آراء وتحليلات

“هيئة تحرير الشام”.. بين تعويم العراب التركي والتركة الثقيلة لتنظيم القاعدة الأم (1)

حسن حسن

تُعَدُّ “هيئة تحرير الشام” امتداداً لـ”جبهة النصرة” التي ظهرت في المشهد السوري في عام 2012، ممثلاً وحيداً لتنظيم “القاعدة” في سوريا. وتعرضت “جبهة النصرة” لضغوط كبيرة من قبل مشغليها لتغيير اسمها ومسارها وخطابها السياسي، وهو ما تحقق في يوليو/ تموز 2016، مع إعلان زعيمها “أبو محمد الجولاني” فَكَّ ارتباطها بتنظيم “القاعدة” وتغيير اسمها إلى “جبهة فتح الشام”. وفي يناير/ كانون الثاني 2017، اقتتلت الجبهة مع فصائل تابعة للمعارضة في شمالي غرب سوريا، معلنة عن اندماجها مع فصائل أخرى تتشارك معها في المنهج والرؤية في “هيئة تحرير الشام”، والتي تولّى قيادتها “الجولاني” أيضاً. لكن في منتصف 2018، صَنَّفت الولايات المتحدة الأمريكية الهيئة وكل فصيل له صلة بها كمنظمة “إرهابية.

بعد الاجتماع الروسي التركي الأخير في سوتشي؛ شددت روسيا على ضرورة إنهاء التهديد الإرهابي، وعزل هيئة تحرير الشام، حيث تُصِرُّ روسيا على محاربتها بصفتها حركة إرهابية، بينما تحاول تركيا تعويمها من خلال دمجها مع فصائل ما يسمى “الجيش الوطني السوري” التابع لتركيا في شمال البلاد، في محاولة لخلط أوراق الصراع.

تركيا تمهد لتسليم عفرين لهيئة” تحرير الشام”

وبحسب المعلومات الخاصة بمنصة “مجهر” الإعلاميّة؛ أرسلت “هيئة تحرير الشام” وفداً عسكرياً وسياسياً إلى تركيا من أجل تسليم منطقة عفرين إلى الهيئة، حيث جاء مطلب “تحرير الشام” للسيطرة على عفرين، بعد حصول تقارب بين تركيا والنظام السوري، وذلك من أجل تلافي ضم عفرين إلى أي اتفاقيات مستقبلية من شأنها تسليمها للنظام السوري. كما طالب الوفد بتعيين ممثل للهيئة كمسؤول عن عفرين، من أجل ترسيخ النظام المطبَّق في إدلب على عفرين أيضاً. وقدم وفد “تحرير الشام” أيضاً مقترحاً لإنشاء معسكرات تدريبية لبناء قوة عسكرية جديدة لحراسة الحدود مع تركيا. يُذكر أن تحرير الشام ترسل وفودها بشكل سري إلى منطقتي عفرين وإعزاز؛ لتعزيز نفوذها على المنطقتين تحت غطاء “فيلق الشام”.

لماذا يصر الروس على محاربة حلفاء تركيا في إدلب؟

السبب الرئيسي الذي يدفع الروس لمحاربة الإرهاب في إدلب؛ هو وجود أخطر جَماعات القاعدة الإرهابية الَمهدّدة للمصالح الروسية والصينية في روسيا وعموم جمهوريات آسيا الوسطى وتركستان الشرقية، تحت أجنحة “هيئة تحرير الشام” وبمباركة تركية. على سبيل المثال، الحزب الإسلامي التركستاني من “الإيغور” أو “أتراك الصين” ويُقَدَّر عددهم بألف وخَمسمائة مقاتل مع عائلاتهم، يسيطرون على مناطق واسعة من جسر الشغور، كذلك جماعة “التوحيد والجهاد” من “الأوزبك” بقيادة “سراج الدين مختاروف” الَمعروف بـ”أبو صلاح الأوزبكي”. هذا وانتشر اسم “كتيبة التوحيد والجهاد” بعد الهجوم الانتحاري الذي استهدف مترو سان بطرسبرغ في إبريل/ نيسان 2017، وأسفر عن مقتل 15 شخصاً، كذلك “كتيبة الإمام البخاري” هم أيضاً “أوزبك”، إلى جانب “جُندِ الشام” و”أجناد القوقاز” من “الشيشان”.

