مراسم عاشوراء في دمشق في ظل المشهد السياسي الجديد.. طقوس خافتة وغياب المواكب

أحيا المسلمون الشيعة في دمشق ذكرى عاشوراء هذا العام وسط إجراءات أمنية مشددة، وفي غيابٍ لافت للمواكب والرايات التي كانت تميز المناسبة في السنوات الماضية.
هذا التغير يأتي عقب سقوط نظام بشار الأسد وتبدل موازين القوى السياسية والأمنية في العاصمة السورية.
غياب الزوار وتراجع الطقوس الشعبية
كانت شوارع منطقة السيدة زينب في جنوب دمشق، فيما مضى، تعجّ بالزوار القادمين من مختلف الدول، وتمتلئ بالخيام والرايات السوداء والحمراء، فيما تجوب المواكب الطرقات في يوم العاشر من محرّم.
أما اليوم، فقد خيّم الهدوء والحذر على الأحياء الشيعية، مع غياب شبه تام للزوار الأجانب، وتحول المراسم إلى طقوس مغلقة داخل “الحسينيات” وقاعات الصلاة.
مخاوف أمنية بعد تفجير كنيسة مار إلياس
المخاوف من تكرار الهجمات الطائفية تصاعدت بعد تفجير كنيسة مار إلياس في حي الدويلعة بدمشق في 22 حزيران، والذي أودى بحياة 25 شخصًا وأصاب العشرات. وقد أعلنت السلطات الجديدة أنها أحبطت مخططًا لاستهداف مرقد السيدة زينب، مما زاد من حجم الإجراءات الأمنية حوله.
إجراءات مشددة وتفتيش عند الحسينيات
داخل حي زين العابدين، يخضع القادمون للمشاركة في المراسم للتفتيش عبر بوابات إلكترونية.
وبحسب قاسم سليمان، رئيس هيئة التنسيق بين الطائفة الشيعية والسلطات الانتقالية، فإن هناك تنسيقًا مباشرًا لتقليص المظاهر العامة لعاشوراء هذا العام، “حرصًا على السلامة العامة”.
وأضاف سليمان: “الهجوم على كنيسة مار إلياس أدخلنا في حالة من القلق، لذلك تم التركيز على إقامة المراسم داخل القاعات المغلقة”.
قلق في أوساط المشاركين
من جانبه، قال جعفر مشهدية، أحد المشاركين في المراسم: “الشارع لا يشهد تدابير وقائية كافية، وهناك جماعات تنظر للطائفة الشيعية بعداء، ما يزيد من المخاوف”.
وقال قاسم سليمان، رئيس هيئة التنسيق بين الطائفة الشيعية والسلطات الانتقالية “نأمل أن تعود الأمور إلى طبيعتها العام القادم، مع استئناف الزيارات وعودة أجواء التعايش والمشاركة من مختلف السوريين”.