تقارير

مظلوم عبدي: نملك الفرصة لبناء سوريا الجديدة

أكد القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية، مظلوم عبدي، في حوار مع قناة “شمس” أن المرحلة الحالية تمثل لحظة تاريخية مفصلية، معبّرًا عن أمله في تأسيس سوريا جديدة تقوم على قيم لا مركزية وتشاركية، بعد عقود من الظلم والحكم الشمولي.

نهاية عهد البعث وبداية فرصة جديدة

وقال عبدي:”بعد عهود من الظلم تخلصنا من النظام الذي كان سبباً لمآسي الشعب السوري، والآن نملك الفرصة لبناء سوريا الجديدة، نأمل ونعمل الآن على ذلك.”

ودعا إلى صيغة سياسية جديدة للبلاد:”نريد سوريا لا مركزية تعيش فيها جميع المكونات دون إقصاء.”

وأكد أن التجربة القريبة أثبتت فشل النظام المركزي وقال: “حكام سوريا الجدد مع سوريا المركزية، لكن الشعب السوري عاش تجربة مريرة، وبالأخص في السنوات القريبة الماضية، الجميع متأكد أن الحكم الشمولي – البعث مثالاً – غير قابل لحكم سوريا. علينا أن نستخرج الدروس من طبيعة الحكم السابق، الجميع مقتنع بأن هذا النمط غير مقبول.”

وأضاف:”لا بد من سوريا الجديدة المغايرة للتي كانت متواجدة قبل ستة أشهر.”

الوضع الأمني لا يزال هشًا

وتحدّث عبدي عن بقاء التحديات الأمنية قائمة بقوله: “الآن لدينا تحديات أمنية وتهديدات على المنطقة، ولا زلنا متمركزين في خطوط التماس، خطر الهجوم على المنطقة لا يزال موجوداً، لذا لم يتغير الكثير بالنسبة لنا.”

مفاوضات مع الحكومة الجديدة

وتحدث عبدي عن الحوار مع السلطات الجديدة في دمشقوقال: “نحن الآن بصدد التفاوض مع الحكومة الجديدة، واتفاقية نعتقد أن فيها نوعاً من الحل.”

وأوضح: “إذا تم تثبيت الحل الذي نريده في الدستور السوري المقبل فسوف يزول القلق وسننخرط في العملية السياسية.”

كما أكد على ضرورة دمج قوات قسد في الجيش السوري: “لا بد أن يكون لسوريا جيش واحد، ويجب أن تتوحد المؤسسات العسكرية ومن ضمنها قسد.”

وشدد على أهمية إشراك جميع المكونات، بما فيها الطائفة العلوية: بقوله “يجب ألا يتم حصر موضوع الطائفة العلوية بالنظام السابق، أرى في هذا ظلماً كبيراً، وهم جزء أصيل من الشعب السوري، ويجب أن ينخرطوا في العملية السياسية ضمن ضمانات حقيقية يتم تقديمها لهم.”

الهدنة مع تركيا والعلاقات المحتملة

هذا وأشار إلى هدنة مؤقتة مع تركيا بقوله: “منذ شهرين ونصف هناك هدنة مؤقتة مشروطة مع تركيا، ونحن نأمل أن تتحول هذه الهدنة المؤقتة إلى دائمة.”

كما أوضح أن أنقرة تركز على ملفات معينة:”هناك ملفات أمنية تطالب تركيا بحلها، ونحن نعمل حالياً على ذلك، منها ما يتعلق بخطوط الاشتباكات والتماس، وكذلك تركز تركيا على دمج قسد مع الجيش السوري.”

وأضاف: “مستقبلاً من الممكن أن تتطور العلاقات مع تركيا.”

ورأى عبدي أن قرار حل حزب العمال الكردستاني انعكس إيجاباً على الأوضاع وقال، “من بين تلك الآثار الهدنة الحالية.”

كما قال قائد قوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي يوم الجمعة إن قواته على اتصال مباشر مع تركيا مضيفا أنه لا يعارض لقاء الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

الوجود الأميركي وخطر داعش

وحول العلاقة مع واشنطن، قال: “العلاقات مع أميركا لم تتغير ومستمرة كما السابق، حالياً هناك إعادة تموضع للقوات الأميركية، وهذا لا يضر بالعمل المشترك ضد داعش، وهم موجودون في عملية التفاوض مع دمشق ويساعدوننا في ذلك.”

وحذّر من تصاعد خطر تنظيم “داعش”: “خطر تنظيم داعش حقيقي، وفي الفترة الأخيرة ازداد الخطر، هناك عوامل كثيرة تساعده على تنظيم نفسه بشكل أكبر.”

وتابع:”داعش استفادت مؤخراً من الفراغ الأمني، ويتوجب أن نعالج هذا الموضوع بشكل جدي.”

تقييم للحكومة الجديدة

وعبّر عبدي عن انطباعه الإيجابي تجاه القيادة الجديدة: “الأقوال جيدة، لكننا سنتابع الأفعال، في لقاءاتي مع الرئيس الشرع كان انطباعي عنه إيجابياً، يمكننا مع بعضنا تجاوز المشاكل والوصول لحل دائم لسوريا، وأن نتمكن من تحقيق اندماج ‘عادل’ لمؤسسات شمال شرق سوريا. يجب أن نكون متفائلين بهذا الجانب.”

وأكد أن مساهمة قسد ضرورية لتثبيت الاستقرار وقال : “الحكومة السورية بحاجة إلى مساهمة قوات سوريا الديمقراطية، بمشاركتنا سيزول الفراغ الأمني الذي قد يحدث في المستقبل.”

من القتال إلى العمل السياسي

وأوضح عبدي أن الانخراط في العمل العسكري كان اضطراريًا وقال: “فُرضت علينا الحرب واضطررنا للقتال في مناطق كثيرة، ولكن الحرب يجب ألا تستمر.”

وأضاف: “اضطررتُ للباس اللباس العسكري، وبعد انتهاء الحرب سأنخرط في العمل السياسي.”

رسالة إلى السوريين والأكراد

ووجه القائد العام لقسد رسالة للمواطنين السوريين عمومًا: “أقول للسوريين: يجب أن نستخلص الدروس من التجارب، وأن ننبذ خطاب الكراهية الموجود، مستقبل سوريا يتم بالتكاتف لبناء سوريا الجديدة.”

كما وجه خطابًا خاصًا للشعب الكردي: “أقول للشعب الكردي: نعيش في مرحلة تاريخية، وسيكون للأكراد دور يليق بهم في سوريا الجديدة. علينا أن نتفائل معاً.”

وختم بقوله: “عدو الأكراد هي العقلية العنصرية الطائفية الجاهلة بحقيقة الشعب الكردي.”

زر الذهاب إلى الأعلى