تقارير

سرقة عدادات المياه والأكبال الكهربائية.. ظاهرة أخرى تتفشى في حلب

لم تعد تقتصر السرقات في حلب على المنازل والمحال التجارية وسرقة محتويات السيارات كما هو متعارف إذ باتت عدادات المياه والكهرباء وأكبال الكهرباء والهاتف على لوائح المسروقات.

فسرقة عدادات المياه والأكبال الكهربائية والهاتفية أضحت منتشرة في معظم الأحياء الحلبية التي يشتكي فيها الأهالي من غياب الأمن، وضعف الإجراءات التي تتخذها أقسام الشرطة التابعة للحكومة السورية، مما فاقم من انتشار هذه الظاهرة واتساعها.

ووفقاً لسكان محليين “لا يمر يوم في حلب دون تسجيل عدد من حالات السرقة أما لعداد مياه أو تمديداتً كهربائية من مداخل الابنية السكنية “.

محمد زياد علوان 36 عاماً مهندس من محافظة حلب يقول لمنصة مجهر: “هذه السرقات باتت تؤرق الأهالي والجهات الرسمية على حد سواء، فكل المناطق في حلب باتت مرتعاً لعصابات السرقة التي تعتبر سرقة العدادات والتجهيزات الكهربائية خاصة الأكبال صيداً سهلاً ومجالاً لكسب الأموال”.

ويضيف: “العدادات إضافة لأسلاك الكهرباء تباع من أجل كمية النحاس الموجودة فيها”.

ويشير علوان إلى أن الاسبوع الماضي سجل حي صلاح الدين وحده سرقة أكثر من 30 عداد مياه خلال يومين”.

ويشدد على أنهم يسعون “لإيجاد حل لهذه الظاهرة من خلال اعتماد عدادت بلاستيكية، وإيجاد مكان ملائم وآمن بشكل جيد لوضع العدادات سواء المياه أو الكهرباء”.

ويتابع: “هذه الخطوات تحتاج لتعاون بيننا وبين الأهالي”.

سرقة عداد مياه أو كهرباء لا يقتصر أثره السلبي على فقدان العداد إنما هنالك إجراءات مرافقة من تجهيز ضبوط الشرطة وإعلام المؤسسات الحكومية بذلك وصعوبات أخرى تتمثل بتكاليف مالية تتراوح مابين 250 ألف الى 300 ألف لمن يتم سرقة عداده.

عبد الحسيب سواس /52/عام المقيم في حي الاذاعة سُرِق عداد المياه الخاص بمنزله منذ 10ايام .

سواس الذي أجرى معاملة بالغة الصعوبة والتعقيد إضافة لدفع مبالغ مالية وصلت لـ 315 ألف ليرة في سبيل الإبلاغ عن السرقة وإجراءات الحصول على عداد جديد.

ويقول عبد الحسيب سواس لمنصة مجهر : “السرقة هي بداية مشوار المعاناة التي تتفاقم مع الإبلاغ وتنظيم الضبط وتقديم الطلب لمؤسسة المياه.

فعبد الحسيب سواس يُحمل الأجهزة الحكومية الأمنية والخدمية مسؤولية تفشي هذه الظاهرة التي باتت تؤرق الاهالي وتقض مضاجع اصحاب المنازل

فسرقة عداد المياه و أكبال الكهرباء من أي بناء سكني هو تحمل المزيد من الأعباء التي تثقل كاهل الأهالي في حلب

يقول مصدر في شرطة حلب وهو برتبة “مقدم” فضل عدم كشف هويته، لمنصة مجهر: “كثفنا بشكل كبير من الدوريات الأمنية خاصة بالساعات المتأخرة من الليل وبداية الفجر، معظم السرقات تحصل في هذه  الأوقات “.

ويضيف المصدر : “ظاهرة السرقات وتفشيها هي من إفرازات الحرب وعادة هذا النوع من السرقات يقوم به مراهقون يحاولون الكسب المالي من خلال بيع العدادات كخردة نحاس”.

ويقول إنهم “ألقوا القبض” على عدد من سارقي العدادات وتم إحالتهم للقضاء .

يذكر أن حوادث السرقة في حلب في تصاعد مستمر بظل أوضاع اقتصادية مزرية يعاني منها الأهالي، على الرغم من أن قسم الشرطة يقول أنهم ألقوا القبض على عدد من ما يسمونهم بـ “سارقي العدادات”.

تقرير: سامر عقاد

زر الذهاب إلى الأعلى