تقارير

السويداء تحت النار: 99 قتيلاً في تصعيد غير مسبوق

تشهد محافظة السويداء تصعيداً دامياً وغير مسبوق منذ صباح الأحد 13 تموز/يوليو، مع استمرار الاشتباكات العنيفة والقصف المتبادل الذي أسفر حتى اللحظة عن مقتل 99 شخصاً، بينهم طفلان وسيدتان، وسط تحذيرات من انهيار الوضع الإنساني مع تزايد أعداد الجرحى ونقص المعدات الطبية.

قذائف من المليحة الشرقية ومشاركة عناصر من وزارة الدفاع

وسقطت قذائف مدفعية على مدينة السويداء مصدرها بلدة المليحة الشرقية، التي تتمركز فيها عشائر البدو إلى جانب عناصر من وزارة الدفاع السورية، ما أثار حالة من الذعر بين السكان، وأدى إلى وقوع أضرار بشرية ومادية كبيرة.

حصيلة الضحايا… ودماء على الطرفين

وتوزعت الحصيلة البشرية وفقاً للمرصد السوري على النحو الآتي:

•           60 قتيلاً من أبناء السويداء (بينهم طفلان وسيدتان)

•           18 قتيلاً من بدو السويداء

•           14 من عناصر وزارة الدفاع

•           7 مجهولي الهوية يرتدون الزي العسكري

كما بلغ عدد المصابين نحو 200 جريح، بعضهم في حالات حرجة، فيما تعمل الكوادر الطبية في المشفى الوطني بالسويداء بطاقتها القصوى رغم النقص الحاد في المستلزمات الطبية.

اشتباكات متواصلة في الغرب

ولليوم الثاني على التوالي، تستمر المعارك عند محاور كناكر، الثعلة، والمزرعة، “حيث تبدي المجموعات المسلحة المحلية الدرزية مقاومة شرسة ضد القوات المهاجمة التي تضم تشكيلات من وزارتي الدفاع والداخلية وعناصر من العشائر” حسب ما أفاد المرصد.

تحليق إسرائيلي وغموض في الأجواء

وفي تطور مفاجئ، حلّقت طائرة حربية إسرائيلية في أجواء المنطقة، وأطلقت بالونات حرارية، بالتزامن مع دوي انفجارات لم يُعرف ما إذا كانت نتيجة استهداف إسرائيلي أم نتيجة الاشتباكات الدائرة.

تعزيزات عسكرية وأوامر سرية

وأكدت مصادر محلية للمرصد أن وزارة الدفاع دفعت بتعزيزات عسكرية كبيرة من دمشق وحمص إلى السويداء في خطوة تجري بعيداً عن الإعلام الرسمي، في مشهد يُذكّر بالتحركات العسكرية في الساحل السوري خلال آذار/مارس الماضي حسبما أفاد المرصد.

وتضمنت التعزيزات مختلف أنواع الأسلحة وعشرات العناصر لدعم الحواجز الأمنية المهاجمة أو المتضررة.

شرارة النزاع: حادثة سلب وتصفية حسابات

ويعود التوتر إلى حادثة اعتداء تعرض لها شاب من أبناء السويداء قرب بلدة المسمية، حيث تم ضربه وسلبه من قبل مجموعة من أبناء العشائر، قبل أن يُطلق سراحه بحالة حرجة.

ورداً على الحادثة، احتجز شبان من أبناء السويداء أفراداً من العشائر، مما دفع الأخيرة إلى نصب حاجز مسلح في حي المقوس واحتجاز مسلحين محليين، وسط عمليات قطع للطرقات وتبادل للاعتقالات.

زر الذهاب إلى الأعلى