فرنسا تدعو لدور دولي فاعل لتحقيق الاستقرار في سوريا

في كلمة ألقاها جيروم بونافونت، الممثل الدائم لفرنسا لدى الأمم المتحدة، أعرب عن أهمية التحرك الدولي لتمكين سوريا من اجتياز المرحلة الراهنة وتحقيق الاستقرار الإقليمي.
وقال بونافونت إن الشرق الأوسط قد دخل مرحلة جديدة من التوتر، وأن المجتمع الدولي يتحمل مسؤولية دعم سوريا في ثلاثة مجالات رئيسية.
المجال الأول: الاستجابة الإنسانية وإعادة إدماج سوريا في المجتمع الدولي
أكد بونافونت أن أولى أولويات المجتمع الدولي يجب أن تكون الاستجابة للأزمة الإنسانية في سوريا ودعم عملية إعادة دمج البلاد سياسيًا واقتصاديًا في المجتمع الدولي.
وأشار إلى أهمية دعم الاقتصاد السوري ليكون قادرًا على توفير ظروف معيشية كريمة للمواطنين السوريين، مع دعوة لزيادة الدعم من الجهات المانحة الدولية والإقليمية والقطاع الخاص.
وقال بونافونت: “إعادة إدماج سوريا في المجتمع الدولي تتطلب تطبيعًا إقليميًا، ونشجع السلطات السورية على استكمال جهودها لإعادة بناء علاقات بنّاءة مع جيرانها، كما يحدث حاليًا مع لبنان”.
المجال الثاني: دعم استعادة السلم الأهلي والوحدة في سوريا
في هذا السياق، أشار بونافونت إلى أن سقوط النظام الدكتاتوري في سوريا وعودة السلم الأهلي تفتح آفاقًا جديدة، رغم التحديات المستمرة مثل العنف الطائفي والجرائم ضد المدنيين.
وتطرق إلى مجازر مارس/آذار الأخيرة، داعيًا لجنة التحقيق الدولية إلى تحديد المسؤولين عن هذه الجرائم.
وأضاف: “إن عملية العدالة الانتقالية يجب أن تكون شاملة وعادلة، ومن المهم أن تُبذل جهود حثيثة لضمان احترام حقوق جميع شرائح الشعب السوري بعيدًا عن الانتقام والطائفية”.
وأشاد بإنشاء الهيئة الوطنية للمفقودين والهيئة الوطنية للعدالة الانتقالية في سوريا، مؤكداً على أهمية التعاون مع هيئات الأمم المتحدة ذات الصلة لتعزيز هذه الجهود.
المجال الثالث: تحقيق التحول السياسي المستدام في سوريا
تطرق بونافونت إلى ضرورة القضاء على التهديدات الإرهابية التي لا تزال تؤثر على استقرار سوريا.
وأكد على أهمية تعاون السلطات السورية مع المجتمع الدولي لمكافحة الإرهاب وتفكيك الأسلحة الكيميائية، داعيًا إلى استمرار التعاون بين دمشق ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية.
وأشار إلى أن نجاح التحول السياسي يتطلب بناء مؤسسات سياسية شاملة تلبي تطلعات جميع السوريين. وأضاف: “فرنسا مستعدة لدعم تعزيز قدرات الدولة السورية، كما نُرحب بعمل الأمم المتحدة وخاصة عمل المبعوث الخاص للأمم المتحدة في سوريا، جير بيدرسن، الذي يقدم دعماً هاما لتوجيه السلطات السورية نحو بناء سوريا شاملة وفقًا للقرار 2254”.
التزام فرنسا بالحلول السياسية: الالتزامات تجاه الأكراد السوريين
وتناول بونافونت الدور الحيوي للأكراد السوريين في مستقبل سوريا السياسي.
وشدد على أن فرنسا تتوقع تنفيذ السلطات السورية للالتزامات التي تم قطعها مع الأكراد السوريين. وأضاف: “تُتيح هذه الالتزامات فرصةً للحفاظ على وحدة سوريا وسلامة أراضيها”.
كما دعا إلى احترام حقوق الأكراد ضمن إطار وحدة سوريا وسيادتها.
وأكد بونافونت أن الأكراد جزء أساسي في عملية بناء سوريا المستقبل، وأن تلبية مطالبهم المشروعة سيسهم في استقرار البلاد. وقال: “نعتبر أن نجاح الانتقال السياسي في سوريا مرهون بمشاركة جميع الأطراف، بما في ذلك الأكراد السوريين، في عملية المصالحة الوطنية والعدالة الانتقالية”.
الالتزام الفرنسي: دعم عملية الانتقال وبناء سوريا جديدة
في ختام كلمته، أكد بونافونت التزام فرنسا التام بدعم جهود السوريين لإنهاء حقبة الاستبداد وبناء سوريا موحدة وآمنة في تنوعها، وتعيش في سلام مع جيرانها. وأوضح أن فرنسا ستواصل دعمها لأية مبادرة دولية تهدف إلى تحقيق هذا الهدف، خاصة في ظل البيئة الإقليمية المتدهورة.
ودعا مجلس الأمن الدولي إلى استخلاص الدروس من المراجعة الاستراتيجية لعمل الأمم المتحدة في سوريا ودعم عملية الانتقال السياسي بما يحقق الأمن والاستقرار للجميع.