تقارير

حلب.. أنقاض الزلازل وركام الحرب في الأحياء الشرقية مكب للنفايات ومأوى للقوارض

من نافذة منزله في حي الصالحين في حلب اعتاد أبو أحمد (اسم مستعار) على رؤية أنقاض الأبنية المدمرة بفعل الحرب لكن ما لم يعتده الرجل الأربعيني، هو تحول هذه الأنقاض لمكانٍ تتجمع فيه النفايات. 

أبو أحمد الذي يغلق نافذته على عجل تلافياً للروائح المنبعثة من الركام المجاور لشقته السكنية، يقول لمنصة مجهر: “حجم النفايات بات يعادل حجم الأنقاض، هذه الأنقاض لا تزال على حالها منذ رجوعي للحي بعد دخول القوات الحكومية إليه مطلع العام 2017”. 

ويضيف أبو أحمد “مازاد الطين بله هو ازدياد حجم الانقاض مع انهيار عدد من الأبنية المجاورة لمبناي السكني بسبب الزلزال، الذي حصل مؤخراً، الآن لا خَيار لدي سوى أن أتعايش مع هذه الأتربة والأنقاض  ولا أدري متى تقوم الحكومة بإزالتها”. 

“خطر صحي وبيئي” 

حال حي الصالحين في حلب لايختلف عن حال باقي الأحياء الشرقية من المدينة، فأكوام الركام وبقايا الأبنية المدمرة منتشرة بكل شارع وزاوية في هذه الأحياء دون وجود توجه لإزالتها، ولو بالحد الأدنى.

فهذه البقايا باتت تشكل خطراً بيئياَ وصحياً بحسب حسين ( 50 عاماً)، اسم مستعار لمحامي من حي صلاح الدين في حلب، فهي باتت مأوى للقوارض والأفاعي السامة وتجمعاً للنفايات كما يقول لمنصة مجهر.

يضيف المحامي الخمسيني: “توجهنا بطلبات متكررة لمحافظة حلب بإيجاد حل لمشكلة انقاض الحرب والزلزال فهما متشاركين في خلق هذه الأطنان المهولة من الركام”. 

وتابع بالقول: “المحافظة أزالت البقايا فقط من الطرقات والشوارع الرئيسية بينما مانحتاجه هو عملية ترحيل الأنقاض وإزالتها من الأحياء السكنية ومن محيط الابنية المأهولة بالسكان، بقائها بات يهدد السلامة العامة في مختلف الأحياء الحلبية الشرقية

الحكومة تبرر الحاجة لجهود دولية

وكان يقدر حجم الأنقاض التي خلفتها الحرب بـ 50 مليون متر مكعب، لكن مع وقوع الزلزال الأخير ارتفع الرقم بشكل كبير وباتت مهمة إزالة الأنقاض وترحيلها عملية بالغة الصعوبة، حسبما أفاد مصدر حكومي في محافظة حلب لمنصة مجهر.

ويبرر المصدر الحكومي بالقول: “الحكومة السورية لاتستطيع القيام بها منفردة وإنما تحتاج لجهود دولية”، 

ولم تجرى عمليات إزالة الانقاض في أحياء حلب الشرقية بحسب المصدر، سوى لعدد محدود من الأبنية، كما لم تجرى عملية ترحيل أكوام الركام التي لا تزال تأخذ مكانها، وسط الأحياء السكنية المأهولة.

فيما قال فارس الشهابي رئيس غرفة صناعة حلب في تصريح صحفي الشهر الماضي، إن “العقوبات الغربية هي من تقف عائقاً أمام جهود رفع أنقاض الحرب والزلزال”. 

الشهابي زعم أن جهود إزالة مخلفات الحرب قد بدأت منذ سنوات لكنها تعطلت بسبب نقص المعدات والآليات نتيجة العقوبات المفروضة على سوريا على حسب وصفه.

إعداد التقرير: سامر عقاد

زر الذهاب إلى الأعلى