تقارير

“الألغام وبيروقراطية الأقلام” تحيل بين “ريم” وصناعة المستحضرات الطبية الطبيعية

تحاول السيدة “ريم الندّاف”، شق طريقها المهني بصعوبة، وتأمين لقمة عيشها من صناعة المستحضرات الطبية والتجميلية من النباتات والأعشاب البرية، بالرغم من وجود الكثير من العراقيل التي تواجهها، إما على هيئة أوراق وأقلام أحياناً، أو على هيئة عبوات وألغام، أحياناً أخرى!

تقول “ريم” لمنصة “مجهر” الإعلامية “بدأتُ بصناعة المستحضرات الطبية والتجميلية منذ 15 عاماً تقريباً، واعتمدت على الأراضي البعلية البعيدة عن المدينة في تلك الصناعة، لكن مع بداية الحرب في سوريا، تراجعت مواردي كثيراً بسبب العمليات العسكرية في مناطقنا بريف حماة ومدينة السلمية”.

وتشرح السيدة البالغة من العمر /43/ عاماً، بأنها تعاني اليوم كثيراً من إيجاد موارد لاستكمال صناعتها هذه، بسبب انتشار مخلفات الحرب كالألغام والعبوات الناسفة في مناطق شهدت نزاعاً عسكرياً، وتوالياً للسيطرة العسكرية بين مختلف الفصائل، ووقوع الكثير من حوادث الانفجار وسقوط جرحى وقتلى.

وتبيّن “ريم” أنها كانت تعتمد على أراضي “البلعاس” والقرى المجاورة لمدينة السلمية، التي شهدت عدة حوادث انفجار بمخلّفات الحرب، مما أجبر الأشخاص والورشات التي تعمل معها على تركها وعدم المخاطرة بحياتهم مقابل المال.

مشكلة الألغام والعبوات الناسفة لم تكن الوحيدة التي واجهت “ريم”، وفق قولها، بل كانت هناك مشاكل أخرى حدَّت من عملها وتسويق منتجاتها على الإنترنت أو ضمن محل تجاري، إذ فرضت حكومة دمشق على أصحاب هذه المهن ضرائب كبيرة تقدر بمئات الآلاف سنوياً، وطالبتهم بترخيص محالهم وافتتاحها ضمن مواصفات معينة لا يستطيعون تحقيقها.

وتؤكد “ريم”، أن عملها اليوم اقتصر على بعض الزبائن وعن طريق التواصل فقط، فهي غير قادرة على افتتاح محل لعرض منتجاتها، بالإضافة لقلة الموارد التي لديها، وفق قولها.

واليوم تقتصر تجارة “ريم” وصناعتها على بعض الأنواع العادية، كنبات “الأوليفير” أو بعض الأزهار التي تستطيع زراعتها ضمن المنزل واستخدامها في صناعة مستحضرات التجميل، وفق قولها.

أما المستحضرات الطبية الطبيعية، فتقتصر على بعض الأعشاب كالبابونج والزهورات والمليسة، في حين كانت تستطيع صناعة مستحضرات أخرى طبيعية سابقاً تستخدم للمفاصل والعظام وبعض الأمراض الجلدية.

وتقول ريم: “فكَّرتُ بموضوع استيراد بعض المستحضرات الطبية الطبيعية، من دول الجوار كلبنان أو العراق والأردن، لكن بيروقراطية الأضابير والمستندات والتكاليف العالية، حالت بيني وبين هذا الأمر”.

تخاف “ريم” المقيمة في مدينة السلمية من توقف عملها بشكل نهائي، بعد أن تضرر كثيراً خلال السنوات الماضية، لكنها تقول ساخرةً بأنها احتفظت ببعض الأعشاب المهدئة لنفسها!

إعداد التقرير: نبيل المير

زر الذهاب إلى الأعلى