تقارير

لا عروض جدية من الحكومة التركية لدمشق والمعارضة تقدم “وعود الانسحاب من سوريا”

في 15 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، أعلن الرئيس التركي أن حكومته تخطط لجدولة آلية ثلاثية مع روسيا للعمل نحو التقارب بين الحكومة السورية وتركيا.

وأبدى أردوغان، في الأشهر القليلة الماضية، اهتماماً متزايداً بلقاء الرئيس السوري بشار الأسد، الذي وصفه بـ”القاتل” قبل سنوات قليلة فقط.

في البداية، اقترح الرئيس التركي، عقد اجتماعات بين وكالات الاستخبارات ووزارتي الدفاع والخارجية، على أن يتبعها اجتماع على مستوى رئاسة البلدين. ونُقل عن أردوغان قوله: “لقد عرضته على السيد بوتين، ولديه نظرة إيجابية تجاهه”.

ما هي الخطوات التركية فيما يخصُّ التقارب مع الحكومة السورية؟

يُعتبر موضوع اللاجئين السوريين في تركيا، والأزمة الاقتصادية، من بين أكثر المواضيع “سخونة” في السياسة الداخلية التركية، وفق ما أفادت به وسائل إعلام تركية، سواءً تلك التي تتبع للحكومة أو للمعارضة.

وقال السفير التركي السابق “أحمد كامل إروزان”، وهو نائب حالي لحزب الخيّر التركي، “إن تركيا لم تُقدِّم حتى الآن أيَّ عرضٍ جادٍّ للجانب السوري”، وفق تعبيره.

وأوضح أن تركيا تكتفي بتهديد وحدات حماية الشعب، مبدياً اعتقاده أن “هذا لا يكفي”.

وأضاف “إدلب هي بؤرة الإرهاب، ولم يتطرق حزب العدالة والتنمية إلى هذا الموضوع أثناء المفاوضات حتى الآن”.

وأبدى النائب في حزب الخير التركي عن قناعته أن أردوغان ليس لديه إستراتيجية خروج من سوريا، وأنه يماطل حتى الانتخابات المقبلة في تركيا في يونيو/ حزيران 2023.

كيف تنظر دمشق لدعوات “المصالحة”؟

بحسب موقع The Cradle، قال مصدر سوري على صلة وثيقة بالحكومة السورية، إن الأسد أكد لجمهوره في اجتماع مغلق، أنه لن يلتقيَ أردوغان قبل انتخابات تركيا.

لكن بحسب صحيفة “الأخبار” اللبنانية اليومية، قال الرئيس السوري أيضاً إن مستوى الحوار بين أجهزة المخابرات سيرتفع في المستقبل القريب، وهو ما حدث مؤخَّراً بالفعل. كما قال الأسد إن السوريين سيواصلون متابعة نوايا الحكومة التركية.

وكتب رئيس تحرير صحيفة “الوطن” السورية وأحد المقرَّبين من الأسد، “وضّاح عبد ربه”، افتتاحيةً بنبرة مماثلة: “لا هديَّةَ مجانيّةً لأردوغان”.

وقال “عبد ربه” إن السوريين ينتظرون خطوة ملموسة من أنقرة. وشدد على أن “السوريين يريدون وحدة أراضيهم وإنهاء الإرهاب ورفع العقوبات”.

المعارضة التركية تدخل على خط المفاوضات

وقبل أيام كشفت صحيفة تركية تفاصيل رسالة وجَّهها حزب الشعب الجمهوري، (أكبر أحزاب المعارضة التركية)، إلى بشار الأسد، تضمَّنت وعوداً بسحب القوات التركية من سوريا وتقديم تعويضات مالية لثنيه عن لقاء أردوغان.

وزعمت صحيفة Türkiye Gazetesi التركية، أنها حصلت على معلومات من وزارة الخارجية للحكومة السورية، تفيد بأن كلاً من “حسن آك غول، ومحمد غوزال منصور” من حزب الشعب الجمهوري، بعثا رسالة عبر حزب البعث في سوريا إلى بشار الأسد.

وتضمنت رسالة حزب الشعب الجمهوري: “أيام أردوغان أصبحت معدودة، ويمكن لأي لقاء أن يؤثِّرَ على مستقبل الانتخابات، لذا عند وصولنا إلى سُدَّةِ الحكم، نَتعهَّدُ بسحب جميع القوات من الأراضي السورية بما في ذلك إدلب، وتلبية جميع مطالب الحكومة السورية، ودفع تعويضات مالية”.

من جانبه يقول السفير التركي السابق “أحمد كامل إروزان”، وهو نائب حالي لحزب الخير التركي، إنهم وفي حال نجاحهم بالانتخابات، سيسعون لإجراء اتصالات مباشرة مع الحكومة السورية، وأضاف: “كتبنا رسالة إلى وزارة خارجيّتنا حول نيّتنا زيارة سوريا، وانتظرنا الرَدَّ حتى 15 ديسمبر/ كانون الأول. لكنهم لم يردوا، والآن سنحاول الاتصال ببشار الأسد بأنفسنا”.

وقال إروزان، “إذا قبلت حكومة الأسد؛ فنحن منفتحون للحوار مع دمشق حتى قبل الانتخابات، في أي وقت وفي أي مكان”.

ما هي سيناريوهات التقارب؟

يعتقد الجانب التركي أنه ستُجرى مفاوضات رفيعة المستوى في نهاية المطاف بين سوريا وتركيا، وأن الشرط الأساسي لدمشق سيظل دائماً انسحاب القوات التركية من الأراضي السورية. وإذا تمكنت الحكومة التركية المستقبلية من رؤية هذا الشرط على أنه قابل للتفاوض؛ فيمكن أن تتحسَّنَ الأمور بسرعة على جبهة التقارب.

وتقول وسائل إعلام تركية إنه في الوقت الحالي، يختار كلا البلدين الإبقاء على محادثاتهما المشتركة عند مستوى معيّن، ويبدو أن الجانبين يؤكدان أن المسألة السورية وما يقال عن تقارب بينهما؛ سيؤجَّل إلى ما بعد الانتخابات التركية.

زر الذهاب إلى الأعلى