تقارير

روسيا تدفع أردوغان والأسد للضغط على قسد والطرفان يضعان شروط “إعادة التطبيع”

شنت تركيا سلسلة من الهجمات الجوية ضد مناطق متفرقة في شمال شرق سوريا، بدأت بتاريخ 20 نوفمبر الماضي، أودت بحياة مدنيين، ومقاتلين لقوات سوريا الديمقراطية.

وتسببت الهجمات بتدمير أعيان مدنية، وحالة هلع بين سكان شمال وشرق سوريا.

وأوقفت على إثر ذلك قوات سوريا الديمقراطية عمليات مكافحة تنظيم داعش الأسبوع الماضي بسبب انشغالها بصد الهجوم التركي ، مما دفع الجيش الأمريكي إلى تقليص دورياته إلى جانب قوات سوريا الديمقراطية.

ردرود الأفعال المنددة والرافضة للهجمات التركية من قبل الإدارة الأمريكية أوقفت حدة التهديدات بعض الشيء، إلا أن متغيرات عدة طرأت على الطاولة السورية، أهمها ضغط الجانب الروسي على قوات سوريا الديمقراطية لتقديم تنازلات للقوات الحكومية، لوقف الهجوم التركي البري المزعوم، فيما لجأت الحكومة التركية لاطلاق تصريحات ترحب بإعادة تطبيع العلاقات مع الحكومة السورية، والتي قال عنها العديد من المحللين أنها لممارسة المزيد من الضغوط على قوات سوريا الديمقراطية ولأهداف أخرى أبرزها “انتخابية” مع اقتراب الانتخابات التركية.

أردوغان يضغط بملف أوكرانيا والتقارب مع الأسد

ويقول تقرير نشره موقع المونيتور أن استغلال تركيا لأزمات سوريا وأوكرانيا تحبط كل من الولايات المتحدة وأوروبا.

وأشار التقرير لتجاهل أردوغان نداءات الولايات المتحدة بضبط النفس في سوريا.

وأشارت أن جزء آخر في سياسة أردوغان تجاه سوريا هو التقارب المحتمل مع الرئيس بشار الأسد، بتشجيع وتسهيل من روسيا ، والذي قد يكون خطوته الأخيرة ضد “الكرد السوريين” وفقاً للتقرير.

وتأتي خطوات حكومة أردوغان مع اقتراب انتخابات يونيو 2023 إذ تدعوا المعارضة لتقارب مع حكومة الأسد لمعالجة ملف أكثر من 3.6 مليون لاجئ سوري والذي يراه الداخل التركي يؤثر على الاقتصاد التركي، وفقاً لما أودره تقرير المونيتور.

روسيا تضغط على قوات سوريا الديمقراطية لتقديم تنازلات للحكومة السورية

وفي الجهة المقابلة تضغط روسيا على قوات سوريا الديمقراطية لتقديم تنازلات للحكومة السورية، التي تعرضت مواقع لها أيضاً لسلسلة هجمات جوية تركية.

وأشارت أمس تقارير إعلامية مقربة من الحكومة السورية، أن وفداً روسيا رفيع المستوى وصل إلى القامشلي للقاء قيادات قوات سوريا الديمقراطية.

وقالت أن قائد القوات الروسية في سوريا، ألكسندر تشايكو وصل إلى مطار لقامشلي الدولي، قادماً من قاعدة حميميم .

وبحسب المصادر فأن تشايكو “سيتلقي مجدداً قيادات من قوات سوريا الديمقراطية لبحث تطورات الشمال السوري والتهديدات التركية بشن عملية عسكرية برية”.

وبينما يمارس الأسد والجانب الروسي المزيد من الضغوط على قوات سوريا الديمقراطية يرفض أيضاً لقاء نظيره التركي أردوغان.

وفي ظل اصراره لعدم التراجع عن شروطه للحوار المتمثلة بانسحاب القوات التركية من سوريا وإنهاء دعم تركيا لفصائل مسلحة تنضوي في سقف ما تسمى المعارضة السورية، يعتقد أردوغان أن عملية عسكرية جديدة يمكن أن تساعده في فرض شروطه الخاصة لى الأسد وفق ما نشره موقع المونيتور.

وأملى أردوغان بعد تردد أنباء عن الشروط السورية، شروط على لسان المتحدث باسم الرئاسة التركية، تمثلت في “تصرف الحكومة السورية بمسؤولية، وتبديد مخاوف تركيا الأمنية، والسماح للمسار السياسي السوري بالتقدم، وضمان أمن وحماية الحدود التركية السورية”.

“رغم ذلك دمشق غير مستعدة”

وفي الجهة المقابلة أشار تقرير المونيتور أن دمشق غير مستعدة لمحاربة قوات سوريا الديمقراطية من أجل تركيا”.

وأضاف التقرير: “كما أنه من الواضح أنها مترددة في منح أردوغان هدية انتخابية، يشعر المسؤولون السوريون في كثير من الأحيان بالحاجة إلى ملاحظة أن الكُرد لم يحملوا السلاح ضد الدولة وحاربوا الإرهابيين”.

زر الذهاب إلى الأعلى