وقَدَّرَ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عام 2017 عدد المقاتلين الروس ضمن تنظيمات “القاعدة” و”داعش” في سوريا بنحو 4 آلاف مقاتل، إلى جانب خمسة آلاف مقاتل من دول الإتحاد السوفييتي السابق.

دويلة الجولاني والقاعدة بحماية فرقة كاملة من الجيش التركي

تأوي دويلة “الجولاني” التي تحوي نحو /60/ قاعدة عسكرية تركية مع عشرين إلى ثلاثين ألف جندي بكامل عتادهم الثقيل، تنظيم “حُرّاس الدين” التنظيم الذي تأسَّس في 27 فبراير/ شباط 2018، وتشكل من اندماج فصائل ومجموعات مختلفة تابعة للقاعدة خصوصاً ومن الدول العربية. ويخضع قادته لعقوبات أميركية وأوروبية، ويصنف ضمن قائمة أخطر المنظمات الإرهابية العالمية، ويضم ما بين /2000/ إلى /2500/ مقاتلاً، بحسب الأمم المتحدة، وتنضوي تحت رايته عدد من الفصائل المتشددة، أبرزها “جيش البادية”، و”جيش الساحل”، و”سرية كابل”، و”سرايا الساحل”، و”جيش الملاحم”، و”جُند الشريعة”، و”كتيبة أبو بكر الصديق”، و”كتيبة أبو عبيدة بن الجراح”، و”سرية عبد الرحمن بن عوف”، و”كتيبة البتّار”. يتعرض التنظيم لاستهدافات متكرّرة من الولايات المتحدة.

     جبهة النصرة/ هيئة تحرير الشام حالياً، ذراع القاعدة في سوريا، مثلها مثل أي تنظيم إرهابي، أداةٌ لتحقيق أجندة داعميها في سوريا وعلى رأسهم الداعم والعراب الأردوغاني. ومن خلال مُجريات الصراع السوري، برز هذا التنظيم، كلاعب عسكري مهمّ لداعميه، ممَّن راهنوا عليه كذراع عسكري قوي. الواضح أن العلاقة القوية جداً التي ترتبط بين التنظيم والحكومة التركية، قد ظهرت في عدة محطات مفصلية أكدت عمق هذه العلاقة.

علاقة الظفر باللحم ومتروبول الجهاديين

علاقة ارتباط “هيئة تحرير الشام” مع “القاعدة” الأم هي علاقة اللّحم بالظفر، وكل مسرحيات تركيا و”الجولاني” لتعويم “الهيئة”، عبر تغيير الملابس والاعتقال الشكلي لعناصر متشددة ليس إلا ذراً للرماد في العيون، فالأكياس لا تخفي الرماح، فهل تم تسليم أياً من أولئك الإرهابيين المعتقلين على يد “النصرة” لدولهم مثلما تقوم (قسد) بتسليم الدواعش لدولها، مثلاً؟

باختصار إدلب هي أخطر بؤرة لتنظيم “القاعدة” في العالم بحماية ورعاية تركية، فهي عاصمة الإرهابيين ومتروبول الجهاد العالمي برعاية وحماية تركية. حتى زعماء “داعش” من أمثال “البغدادي” و”القرشي” قتلا وهم في حضن تركيا و”هيئة تحرير الشام”، والطائرة المروحية الأمريكية من نوع “سيكورسكي” التي سقطت عند قرية “جلمة” أعطبت بفعل مقاومة المضادات الأرضية التي كانت “تحرير الشام” قد نصبتها حول منزل “القرشي”.

