تقارير

تخمة الأعمال الشامية في رمضان القادم.. هروب من الرقابة وقصص مكررة

خاص – مجهر

يَعُجُّ شهر رمضان القادم بأعمال سوريّة كثيرة يتم التحضير لها مؤخراً في العاصمة السورية دمشق، لكن أغلب هذه الأعمال تنتمي لفئة البيئة الشامية، على عكس ما كان متوقَّعاً العام الماضي، بعودة الدراما الاجتماعية للواجهة، لا سيّما بعد نجاح مسلسلات “مع وقف التنفيذ، كسر عضم، وعلى قيد الحب”.

ويبدو أن المنتجين يهربون من مقص الرقيب بأعمال شامية تحاكي قصصاً قديمة بعيدة عن الواقع الحالي، بالإضافة إلى أنها سهلة البيع ومطلوبة للقنوات بكثافة، لذلك يختارون الحل الأسهل والأنسب لهم، لتتصدر حكايا الحارات والزعيم والعكيد والداية شاشات التلفزة في رمضان القادم، بعضها يستكمل أجزاءه السابقة والبعض الآخر جديد كلّياً.

وهذه هي أبرز الأعمال:

حارة القبّة (3):

بعد تراجع واضح في عرض الجزء الثاني من العمل في العام الماضي على عدة قنوات، يصر المنتج هاني العشّي على تقديم الجزء الثالث من المسلسل الذي قامت رشا شربتجي بتصوير أحداثه ليكون جاهزاً للعرض، على أن يشهد هذا الجزء غياب نجمته سلافة معمار واستبدالها بالفنانة رنا شميس، وحضور الفنانة أمل عرفة بشخصية “إخلاص” شقيقة “أبو العز”، التي تدخل مع زوجة أخيها بمشاكل تتعلق بابنة أم العز “فطمة” والتي تلعب دورها الممثلة الشابة مرح حسن. كما يشهد هذا الجزء انسحاب روعة السعدي لتحل محلها الفنانة تسنيم الباشا، وحضور فراس إبراهيم بدور زوج أمل عرفة “إخلاص”.

وتتابع القصة حكايتها بنوع من الاختلاف والتشويق الذي من المفترض أن يرتفع بعد خفوت واضح في الجزء الماضي والدوران في حلقة مفرغة.

مربّى العزّ:

تدخل المخرجة رشا شربتجي تجربة ثانية في رمضان القادم بمسلسل “مربّى العزّ” الذي كتبه مؤلف كسر عضم نفسه “علي معين صالح” في ثاني عمل درامي له، فبعد نجاح العمل الاجتماعي ارتأت قناة MBC أن تستقطب الكاتب نفسه والمخرجة لعمل شامي، في محاولة منها للابتعاد عن تقديم أو تسويق عمل اجتماعي سوري، ليكون “مربّى العزّ” حاضراً برمضان القادم، ويستمر على مدار جزأين قابلَين لأجزاء قادمة، وهي سياسة تتبعها MBC في كل مرة، في محاولة صنع “باب حارة” جديد، لكنها تخفق في كل مرة، كما حصل في سوق الحرير.

ويلعب بطولة “مربّى العزّ” الفنانون “أمل عرفة، عباس النوري، وفاء موصللي، نادين خوري، أسامة الروماني، روعة ياسين، حسن خليل، و وسيم السلاخ” وغيرهم من الفنانين الشباب والنجوم.

زقاق الجنِّ:

يطرح العمل قضية إشكالية جديدة على البيئة الشامية، ففي إحدى حارات الشام يقع الأطفال فيها ضحية اغتصاب من أحد الرجال دون معرفة الفاعل لسنين طويلة، وتُلصَق هذه التهمة بمخلوق من الجن، ليسلّط العمل الضوء على بعض الخزعبلات التي كان يصدّقها البعض من أهل الشام ويؤمنون بها.

العمل الذي تنتجه شركة  MBCفي ثاني تجربة لها بعد “الكندوش” بجزأيه؛ يُخرجه تامر إسحاق وكتبه محمد العاص، على أن يلعب بطولته الفنانون “أمل عرفة، أيمن زيدان، شكران مرتجى، صفاء سلطان، عبد المنعم عمايري، همام رضا، دوجانا عيسى، وحمادة سليم” وغيرهم.

العربجي:

العمل المؤجل منذ ثلاث سنوات تقريباً؛ قررت شركة غولدن لاين أن تجعله يبصر النور مع حضور مجموعة من النجوم فيه، منهم “باسم ياخور، ديمة قندلفت، سلوم حداد، نادين خوري، فارس ياغي، وروبين عيسى” وغيرهم.

العمل الذي يبتعد عن التوثيق، يدخل بقصة متخيّلة عن رجل يعمل عربجي، لتدور الحكاية حوله مع قصص أخرى متشعّبة.

العمل كتبه عثمان جحى ويخرجه سيف الدين سبيعي.

باب الحارة (13):

تُصِرُّ شركة قبنض على الاستخفاف بالمشاهدين، لتقدّم الجزء الثالث عشر من مسلسل باب الحارة، من تأليف مروان قاووق وإخراج محمد زهير رجب، والعمل الذي استُهلك بشكل كبير؛ سيعود بعض أبطاله القدامى له من الأجزاء السابقة التي قدَّمها بسام الملا على مدار سنوات.

إلا أن هذا الجزء سيتحدث عن “خروج الاحتلال الفرنسي من سوريا، والنهضة التي شهدتها البلاد بعد اندحار الاستعمار، بشخصيات قديمة وجديدة تروي الحكاية، التي يبدو أن شركة قبنض تُصِرُّ على تقديمها كل عام”.

العمل يلعب بطولته “نجاح سفكوني، هدى شعراوي، يحيى بيازي، أمانة والي” وغيرهم من الفنانين.

أعمال شامية كثيرة على خارطة شهر رمضان القادم قد تصيب الجمهور بتخمة بعد تكرار هذا النوع من المسلسلات بأفكار متشابهة وقصص ممجوجة لدى المشاهد، دون تغيير واضح في صناعة هُويَّة هذا النوع من الأعمال، ليبقى المنتجون يتَّجهون نحوها؛ استسهالاً وخوفاً من مقص الرقابة السورية التي باتت تدقق على أقل التفاصيل في الأعمال الاجتماعية المعاصرة، كيلا تحمل في طياتها أي إسقاطات سياسية أو غيرها.

زر الذهاب إلى الأعلى