تقارير

إسرائيل تعتبر الحكومة السورية الجديدة “تهديداً خطيراً”

نقلت وكالة رويترز، أمس الجمعة، عن مصادر مطلعة قولها إن إسرائيل تعتبر الحكومة الجديدة في سوريا “تهديداً خطيراً”، وإن دمشق “قد تهاجمها” ذات يوم.

وفي إشارة إلى رسائل نقلها مسؤولون إسرائيليون قالت 3 مصادر أميركية لرويترز إن إسرائيل تشعر حالياً بقلق بالغ إزاء الدور الذي تلعبه تركيا بصفتها حليفاً مقرباً من الإدارة الجديدة في سوريا.

وذكرت المصادر أن مسؤولين إسرائيليين سعوا إلى إقناع نظرائهم الأميركيين بأنه يتعين أن تُبقي روسيا على قاعدتها البحرية في طرطوس السورية المطلة على البحر المتوسط وقاعدتها الجوية في حميميم باللاذقية من أجل السيطرة على الدور التركي.

وقال اثنان من المصادر الأميركية إن المسؤولين الإسرائيليين حينما عرضوا استمرار الوجود الروسي في اجتماعهم مع المسؤولين الأميركيين، فوجئ بعض الحاضرين وأشاروا إلى أن تركيا، العضو في حلف شمال الأطلسي، ستكون ضامناً أفضل لأمن إسرائيل.

وأضاف المصدران أن المسؤولين الإسرائيليين “صمموا” على أن الوضع ليس كذلك.

وتشير الضغوط الإسرائيلية لإبقاء سوريا ضعيفة إلى نهج مختلف تماماً عما تتبناه دول أخرى حليفة للولايات المتحدة في المنطقة، ولا سيما السعودية التي قالت الشهر الماضي إنها تجري محادثات مع واشنطن وبروكسل للمساعدة في رفع العقوبات الغربية.

وقال مصدر في حزب العدالة والتنمية الذي يرأسه إردوغان إن استضافة أنقرة وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، الثلاثاء الماضي، كانت تهدف جزئياً إلى التحوط من حالة عدم اليقين بشأن السياسة الأميركية الجديدة تجاه دمشق، ولموازنة أي إجراءات إسرائيلية، بما في ذلك مع الولايات المتحدة، قد تهدد المصالح التركية في سوريا.

وقالت أربعة مصادر مطلعة لرويترز أن العلاقات التركية المتوترة في الغالب مع إسرائيل تعرضت لضغوط شديدة خلال حرب غزة، وأن مسؤولين إسرائيليين أبلغوا واشنطن بأن الحكام الإسلاميين الجدد في سوريا، الذين تدعمهم أنقرة، يشكلون تهديدا لحدود إسرائيل.

وتشير هذه الضغوط إلى حملة إسرائيلية منسقة للتأثير على السياسة الأميركية في منعطف حرج بالنسبة لسوريا، “حيث يحاول الإسلاميون الذين أطاحوا ببشار الأسد توطيد الاستقرار وحمل واشنطن على رفع العقوبات”.

وذكرت ثلاثة مصادر أميركية وشخص آخر مطلع على الاتصالات أن إسرائيل نقلت وجهات نظرها إلى كبار المسؤولين الأميركيين خلال اجتماعات في واشنطن في فبراير الماضي، واجتماعات لاحقة في إسرائيل مع ممثلين في الكونغرس الأميركي.

وقال اثنان من المصادر إن وثيقة إسرائيلية تتضمن البنود الرئيسية جرى توزيعها أيضا على مسؤولين أميركيين كبار.

وطلبت جميع المصادر عدم ذكر اسمها نظرا للحساسية الدبلوماسية.

ولم ترد وزارة الخارجية الأميركية ولا مجلس الأمن القومي الأميركي ولا مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ولا وزارة الخارجية السورية أو التركية على طلبات للتعليق بعد.

وقالت المصادر إنه لم يتضح حتى الآن مدى قبول إدارة الرئيس الأميركي ترامب لمقترحات إسرائيل.

ولم تتطرق الإدارة الأميركية الجديدة كثيرا إلى الشأن السوري، مما تسبب في حالة من عدم اليقين تجاه مستقبل العقوبات المفروضة على دمشق ووضع القوات الأميركية المنتشرة في شمال شرق البلاد.

زر الذهاب إلى الأعلى