تقارير

العاصمة دمشق بلا شجرة عيد الميلاد.. والطلاب بعيدون عن ذويهم بسبب أزمة الوقود

“سارة أبو حمرة”/(اسم مستعار)، طالبةٌ من السويداء تدرسُ في كليّة الطُبّ البشريّ في دمشق، وسَتُحرم من الاحتفال بأعياد الميلاد المجيد مع أهلها في السويداء بسبب أزمة المواصلات، أما أهلها فسيُحرمون من الاحتفال بسبب غلاء الأسعار، وفق قولها.

تعايش “سارة” أيام الأعياد في دمشق مرغمةً، فبين ضرورة حضورها لامتحاناتها “العملية”، وبين غلاء المواصلات وقلّتها، موازَنةٌ صعبةٌ، إلا أنها تخشى الآن من توقّف “البولمانات” بين دمشق والسويداء في هذه الأوقات الحسّاسة، حيث انتشرت شائعات عن توقّف شركات النقل عن العمل لقلّة الوقود، وذلك بعد توقّف معظمها في المحافظات الأخرى.

ويعاني أهالي سوريا من غلاء المصاريف إلى درجة عدم قدرتهم على توفير احتياجاتهم الرئيسية، فوالد “سارة” يقول في اتّصال هاتفي لمنصة “مجهر”:”في هذا العيد لسنا قادرين على جلب كيلو البزر (دوّار الشمس) الذي كنا نتسلّى به في كل جلسة عائلية، أصبح سعر الكيلو السيء منه /17/ ألف ليرة سورية، وكيلو الموز بـ/7500/ ليرة سورية، كيف تتوقّعون أننفرح بالعيد..أيّ عيد!”.

ثم يضيف “صرتُ أتمنّى ألا تستطيع ابنتي القدوم؛ لأنّي لن أستطيع إطعامها، هل تتخيّلون!”

أما التجّار وأصحاب المحال؛ فيرمون باللّوم كلّه على الموزّعين والغلاء في المواد الخام، حيث يقول “أبو سعيد” (اسم مستعار)، وهو صاحب محل خضراواتٍ في حي “جرمانا” بدمشق: “أصبحنا نذهب إلى سوق الهال بأنفسنا لجلب البضائع؛ كون أغلب الموزّعين أضربوا عن العمل بسبب أزمة الوقود، والبقية يبيعون المواد لنابأسعار مضاعفةً ولنفس السبب، ومع هذا فإنه في كل يومٍ نذهب فيه إلى السوق نجد أسعار البضائع وقد تضاعفت مرّاتٍ ومرّاتٍ…فمن يعوّض لنا خسارتنا؟”.

ويذكر أن الرئيس الأسد أصدر مرسوماً “بمنحةٍ” مالية قدرها /١٠٠/ ألف للعاملين المدنيين والعسكريين وتُصرف لمرةٍ واحدة، غير أنها لا تكفي لشراء مستلزمات سفرةٍ رئيسيةٍ واحدةٍ “دون زياداتٍ أو رفاهيات”، إذ إن كيلو البصل الواحد وصل إلى /٣٥٠٠/ ليرة سورية وهو أرخص المواد الغذائية الموجودة، كما وصل سعر كيلو اللحمة إلى /٣٠/ ألف ليرةٍ سورية.

وقالت مراسلتنا أثناء تجوّلها في دمشق وريفها،إنها لاحظت في حي “باب توما”، أحد مراكز التجمّع الرئيسية في دمشق خلال أعياد الميلاد، والذي كان يتزين كاملاً في الأعوام الفائتة، يتزين هذا العام بشجرةٍ واحدةٍ بلا أجراس، حيث تكفّلت بها جميعة خيرية.

وحتى أن تلك الجمعية أيضاً، استبدلت الأجراس بقطعٍ حديدية مزخرفة ووضعت الزينة في قفصٍ تحت الشجرة “منعاً لسرقتها”، أما البلدية فلم تزيّن أي شجرةٍ إلى الآن، وبينما اعتادت حارات دمشق القديمية الاكتظاظ في هذه الأوقات من السنة؛ إلى درجةٍ تثير الضجة على وسائل التواصل الاجتماعي، تقول مراسلة مجهر “دمشق بلا أي مظاهر عيد”.

زر الذهاب إلى الأعلى