تقارير

ما مصير القوات الأميركية في سوريا في عهدة ترامب؟ 

يلف الغموض موقف إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب من الوضع الجديد في سوريا، ومصير القوات الأميركية المتمركزة في المنطقة.

المهمة لم تتغير

السفير الأميركي السابق لدى سوريا، روبرت فورد، قال لقناة “الحرة” إن مهمة القوات الأميركية في سوريا لم تتغير، وهي “تعقب فلول داعش والتأكد من هزيمتهم”.

وأضاف أن الإعلان الأخير للقيادة المركزية الأميركية بشأن مقتل قيادي في جماعة “حراس الدين” التابعة لتنظيم القاعدة في سوريا “هو دليل على أن المهمة الأساسية هناك تظل في إطار القضاء على قادة داعش والجماعات الإرهابية الأخرى الموالية للقاعد”.

وأكد السفير فورد أن الهجمات الجوية الأميركية ستستمر في المنطقة للقضاء على هذه التهديدات، مضيفًا أن هذه العمليات لا تشمل أي مجازفة ولا تؤدي إلى خسائر في صفوف القوات الأميركية.

السفير روبرت فورد تابع قائلًا إن الموقف الرسمي الراهن يتمثل في بقاء القوات الأميركية في سوريا طالما أن خطر داعش لا يزال موجودا.

تهديد داعش لا  يزال مستمراً

وكان تقرير أصدره مجلس العلاقات الخارجية أشار إلى أن تهديد داعش في سوريا لا يزال قائماً رغم هزيمة معظم قوته، وأنه لا يزال يجند وينفذ عمليات في سوريا وما وراءها.

وقال التقرير إن نظام الأسد السابق كان ضعيفاً بسبب الحرب الأهلية، ولم يتمكن أبداً من فرض سلطته على أجزاء كبيرة من البلاد، وبالتالي تخلى عن مواجهة داعش لصالح الأميركيين والأكراد السوريين.

مخاوف أميركية لعدة أسباب

وأضاف أن الهزيمة الكبيرة للأسد على يد هيئة تحرير الشام والتي رحب بها الكثيرون في المنطقة والمجتمع الدولي، أثارت مخاوف جديدة لعدة أسباب.

أولاً، جذور الهيئة في القاعدة وجبهة النصرة، وهما حركتان متطرفتان تشتركان في العديد من أفكار داعش.

ثانياً، القادة الجدد لم يثبتوا بعد السيطرة الكاملة على الأراضي السورية، ومن الصعب في هذه المرحلة تقييم تماسك الهيئة وقدراتها.

ثالثاً، بالنظر إلى التحديات الضخمة التي تواجهها الهيئة، فإن احتمالات الصراع وعدم الاستقرار والفشل كبيرة، وهذا يفسر جزئياً سبب قرار الولايات المتحدة مؤخراً بزيادة قواتها من 900 إلى 2000.

ترقب في واشنطن 

وفي هذا الصدد، يوضح السفير الأميركي السابق لدى سوريا روبرت فورد أن هناك ترقب في واشنطن لطبيعة السياسات الجديدة التي قد تعتمدها الإدارة الأميركية بشأن سوريا، وهل تشمل فتح قنوات تواصل مباشرة مع دمشق، كما فعلت إدارة بايدن، وهل ستتخذ خطوات لرفع العقوبات المفروضة على سوريا، و أيضا إزالة “هيئة تحرير الشام” من قوائم الإرهاب.

فورد أشار إلى أن الوزير ماركو روبيو ذكر أمام لجنة العلاقات الخارجية في الكونغرس أهمية أن تتواصل الولايات المتحدة مع الحكومة السورية الحالية، في وقت هناك مسؤولون آخرون يشككون في نوايا “هيئة تحرير الشام” بسبب تاريخها، وخاصة ارتباط الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع بتنظيم القاعدة في العراق.

السفير الأميركي السابق لدى سوريا روبرت فورد أوضح أن مسألة الانسحاب من عدمه مرهون بتوجهات الإدارة السورية الجديدة والضمانات التي تقدمها.

وأكد أن هذه الشكوك التي تساور بعض أعضاء إدارة ترامب تعقد مسألة فتح قنوات تواصل بين واشنطن ودمشق، وأن تقليل هذه الشكوك مرهون بالضمانات التي قد تقدمها الحكومة السورية الجديدة وهيئة تحرير الشام بشأن نواياهم المستقبلية.

وأختتم فورد بقوله إنه لم يطلع على أي تصريحات من ترامب تنتقد الزيارات الدبلوماسية إلى دمشق.

ولكنه أضاف أنه في المقابل، ستتخذ واشنطن قراراتها الخاصة بشأن إعادة فتح القنوات مع دمشق، معتمدة في ذلك على التوقيت والتوجهات التي ستتبعها الإدارة السورية الجديدة.

توقعات عراقية ببقاء القوات الأميركية

ومن جهته توقع وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين بقاء القوات الأميركية في العراق والمنطقة في ظل العهدة الجديدة للرئيس دونالد ترامب، خاصة على ضوء ما تشهده المنطقة من نزاعات وتحولات جذرية.

وخلال حضور جلسة ضمن أعمال المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، قال فؤاد حسين إن الوضع في الشرق الأوسط بأكمله يختلف الآن مقارنة مع الإدارة الأولى للرئيس ترامب.

وشدد حسين على ضرورة تعزيز التعاون المشترك لمواجهة هذا التهديد، مشيرًا إلى أن استقرار سوريا يعد في مصلحة العراق، وأن بغداد مستعدة للتعاون مع دمشق من أجل تعزيز هذا الاستقرار.

زر الذهاب إلى الأعلى