تقارير

“اليوم العالمي للتضامن مع كوباني”.. شعارٌ خذل سكانها

ما زالت ملامح الدمار بادية على مدينة كوباني شمال وشرق سوريا بعد مرور ثماني سنوات على هزيمتها أشرس تنظيم إرهابي في العالم.

 وتكريماً لمقاومتها وبطولة أبناءها حدد البرلمان الأوروبي الأول من تشرين الثاني/نوفمبر من كل عام “اليوم العالمي للتضامن مع كوباني”، بعد أن أصبحت مدينة كوباني رمزاً للصمود والقوة في مكافحة الإرهاب .

ورغم التعاطف الدولي الكبير لرمزية كوباني ودعمها في حربها ضد تنظيم داعش،إلاّ أن وعودها بإعادة إعمار المدينة التي تدمرت ثلثيها،وعودة الحياة إليها وحماية أمنها خذل سكانها.

يستذكر الصحفي ومدير مركز توثيق الانتهاكات في شمال سوريا “مصطفى عبدي” التضامن الدولي الكبير الذي أبداه المجتمع الدولي مع مدينة كوباني في حربها، ويقول:”التضامن كان كبيراً في البدء، والوعود كانت كثيرة لمساعدة المدينة بالنهوض مجدداً، إلا أن المجتمع الدولي خذل سكان المدينة، وتركهم تحت رحمة الدولة التركية التي تهدد باجتياحها براً، وتقصفها جواً منذ سنوات”.

وأشار “عبدي” لمنصة مجهر الإعلامية أن التحالف الدولي لم ينفذ أي مشاريع ووعود تساهم في إعادة إعمار المدينة، وأن الأهالي من تكلفوا بإعادة إعمار منازلهم المهدمة، بعد أن قضوا أشهر يباتون على ركامها”.

وأضاف”عبدي” أن مدينة كوباني تضم أكبر مقبرة لرفاة أبناءها الشهداء،قضوا حياتهم لينعم العالم بسلام،في حين ترك المجتمع الدولي أهالي الشهداء وأطفالهم أمام مصير مجهول، فالدولة التركية تهددهم وتقصفهم، والنظام السوري يحاصرهم ويجوعهم،عبر إغلاق المعابر والتحكم في السلع والدواء “.

ويرى الصحفي والناشط المدني “فاروق حجي مصطفى” أن التضامن مع كوباني يكون بحمايتها من التهديدات المستمرة التي تطلقها الدولة التركية باحتلال مدينة كوباني الواقعة على حدودها الجنوبية، ودعمها اقتصادياً، ويقول:” كوباني تحتاج لاهتمام خاص في مجال الاقتصاد والخدمات،وكذلك تحقيق ضمانات لحفظ أمنها وسلامة أهلها،وعدم تكرار سيناريو تهجير أهلها واحتلالها من قبل أي قوى”.

ويدعو “مصطفى” القوى السياسية والمدنيين بتشكيل خطاب موّحد،يتضمن حفظ أمن المدينة وتنشيط الخدمات وعودة الحياة لها، آملاً أن يشكل “اليوم العالمي للتضامن مع كوباني” نقطة انعطاف في حياة سكانها.

ويطالب “عبدي” المجتمع الدولي بدعم مدينة كوباني التي تحوّلت لرمز بطولي في مواجهة أكثر التنظيمات الإرهابية داعش، بضمان أمن وسلامة سكانها،والضغط على تركيا لوقف استهدافها وحصارها، وتوفير مقومات الحياة وإعادة تنشيط المنظمات الدولية لتعيد افتتاح مكاتبها وتوفير فرص عمل ودعم مشاريع تنموية ونسوية والتعليم والصحة ودعم ذوي الهمم.

ويناشد”مصطفى” القوى السياسية والمدنيين بتشكيل خطاب موّحد، يتضمن حفظ أمن المدينة وتنشيط الخدمات وعودة الحياة لها،آملاً أن يشكل “اليوم العالمي للتضامن مع كوباني”نقطة انعطاف في حياة سكانها.

وقال”شرفان مسلم”مسؤول في جامعة كوباني لمنصة مجهر أن “مقاومة كوباني كانت أكبر من مجرد صراع بين قوتين عسكريتين، بل مثلت قطبي الثنائيات، الخير ضد الشر، قيم الإنسانية ضد المفاهيم الرجعية، المساواة والعدالة ضد التعصب والتطرف والعنصرية،وأن وحدات حماية الشعب والمرأة دافعت عن العالم بأسره،ما أجبرت الحكومات على التحرك للمشاركة في الدفاع عن كوباني “.

وأشار “مسلم”بأن “المقاتلين الذين دافعوا عن كوباني مستهدفون بشكل يومي من قبل الدولة التركية،وأمام مرأى التحالف الدولي والعالم أجمع،وعلى التحالف الدولي أن تفي بوعودها وتتحرر من إشكالية التناقضات وهي بناء علاقات مع قوات سوريا الديمقراطية وغض الطرف عن استهدافهم من قبل تركيا،عليها أن تقوم بواجبها الأخلاقي بالضغط على الدولة التركية لوقف هجماتها والمساهمة في توفير الأمن والاستقرار في كوباني المقاومة”.

ويعيش سكان مدينة حالة خذلان من المجتمع الدولي،وبات يقيناً لهم بأنهم كانوا الأداة لهزيمة داعش فيهواجهون مصيرهم لوحدهم أمام التهديدات التركية  باحتلال مدينتهم وتهجير سكانها وتوطين العرب الموالين لهم فيها.

زر الذهاب إلى الأعلى