تقارير

تركيا والعملية المزعومة.. “استعدادات مختلفة” لـ قسد وحديث عن “حل سياسي” قبيل قمة طهران

تتجه الأنظار، اليوم الثلاثاء، إلى العاصمة الإيرانية طهران، حيث تنعقد قمة ثلاثية تجمع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع نظيريه التركي رجب طيب أردوغان والإيراني إبراهيم رئيسي، (رؤساء الدول الراعية لمسار أستانة).

اللقاء، هو أول لقاء ثلاثي على مستوى الرؤساء منذ عام 2019 ضمن إطار عملية أستانا، والتي بلغَ عدد جولاتها الماضية 18 جولة.

ووفقاً لوسائل إعلام مقربة من الحكومة التركية فأن “العملية العسكرية المزعومة في شمالي سوريا” و “العودة الطوعية للاجئين السوريين”، على جدول الأعمال التركية في الإجتماع.

تهديدات تركية بغزو جديد في الأراضي السورية:

منذ قرابة الشهرين، يلوح الرئيس التركي إردوغان بشن عملية عسكرية ضد مناطق في شمال وشرق سوريا، تنطلق من الحدود التركية لتصل إلى منطقتي منبج وتل رفعت في ريف حلب.

في تصريح خاص لمنصة مجهر الإعلامية، قال العميد الركن المنشق، أحمد رحّال، أن تركيا مصرة على البدء بالعملية.

وأضاف في حديثه: “تأخير العملية لا يعني إلغائها، بل تهدف للحصول على توافقات لم تحصل عليها في السابق”.

 وتابع: “أيضاً تأخيرها يأتي لمعرفة المساحة، أردوغان قال أنه يسعى لعملية عسكرية على طول الحدود بطول 915 كم وعمق 30 كم يعني “سدس” مساحة سوريا، وسقف الطموحات نزلت بعد ذلك لكن ما هي المساحة ومتى لم توضح بعد وهي نتيجة عدم التوافق بينها وبين روسيا وأميركا وأيران في بعض الأحيان”.

كيف ستكون مواقف الأطراف الفاعلة على الأراضي السورية؟

في ظل ما يتم تداوله عن عملية وشيكة، تتوجه الأنظار نحو مواقف الأطراف الفاعلة على الأرض السورية.

المتحدث باسم الرئاسة الروسية، ديمتري بيسكوف، أكد في تصريح أن عملية ” التسوية السورية” ستكون من بين أبرز ملفات زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لطهران في إطار المحادثات الثلاثية.

بينما يرى العميد الركن أحمد رحّال  أن “روسيا ستقايض المناطق التي تحت سيطرتها مع تركيا وكذلك مع قوات سوريا الديمقراطية لخدمة النظام وسيقولون لتركيا إذا بدأتم بعملية شرق الفرات في مناطق النفوذ الأمريكي لا مشكلة لدينا”.

من جهته صرح وزير الخارجية الإيراني ، حسين اللهيان، أن الهدف الأهم من صيغة “أستانا” هو تخفيف التوتر في مناطق الصراع في سوريا وفق وصفه.

وأشار الوزير الإيراني إلى أنه “زيارته لأنقرة حمل رسالة الرئيس الايراني” موضحاً أن الجانب التركي يتحدث عن احتمال شن عمليات عسكرية داخل العمق السوري لمسافة 30 كيلومتراً، وقال “نحن نحاول حل هذه الأزمة بالطرق السياسية”.

الوزير حسين اللهيان، قال: “موضوع تخفيف حدة التوتر في مناطق الصراع وعودة اللاجئين السوريين والإسهام في السلم والاستقرار والأمن في سوريا مطروحة على جدول أعمال الاجتماع الثلاثي”.

“عملية معقدة ومواقف مختلفة”

وفقاً لتقارير مختلفة تبدو العملية معقدة، إذ سبق لموسكو أن أعربت عن أملها في أن تُحجِم أنقرة عن شن الهجوم، بينما حذر وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان من أن عملية مماثلة قد تؤدي إلى زعزعة أمن المنطقة.

ويبدو، وفقاً للعميد “رحال” أن الولايات المتحدة سترفض من جهتها أي عملية جديدة، وقال “أن الموقف الأمريكي واضح وسيمنع قيام تركيا بأي عملية وستفعل الحظر الجوي وستقوم بدعم قوات سوريا الديمقراطية”.

 لكنه أوضح في ذات الوقت أن الولايات المتحدة لن يهمها العملية إذا كانت في “مطار منغ” وتل رفعت.

من جهته استبعد الكاتب السوري محمد محمود بشار قيام تركيا بعملية عسكرية في شمال وشرق سوريا.

وقال “كل القوى الدولية الموجودة في سوريا سواء الولايات المتحدة الأمريكية أو روسيا أو الإيرانيون، سيعارضون العملية العسكرية التركية داخل شمال و شرق سوريا، لأن العملية إن حصلت ستعود بالمنطقة و بسوريا بشكل عام إلى نقطة الصفر من حيث محاربة داعش من جهة و محاربة باقي الحركات الاسلامية المتطرفة والتي استولت فيما مضى على مساحات شاعسة من الجغرافية السورية، من جهة أخرى”.

قوات سوريا الديمقراطية.. “استعدادات مختلفة”

وكانت قوات سوريا الديمقراطية حثّت الجمعة الماضية، موسكو وطهران على منع أنقرة من تنفيذ تهديداتها.

فيما أبدى قائد قوات سوريا الديمقراطية، مظلوم عبدي، أمله في ألا تكون سوريا محط “بازارات بين القوى الكبرى”.

وأكد القائد العام لـ قسد أن “ما حدث قبل ٣ أعوام في سري كانييه سوف لن يتكرر في أي مدينة أخرى”.

الكاتب السوري محمد بشار، قال في حديثه لـ “مجهر” أن الاستعدادات العسكرية من جانب قوات سوريا الديمقراطية لمواجهة أي عدوان تركي مُحتمل هي مختلفة تماماً عمّا كانت عليه قبل 3 سنوات، حيث الاستعدادت حاليا أكثر قوة، لذلك أي هجوم تركي سيتم مجابهته بمقاومة عنيفة جداً مما سيؤثر سلباً على الاقتصاد التركي و العملة التركية التي تفقد قيمتها يوماً بعد آخر، و كذلك سيؤدي إلى فقدان أردوغان للمزيد من الشعبية التي ستتقلص مع ارتفاع عدد القتلى بين الجنود الأتراك، حسب قوله.

أما مدير المركز الإعلامي لقوات سوريا الديمقراطية، فرهاد شامي، كتب في منشور على صفحته على الفيس بوك :”تركيا تبحث عن من يسمح لها استخدام المجال الجوي السوري في غزو إرها.بي محتمل، بدون استخدام سلاح الجو، كل الأرتال العسكرية التركية ستتحول إلى أرتال لجثث أتراك تعود للداخل التركي، بدون سلاح الجو لا يمكن لأنقرة إقناع مرتزقتها بالقتال”.

وفي ظل ما يتم تداوله من أنباء عن احتمالية البدء بعملية عسكرية  أبدى أحمد رحّال توقعه في أن تذهب المنطقة بعد قمة طهران لتوافقات محددة، وقال: “كل واحد سيحصل على حصته في الكعكة السورية”.

منصة مجهر الإعلامية

زر الذهاب إلى الأعلى