قائد “الفرقة الناجية” من الجلباب الأفغاني إلى الطقم الغربي

ظهور “الجولاني” ببدلة رسمية على الطراز الغربي، خلافاً لعادة ظهوره بالزيّ العسكريّ، هي جزء من عملية تركية مدروسة لإعادة إخراج صورة الجماعة التي صنَّفتها الولايات المتحدة كجماعة إرهابية، ومحاولة منها لضمان حصَّةً لها في مستقبل سوريا، حيث بدأ يتعاطى مع الصحافة الأجنبية ويغير لباسه ولباس مقاتليه ويظهر بشكله الأساسي ويفصح عن هُويَّته، وكل هذه الأمور هي مقدمة لحجز مكان في السلطة، بإيعاز من مشغليها وخاصة المشغل التركي.

في الآونة الأخيرة يقوم “الجولاني” بزيارات عدَّة لفعاليات اجتماعية في محافظة إدلب، حيث يلتقي وجهاء وشيوخ عشائر ورجال دين ومع من بقي من الدروز والمسيحيين، ويدشن مشاريعَ خدمية.

ومن الواضح أن “الجولاني” يسعى لبدء مرحلة جديدة، في محاولة لأن تكون “تحرير الشام” طالبان سوريا أو الممثل الشَّرعي للسنة، على الأقل، خاصة بعد ان استبعدَت “الهيئة” شخصيات متشددة من صفوفها، وأجرت مراجعات على الخطاب المتشدّد الذي وسمها طيلة سنوات.

وكانت الهيئة شهدت، خلال العام الجاري، خروجَ عدد من القادة المتشددين من صفوفها، لعلّ أبرزهم عضو “مجلس الشورى” المدعو “جمال زينية”، والملقب بـ”أبو مالك التلّي”، مُرجِعاً سبب ابتعاده إلى “جهله وعدم علمه ببعض سياسات الجماعة أو عدم قناعته بها”، وفق بيان له. وسبق أن استقال واحد من أكثر قادة الهيئة تشدداً، وهو المدعو “أبو يقظان المصري”، الذي ترك الهيئة في فبراير/ شباط 2019، اعتراضاً، كما بدا، على اتجاهها نحو التساهل في بعض القضايا.

دمج الفصائل التركمانية مع تنظيم الجولاني

تكرار ظهور “الجولاني” تزامن مع اجتماعات سرية تكرر عقدها خلال الآونة الأخيرة، بين الفصائل التركمانية داخل  “الجيش الوطني السوري” مع “هيئة تحرير الشام/ جبهة النصرة سابقاً”، المسيطر على أجزاء واسعة من محافظة إدلب وقسم من محافظة حلب، شمال غرب سوريا، بهدف وضع خطة تنسيق بين “تحرير الشام”، و”هيئة ثائرون” التي تقودها فرقة “السلطان مراد” التركمانية التابعة لتركيا، ومحاولة رجلها “فهيم عيسى”، قائد فصيل “هيئة ثائرون”، مع “فرقة الحمزة” و”سليمان شاه” التركمانية و”فيلق الشام” مواجهة طموحات “الفيلق الثالث”، والضغط على “الجبهة الشامية”، للانسحاب من مناطق في ريف عفرين وجنديرس، وهذا ما أكد تواطؤ هذه الفصائل مع “النصرة” بوقوفها على الحياد تجاه اقتحام “النصرة” لمناطق جنوبي عفرين في يونيو/ حزيران الماضي، بالإضافة إلى تسليمها حواجزها “للنصرة”، وانسحابها من قرى وبلدات كانت تسيطر عليها تلك الفصائل دون قتال، مما يؤكد على تعاونها مع “النصرة” ضد “الجبهة الشامية”، وبأوامر تركية.

