تقارير

تقرير لـ “الشرق الأوسط”: السويداء في مفترق طرق.. بين لجان الإدارة الذاتية وتحديات الحكومة السورية

في خطوة قد تغير مجرى العلاقة بين محافظة السويداء ودمشق، أعلنت الرئاسة الروحية لطائفة الموحدين الدروز في نهاية يوليو الماضي عن تشكيل لجان قانونية وأمنية لإدارة شؤون المحافظة.

هذه الخطوة تأتي في سياق الأحداث المتوترة التي شهدتها السويداء مؤخراً، حيث تصاعدت الاشتباكات بين قوات من ووزارة الدفاع وفصائل من عشائر البدو من جهة وفصائل درزية من جهة أخرى، مما وضع الحكومة السورية الجديدة أمام تحدٍ بالغ التعقيد. .

خصوصية السويداء في خضم الأزمة

تتمتع محافظة السويداء التي يهيمن عليها الدروز بخصوصية فريدة في بنية المجتمع السوري.

لم تشارك السويداء في الحرب الأهلية بشكل مباشر، ورفضت إرسال أبنائها للقتال في صفوف جيش نظام بشار الأسد.

ومع اندلاع الاشتباكات في يوليو، اختلفت الروايات الحكومية عن تلك التي طرحها المرجعيات الدرزية، ما زاد من تعقيد المشهد الأمني والسياسي.

المرجعيات الدرزية تقف ضد دمشق

مع تصاعد الأحداث في يوليو، اتحدت مرجعيات درزية، مثل الحناوي والجربوع، في رفض الحكومة السورية، ونددت بممارساتها ضد المدنيين، داعية إلى تحقيق دولي مستقل. وفي موقف مفاجئ، خرج الشيخ حكمت الهجري – أبرز معارضي الحكومة – ليكرر الاتهامات ضد دمشق، مطالبًا بمحاكمة المسؤولين عن الجرائم.

اللجان القانونية: مسار جديد في السويداء

بحسب صفاء جودية، الناطقة باسم اللجنة القانونية العليا في السويداء، فإن تشكيل اللجان جاء نتيجة للحصار والتدمير الممنهج الذي تعرضت له المحافظة.

وأكدت جودية بحسب صحيفة “الشرق الأوسط” أن مهام اللجان تتمثل في إدارة الخدمات المدنية في السويداء وتخفيف آثار الحصار، وأنه لن يكون هناك أي تفاهم مع دمشق قبل التعويض عن الأضرار ورفع الحصار.

رؤية دمشق للمستقبل: سياسة الاحتواء والتوحيد

يرى الباحثون أن دمشق تتعامل مع ملف السويداء بحذر وصبر، سعياً لتفكيك بؤر التوتر وإعادة إدماج المحافظة ضمن المؤسسات الوطنية.

الباحث مصطفى النعيمي اعتبر أن دمشق تتبع سياسة الاحتواء التدريجي لتفكيك المجموعات المسلحة، مشيراً إلى أهمية إشراك السويداء في عملية إعادة الإعمار.

المستقبل الغامض للسويداء

المستقبل في السويداء يبدو معلقًا بين محاولات الإدارة المحلية في السويداء التي تسعى لتثبيت أقدامها، والحكومة التي ترفض هذه المساعي.

زر الذهاب إلى الأعلى