تقارير

“هجمات تركيا الجوية”.. تنديدات أوربية خجولة ولا تعليق من موسكو وواشنطن ودمشق

في وقت امتنعت الأطراف الفاعلة في الأزمة السورية الإدلاء بأي تصريحات فيما يخص الهجمات التركية، على مناطق واسعة في شمال شرق سوريا، شجب العديد من السياسيين الأوروبيين تلك الضربات التركية.

وزعمت السلطات التركية أن طائراتها أصابت /89/ هدفاً في سوريا والعراق، وأنها جاءت رداً على التفجير الذي ضرب إسطنبول في 13 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، على الرغم من تأكيد قوات سوريا الديمقراطية أن لا علاقة لها بالتفجير.

وتسببت الهجمات بفقدان /11/ مدنياً لحياتهم في قرية “تقل بقل” بريف مدينة ديرك/ المالكية، بينهم صحفي يعمل لدى وكالة أنباء هاوار.

صمت “الضامنين”

ولم تعلّق روسيا على الهجمات التركية، فيما اكتفت الولايات المتحدة بتصريح مقتضب على لسان منسق الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض بريت ماكغورك، الذي دعا على هامش مؤتمر حوار المنامة إلى التوقف عن زعزعة الاستقرار في شمال سوريا.

وقال إن الوضع في شمال سوريا صعب، وأشار إلى أن واشنطن ليس لديها أي معلومات عن الجهة التي نفذت هجوم إسطنبول الأخير.

وأكد على التزام الولايات المتحدة طويل الأمد تجاه أمن المنطقة برمتها.

فيما قالت ممثلة مجلس سوريا الديمقراطية لدى واشنطن إن الولايات المتحدة ترفض أي هجوم على مناطق شمال وشرق سوريا.

وكانت القنصلية الأمريكية في عاصمة إقليم كردستان العراق أربيل، قد حذرت قبل أيام من الهجوم الجوي التركي خلال تنبيه “رعاياها” من عدم السفر إلى شمال سوريا و”شمال العراق” لاحتمالية حدوث اشتباكات تركية، والتي اعتبرتها تركيا تحذيراً لقوات سوريا الديمقراطية.

صمتٌ “حكوميٌّ”

وعلى الرغم من أن الهجمات استهدفت مواقع تتمركز فيها قواتٌ حكومية في مدينة كوباني شمال شرق سوريا، إلا أنه لم يصدر أي تعليق رسمي من أي مسؤول في حكومة دمشق.

وكان وزير الخارجية في حكومة دمشق قد حذر قبل أيام من استغلال تركيا للحادثة للقيام “بنشاطات تزيد من الوضع القائم حدة وتفجراً”.

وقال وزير خارجية حكومة دمشق فيصل المقداد: “إذا كانت الإدارة التركية تريد استغلال مثل هذه الحوادث ضد سوريا، فهم يعرفون بأنهم هم من أرسلوا الإرهابيين إلى سوريا”.

وأضاف “عليهم ألا يتذرّعوا بمثل هذه الأحداث للقيام بنشاطات أو خطوات قد تزيد من الوضع القائم حدة وتفجراً”.

(قسد) تتوعَّدُ بالرَدِّ

وعقب الهجوم؛ أصدرت قوات سوريا الديمقراطية بياناً عن الهجمات الجوية التي شنتها تركيا على مناطق واسعة من شمال شرق سوريا، كشفت خلالها حصيلة الضحايا.

وقالت إن الهجمات استهدفت مناطق (ديرك/ المالكيّة، الدِّرباسيّة، أبو راسين، كوباني، تل رفعت، ومناطق الشَّهباء).

وأضافت: “أسفرت الهجمات على مدينة ديرك وريفها، عن ارتكاب الاحتلال التُّركيّ مجزرة كبيرة في قرية “تقل بقل” أسفرت عن استشهاد /11/ مدنيّاً، وجرح /6/ آخرين”.

وأكدت فقدان اثنين من حُرّاس صوامع القمح ومراكز زراعيّة لحياتهم في الدرباسية، وفقدان مقاتل لحياته في منطقة أبو راسين، وإصابة ثلاثة مدنيّين بجروح، وإلحاق أضرار بالغة بمنازل وممتلكات المدنيّين في مدينة كوباني.

واضاف البيان “حسبما تَمَّ تأكيده؛ فقد /15/ عنصراً من قوّات النِّظام السُّوريّ حياتهم، في هذه الهجمات”.

وقالت القوات “لن تبقى هجمات دولة الاحتلال التُّركيّ هذه دون رَدٍّ، في المكان والزَّمان المُناسبين سنرُدُّ، وبشكل قويّ ومؤثِّرٍ عليها”.

الإدارة الذاتية تُحمِّلُ واشنطن مسؤولية الهجمات

من جهتها؛ حمّلت الإدارة الذاتية الولايات المتحدة مسؤولية الهجمات التي شنتها تركيا.

وقال الرئيس المشترك لدائرة العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية، بدران جيا كُرد إنه لا يمكن لتركيا أن تستخدم عشرين طائرة مُسيّرة والعشرات من الطائرات الحربية دون علم مسبق من القوى الفاعلة.

وأضاف: “البيان الأمريكي لم يأتِ من فراغٍ، وبالتالي تتحمل أمريكا المسؤولية عن هذا التصعيد، وملزمة بالضغط على تركيا بشكلٍ حاسم، استهداف قوات سوريا الديمقراطية هو استهداف للشراكة الدولية لمحاربة الإرهاب”.

سياسيون أوروبيون ينددون بالهجمات

ولم تصدر جهات أوروبية رسمية أي بيانات تتطرق للهجوم التركي، في حين ندد سياسيون أوربيون بالهجمات.

وقال التحالف الأوروبي الحر على موقع “تويتر”: “تدين منظمة الاتحاد الأوروبي بشدة الهجمات التركية المستمرة على كُردستان بما في ذلك الهجمات الأخيرة على كوباني، فهذه الهجمات في شمال شرق سوريا تهدد الاستقرار في جميع أنحاء المنطقة وتضعف القتال ضد “داعش”، ويجب على أوروبا التحرك”.

من جهته؛ غرَّدَ عضو البرلمان الأوروبي نيكولاج فيلومسن، الذي يمثل التحالف الأحمر والأخضر الدنماركي ونائب رئيس جماعة اليسار، بالقول: “الهجمات التركية على كوباني وغيرها من المدن الكردية في شمال شرق سوريا وشمال العراق، ليست فقط انتهاكاً واضحاً للقانون الدولي، ولكنها أيضاً تزعزع استقرار البلاد. هذه مناطق آمنة تستضيف الملايين من الناس وهذه الهجمات تُضعف القتال ضد “داعش” والإرهاب “.

أما أندرياس شيدر، رئيس وفد الحزب الاشتراكي الديمقراطي النمساوي في البرلمان الأوروبي، فكتب: “حزين وخطير للغاية، بدأت الهجمات التركية، وليس فقط على كوباني، بل في مدن أخرى في روج آفا والعراق، هذا القصف التركي للمناطق الآمنة في شمال سوريا يهدد المنطقة بأسرها، وندعو إلى وقف فوري لهذه الأعمال العدائية”.

زر الذهاب إلى الأعلى