تقارير

دون قرار رسمي.. ارتفاع وتفاوت في أسعار الأدوية في شمال وشرق سوريا

تفاجأت “نوال المحمد”، من سكان مدينة الحسكة، من تسعيرة الوصفة الطبية في إحدى الصيدليات لابنها المصاب بمرض “حساسية جلدية”، والتي قدَّرت الوصفة بـ/45/ ألف ليرة سورية، بعد مراجعتها لعيادة الدكتورة “نضال قشاش”، وفق ما قالت.

وتشهد أسعار الأدوية ارتفاعاً جنونياً في منطقة شمال وشرق سوريا، وفقاً لسكان، حيث ازدادت الأسعار بشكل متفاوت ومختلف، وبنسبة تصل لـ/30/ في المئة، دون قرارات رسمية، سواءً من الحكومة السورية، أو من الإدارة الذاتية.

وتقول “نوال المحمد” إن الصيدلي برَّرَ هذا الارتفاع في أسعار الأدوية بانهيار قيمة الليرة السورية أمام العملات الاجنبية، وارتفاع تكاليف أجور النقل والرسوم الجمركية.

وأضافت “دفعت معاينة الدكتورة لولدي /15/ ألف ليرة سورية، و”الراشيتة/ الوصفة” بلغت قيمتها /45/ ألف ليرة سورية، وأوضاعنا سيئة وصعبة، لا نعلم كيف ستصبح حالنا مع هذا الوضع، ثمن الدواء بات عالياً وليس لنا القدرة على دفعه مراراً”.

من جانبه قال “جمعة الخضر”، وهو أيضاً من سكّان الحسكة، “هناك تفاوت في الأسعار من صيدلية لأخرى وبفرق قد يصل لأربعة آلاف ليرة سورية”.

ويضيف “ذهبتُ الى الصيدلية لمعالجة ابني المريض بالكريب، ليأخذ أبرة من نوع ديكلونوديكسون وشراب كالمكس، حيث دفعت قيمة الأدوية /13/ ألف ليرة سورية”.

ويشير إلى أنه ذهب لصيدلية أٌخرى وسأل عن أسعار الأدوية ذاتها، فوجد سعرها أكثر بثلاثة آلاف ليرة سورية، وفقاً لقوله.

من جانبه “محمود الأسود”، وهو أيضاً من سكان الحسكة، قال لمنصة “مجهر” بأنه غير قادر على تأمين أدوية الضغط والسكر التي يحتاجها في الوقت الراهن، بسبب فقدانها في الصيدليات وارتفاع أسعارها “إن وُجِدَت”.

وأضاف: “أسعار الأدوية أصبحت مرتفعة بشكل غير معقول، إضافة إلى فقدانها في معظم الصيدليات، لذلك أقوم بشرائها من أحد القادمين من المحافظات الأخرى عن طريق بعض الأقارب القادمين إلى الحسكة”.

ويتساءل الأهالي عن الرقابة، مطالبين الجهات المسؤولة بإيجاد حَلٍّ للارتفاع في أسعار الأدوية وفقدانها، وأن تبادر إلى منع عمليّة التلاعب بالأسعار وتحديدها.

في المقابل قال “محمد سلطان”، وهو صاحب صيدلية، لمنصة “مجهر”، إنه من أسباب ارتفاع أسعار الأدوية فرض حواجز الحكومة السورية إتاوات على الشاحنات والبضائع القادمة إلى الحسكة.

وقال بأن قيمة الإتاوات قد تصل إلى /25/ بالمئة، تُضاف إلى قيمة الأجور “وبالتالي ترتفع أسعار الأدوية”.

وأكد أن الشركات الخاصة بالدواء في محافظات دمشق وحلب تتعمَّد أيضاً إلى احتكار بعض أصناف الأدوية لكي يرتفع سعرها ويزداد الطلب عليها.

وعن تفاوت الأسعار من صيدلية لأُخرى، بَرَّرَ “سلطان” هذا الأمر بالقول “بانهيار الليرة السورية أمام العملات الأجنبية، بالإضافة إلى عدم وجود سعر محدَّد من قبل مستودعات الأدوية التي توزِّعُ الأدوية على الصيدليات؛ هي وراء ارتفا أسعار الأدوية وعدم استقرارها وثباتها”.

من جانبه قال الرئيس المشترك لهيئة الصحة في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا “جوان مصطفى” لمنصة “مجهر” إن السبب الرئيسي لارتفاع أسعار الأدوية هو أن “هذه الأدوية تدخل مناطق شمال وشرق سوريا من مناطق الحكومة السورية”.

وأضاف: “المواد الأولية يتم شراؤها من خارج سوريا وبالعملة الصعبة، أي بالدولار الأمريكي، والليرة السورية غير ثابتة، وهناك ارتفاع في سعر الدولار بشكل يومي، وتُباع الأدوية للمواطنين بالليرة السورية، وبالتالي سيكون هناك فرق في أسعار الأدوية”.

ونَوَّهَ “مصطفى إلى “أن كل شحنة أدوية تدخل شمال وشرق سوريا تكون بسعر مختلف عن الشحنات السابقة”، معلّلاً ذلك بالقول “كونها مرتبطة بحواجز الفرقة الرابعة التابعة الحكومة السورية الموجودة على المعابر، والتي ترفع رسومها بين الحين والآخر”.

وشدد على أن “هناك مراقبة دورية، وبشكل يومي، على شحنات الأدوية التي تدخل مناطق شمال وشرق سوريا” وأن هيئة الصحة تقوم بالتدقيق على هذه الشحنات.

وأشار إلى أن عدم ثبات قيمة الليرة السورية “يُمنع تحديد سعر الأدوية، وبالتالي الصيدليات تبيع حسب أسعار الأدوية التي تدخل المنطقة”.

وفي الختام أكد “جوان مصطفى” أن هيئة الصحة لا تستطيع إصدار قرار كل يوم حول تحديد أسعار الأدوية بشكل ثابت.

إعداد التقرير: ملحم المعيشي

زر الذهاب إلى الأعلى