تقارير

حلب.. عائلات تفضل النوم في العراء خشية انهيار منازلهم المتصدعة بعد الزلزال

في خيمته الصغيرة في حديقة بستان القصر، بمدينة حلب، شمال سوريا، يقضي أحمد قناعة ( ٤٤ عاماً) رفقة أطفاله الأربعة وزوجته ووالديه، أسبوعه الثالث في الخيمة التي حصل عليها من خلال المساعدات العراقية.

كانت هذه الخيمة، بمثابة طوق نجاة له ولأسرته من البقاء على قارعة الطريق بعد أن فقد منزله في حي الصالحين شرق حلب، جراء الزلزال المدمر، وفق وصفه. 

يقول أحمد لمنصة مجهر: “لم أجد مكانا يأويني أنا وأطفالي و والداي، غير هذه الخيمة فهي مكان سكننا بعد أن تدمر البيت جراء الزلزال”.

ويضيف: “السكن في الخيام أمر بالغ الصعوبة بالنسبة لي ولعائلتي فهي بالكاد تسع أجسادنا وقت النوم، هذه الخيام غير مجهزة بمرافق فنضطر لقطع مسافات بعيدة، إلى المساجد الموجودة على أطراف الحديقة وهذا أمر صعب بالنسبة للصغار وكبار السن من أسرتي، لكن لا خيار آخر سوى البقاء هنا، ريثما يتم تأمين سكن دائم، ولا ندري ما هي المدة التي سنقضيها في هذه الخيمة”.

أما علياء الأحمد (٣٣ عاماً) أم لثلاثة أطفال وفقدت زوجها بالحرب، بعد زلزال السادس من شباط/ فبراير الماضي، تخشى المكوث في منزلها في حي الفردوس التي تقطنه مع والدتها وشقيقتها بسبب تشققات كبيرة نتيجة الهزات الارتدادية فلجأت لنصب خيمة داخل حديقة بستان القصر، ريثما تجد حلاً على حد قولها. 

لكنها تضطر يومياً للذهاب إلى منزلها، وفق ما أشارت إليه خلال حديث لمنصة مجهر، لتفقده ولجلب بعض الحاجيات منه ومن ثم العودة إلى الخيمة في الحديقة، فيما يبقى عينها على منزلها في الطابق الثالث بإحدى مباني حي الفردوس وتخشى أن ينهار فجأة وتبقى دون منزل يأوي أسرتها.

وطلبت “علياء” من لجنة السلامة العامة الكشف على منزلها و”لم يأتوا بعد”، قائلة: “هم وعدونا بالحضور، ولم يحضروا بعد لتقييمه إن كان صالحاً للسكن أم أنه آيل للسقوط”، وتخلو الأبينة في حيها من السكان خوفاً من هزات أرضية جديدة.

ويبقى خيارهم المبيت في الخيم رغم معاناتها وافتقارها للخدمات الأساسية، على حد تعبيرها.

بينما فراس عثمان (٥٥ عاماً)، قام بوضع أغطية فوق أحد الأشجار بمنطقة أوتستراد الحمدانية، جاعلاً منها مسكناً مؤقتاً وبديلاً له ولأسرته بعد انهيار منزله في حي الكلاسة في حلب، جراء الزلزال.

الرجل الخمسيني لم يعد يشعر بالأمان “داخل الجدران” على حد وصفه.  

ويقول: “بعد أن تدمر البيت لجأت وأفراد أسرتي إلى أحد المدارس في حي صلاح الدين، لكن مع حدوث هزات جديدة بات الرعب مسيطراً علينا فلا نريد أن نبقى داخل البيوت”.

ويضيف: “رأينا ماحدث لجيراننا الذين لم يسعفهم القدر لمغادرة شققهم السكنية لحظة وقوع الزلزال، لذلك بقاؤنا هنا أضمن وأكثر أمناً لحين زوال حالة الرعب من نفوسنا”.

ويؤكد أيضاً بقوله: “الواقع في الخيام مزري وبالغ السوء مثله مثل مراكز الإيواء، لكن لم يعد لدينا من خيار سوى المكوث تحت هذه الأغطية لحين إيجاد مكان أكثر أمناً لنا”.

ولاتزال مئات العوائل تقيم في خيام منصوبة في بعض الحدائق والساحات، كما على جوانب الطرقات الرئيسية في حلب بالرغم من مرور شهر على الكارثة التي أصابت مدينة حلب ومدن أخرى في الشمال السوري وجنوبي تركيا، خلفت الآلاف من الضحايا والأبينة المنهارة.

إعداد التقرير: سامر عقاد

زر الذهاب إلى الأعلى