في الاجتماعات التي تجري بين “النصرة” و”التركمان”، يجري أيضاً بحث كل الملفات الأمنية في مناطق ريف حلب وإدلب، إضافة للأمور الاقتصادية والعسكرية، لدمج هذه الفصائل مع “جبهة النصرة” لمحاربة قوات سوريا الديمقراطية وابتلاع الفصائل السنية المترددة في تنفيذ الأجندات التركية القذرة وتسليم إدارة منطقة عفرين لـ”حكومة الإنقاذ” التابعة لـ”النصرة”.

ذراع تركيا الضارب ضمن المتمردين السوريين

لم يشكل تنظيم “جبهة النصرة” أي معضلة لتركيا منذ بداية تأسيسه، رغم التهويل الإعلامي بضرورة حسم ملف التنظيم وتصنيفه كإرهابي، وقدرة تركيا على محاصرته، وقطع الدعم عنه، إلا أن الأتراك قدموا له كل أشكال الدعم، أسوة بباقي الفصائل العسكرية المسلحة الموالية لهم، والتي انتشرت تحت مسميات مختلفة كـ“الجبهة الوطنية” و”الجيش الوطني السوري”.

يبدو أن تركيا تعوّل على تنظيم “هيئة تحرير الشام/ جبهة النصرة سابقاً” كحليف قوي لها في سوريا أكثر من غيره، فالاستخبارات التركية تدير الهيئة استخباراتياً وعسكرياً ولوجستياً لاستخدامه كأداة للترهيب، وتأديب المتمردين من مواليها، وورقة مهمة لتعطيل أي مسار لا يناسبها. لذا يمكن اعتبارها الذراع الأقوى لتركيا في تحركاتها العدوانية في سوريا.

 لقد حال الاقتتال المستمر بين هذه الفصائل التابعة لتركيا دون تحقيق أي استقرار في مناطق الاحتلال التركي، وأدى إلى نشر الفوضى، الأمر الذي أثر في التحركات التركية في سوريا، سواءً على الصعيد السياسي أو العسكري.

وبالرغم من أن حالة الفوضى، في المناطق المحتلة من قِبل تركيا، قد أصبحت حالة اعتيادية، وباتت صراعات الفصائل المسلحة، أبرز ما يميز الواقع العسكري والأمني في تلك المناطق، إلا أنها في بعض الأحيان تبدو كفوضى مفتعلة، وقد تكون العديد من الجهات والفصائل العسكرية خلف هذه الفوضى وافتعال المواجهات، حيث أن الفصائل الكبرى تخشى من أن تؤدي أي عمليات تركية جديدة إلى إضعاف نفوذها، وهيمنة فصائل أخرى، تسعى لإضعافها.

الجبهة الشامية”، مثلاً، والتي تعمل تحت مسمى “الفيلق الثالث”، والتي اشتبكت مع القطاع الشرقي لحركة “أحرار الشام الإسلامية” في يونيو/ حزيران 2022، تخشى من أن أي عملية تركية جديدة، قد تنطوي على استدعاء مقاتلين من الحركة، وبالتالي ستؤدي هذه الخطوة إلى تشتتها، وتقليص نفوذها في مناطق سيطرتها بريف حلب، وتأتي خدمةً لمصالح فصائل أخرى، مثل “هيئة ثائرون”. ومع كل خلاف بين فصائل “الجيش الوطني”، ينقسم الحديث إلى تيارين، الأول يتحدث عن “تواطؤ” أو “تعاون” مع “تحرير الشام” لإقصاء الطرف الآخر، والثاني يتحدث عن رغبة “تحرير الشام” باستغلال الخلافات واقتتال فصائل “الوطني” للسيطرة على المنطقة.

