تقارير

بسبب المراسيم الرئاسية.. أزمة مواصلات تحرم طلبة سوريين من تقديم امتحاناتهم

لم تتمكن”مرام”، طالبة كلية الاقتصاد في دمشق، من تقديم امتحانها بسبب أزمة المواصلات مؤخراً والتي تشهدها سوريا.

فخلال يومٍ واحد رفع الرئيس السوري بشار الأسد، بموجب قرار،الرواتب بنسبة 100%،بينما رفعت وزارة الداخلية وحماية المستهلك أسعار المحروقات بنسبة تصل إلى 200%،في ظل انهيار الليرة السورية بشكل متسارع، ما ترك الشارع السوري في حالة من الفوضى “واضرابات مختلفة الأشكال”.

ووصل سعر الليتر الواحد من البنزين نوع أوكتان /90/ إلى /8000/ ليرة سورية، والأوكتان الـ/95/ إلى /13500/ ليرة سورية مقابل الليتر الواحد.

ترافقت الزيادة “الفعلية” بأسعار المحروقات مع أزمة مواصلات حادة شهدتها البلاد بسبب إضراب أصحاب السرافيس والتكاسي العمومية،لمطالبتهم بتعديل تعرفة الركوب بما يتوافق مع الأسعار المعدَّلة،والتي تزامنت مع تقديم طلاب الجامعات لامتحاناتهم.

وبسبب أزمة المواصلات تأجلت الامتحانات في جامعة دمشق فرع السويداء، وسط مطالبات من طلاب الجامعات الأخرى بالمثل. وفي هذا تقول “مرام حسن/ 26 عاماً”، وهو اسم مستعار،لمنصة “مجهر”، وهي طالبة اقتصاد في السنة الأخيرة ومن سكان مزة جبل في دمشق: “بعد ساعتين من الانتظار؛ لم يقبل أي سرفيس بالانطلاق إلى البرامكة بسبب الإضراب، ما الذي سأفعله مع إضرابهم وأنا مضطرة على الذهاب بالتاكسي،حيث طلب مني السائق /70/ ألف ليرة سورية وأنا أحمل فقط/15/ ألف ليرة سورية، لذا عدت إلى المنزل بعد أن أصابتني ضربة شمسٍ من الانتظار في موجة الحر الشديدة”.

من جهتها تقول “صبا نجار/ 22 عاماً”، أيضاً اسم مستعار، وهي طالبة جامعية في كلية الحقوق: “خرجت الساعة السادسة صباحاً من القطيفة ووصلت إلى المدينة عند الساعة التاسعة، وبلغت تعرفة الركوب للشخص الواحد /4000/ ليرة سورية، أما السرفيس الذي كانت تعرفته /500/ ليرة سورية أصبحت /2000/ ليرة سورية داخل دمشق في حال توفر طبعاً، وعند عودتي طلب البولمان /7500/ ليرة سورية، ولن أستطيع إكمال دراستي في هذه الحالة لا معنوياً ولا مادياً”.

من جهته كان الدكتور “بسام إبراهيم” وزير التعليم العالي والبحث العلمي، وتزامناً مع أزمة المواصلات التي شهدتها المناطق الحكومية يوم الأربعاء، قد قال في تصريحات لصحيفة الوطن الموالية للحكومة: “عدد من الجامعات أنهت امتحاناتها، وهناك متابعة بالتنسيق مع الجامعات بخصوصالشكاوى، ولم يثبت أي تأخير في جامعة دمشق عن الامتحان، ولم تصل الجامعة أي شكوى، وهذا الأمر ينطبق على جامعة حلب. وفيما يخص جامعة تشرين؛ تم تأجيل بدء الامتحانات نصف ساعة ريثما يصل الطلاب”.

وأشار “إبراهيم” في حديثه أنّه سيتم تعويض الطلبة ممن لديهم مناقشة مشاريع تخرج وتغيبوا بسبب الأزمة.

واختلفت ردود الفعل في المحافظات السورية حول أزمة المحروقات وارتفاع الأسعار الجنوني، حيث تجمع عددٌ من أهالي السويداء للاحتجاج، بينما أضرب بعضالموظفين في المحافظات الأخرى عن الذهاب إلى وظائفهم، كما عبّرت الغالبية عن قلقها وغضبهاوازدرائهامن الوضع الحالي على وسائل التواصل الاجتماعي،عبر منشوراتٍ ساخرةٍ أحياناً وغاضبة أحياناً أخرى، غير أن الدعوات إلى التحرّك الواقعي والخروج في الاحتجاجات ارتفعت وتيرتها بشكلٍ ملحوظ، وقد وصف البعض الأيام القادمة للشعب السوري بالـ”مصيرية”.

زر الذهاب إلى الأعلى