القسري في مخيمات الشهباء لا يتمالك العم محمد دموعه مع ذكر اسم عفرين ويتمنى أن لا يودع الحياة بعيداً عن دياره”.

زر الذهاب إلى الأعلى