وتجلّت أبرز هذه التوترات، في يونيو/ حزيران الماضي، حين توجّهت أرتال عسكرية تتبع لـ”تحرير الشام” نحو مناطق ريف حلب، ودخلت من معبر “الغزاوية” باتجاه منطقة عفرين شمالي حلب إلى قرية “باسوطة”، بعددٍ تجاوز /400/ آلية، ومن معبر “دير بلوط” بعدد تجاوز /350/ آلية، عقب اشتباكات بين فصيل “أحرار الشام – القاطع الشرقي” (الفرقة 32) و”الفيلق الثالث”.

وأمام هذه الأحداث، يبدو أن تركيا تبارك أحياناً هذا النوع من الفوضى، لتطلق ميليشياتها ضد أخرى تَرفُضُ الإذعان التام للأوامر التركية، كـ“الجبهة الشامية” التي رفضت سابقاً سياسة أنقرة في تجنيد مرتزقة سوريين، وزجّهم في صراعات خارجية، كما عزلت أبرز قادتها المقربين من تركيا، ممن كانوا يعملون على مهمة تجنيد مرتزقة، ونقلهم إلى تركيا، بالإضافة إلى مشاكل أخرى تتعلق بمعبر “باب السلامة”، الذي تسيطر عليه “الجبهة الشامية”، ومنع تركيا لقادتها من دخول أراضيها من المعبر نفسه لأسباب أمنية، وبالمقابل قلَّصت “الجبهة الشامية” حركة المرور عبر المعبر، مما أثر على تحركات فصائل تابعة لأنقرة عبر هذا المعبر، رداً على تعامل أنقرة مع قيادييها.

تأديب الفصائل المتمردة

لإنهاء الانقسام الحاصل بين فصائل “الجيش الوطني”؛ تحاول تركيا وضعهم تحت سطوة فصيل واحد، وما جرى مؤخراً في ريف حلب، وتحرك “جبهة النصرة” في مناطق نفوذ الفصائل الموالية لتركيا؛ يؤكد أن “جبهة النصرة” بات لديها سطوة على غالبية فصائل ما يسمى بـ“الجيش الوطني” المدعوم من تركيا. وهو ما يؤكد تعويل تركيا على هذا التنظيم أكثر من باقي الفصائل التابعة لها، بسبب حالة الفوضى في هيكلية الفصائل التي تدعمها تركيا، بالإضافة إلى تشرذم تلك الفصائل، وهي عوامل منعت من أن تصبح تلك الفصائل حلفاءَ مؤثّرين على الأرض، وللتمكن من بناء أي قاعدة اجتماعية لها.

كما أن جهود تركيا لتوحيد هذه الصفوف، لم تسفر عن أي تقريب بينها، فالانقسامات بين تلك الصفوف كان لها الدور الأكبر في إعاقة خطط تركيا، كـ”المنطقة الآمنة” التي تحاول تركيا الشروع في إنشائها؛ فمن عوامل نجاح إنشاء هذه المنطقة هو توحيد صفوف المعارضة الموالية لها. إلا أن الانقسامات والمصالح بين الفصائل الموالية والمعادية لها، تَحولُ دون تحقيق الأطماع التوسعية لها في شمال سوريا.

السيطرة في تلك المناطق، مقسّمة بين مسلحين تركمان مرتبطين مباشرة بالاستخبارات والمافيات التركية، وفصائل شبه جهادية تفصل بينهم الاختلافات الأيديولوجية والقومية، كلهم يحظون بدعم تركيا. لكن الخلافات والمناوشات المتكررة بين فصائل المعارضة المدعومة من تركيا، هو الفارق بينها و”النصرة” المنظمة عسكرياً وأيديولوجياً، وكان الدافع الرئيسي لتركيا لبناء علاقات أوثق معها، والنظر إليها كجماعة قوية ومنظمة، لها تأثير على الأرض، كونها بحاجة إلى فصيل قادر على ضبط المنطقة، وذراعها لتأديب الفصائل المتمردة بإيعاز منها.

يتبع….

الآراء المنشورة في المنصة تعبر عن وجهة نظر كتّابها..

زر الذهاب إلى الأعلى