تقارير

وعود غير جدية لإنارة كوباني.. والتكاليف الباهظة للطاقة الشمسية لا تحل مشكلة الكهرباء

لا تزال “فريدة” تنتظر حلول موعد الساعة السادسة مساءً لتهّم على ماكينة الخياطة وتبدأ بخياطة الأزياء المكدّسة لديها منذ أشهر.

وتضطر “فريدة خليل/ ٥٠عاماً”، وهي خياطة نسائية من مدينة كوباني، الانتظار لساعات المساء كي تتمكن من إنجاز عملها،بسبب مواعيد تغذية المدينة بالتيار الكهربائي التي تبدأ يومياً من السادسة مساءً وحتى الثانية عشرة منتصف الليل، تتخللها انقطاعات متكررة خلال هذه الفترة.

العمل في المساء يرهق صحة الإنسان ويضعف البصر، حسب “فريدة”، لكنها لا تملك حلولاً فردية بديلة لحل مشكلة الكهرباء لعدم قدرتها المادية،حيث تعيل أولادها الأربعة بعد أن أصبح زوجها غير قادر على العمل.

وتقول “فريدة” لمنصة “مجهر” الإعلامية:”لو كانت المنازل تُباع لبعت منزلي وتركت هذه المدينة التي بات كل شيء فيها مفقود، لقد مللنا من الوعود غير الجدية”.

ويبقى سكان الشقق السكنية أكثر تضرراً من انقطاع الكهرباء في ساعات الليل، في ظل تجاوز درجات الحرارة /٤٢/ درجة مئوية.

في حين تشتكي”روجهلات حسن/ ٢٩ عاماً”، وهي امرأة من حي الشهيد “يحيى”، من عدم توفر نظام أمبيرات في المدينة في ظل نظام التقنين الصارم لساعات تغذية التيار الكهربائي التي تصل لـ/٢٠/ ساعة في اليوم.

وتقول روجهلات: “أطفالي لا ينامون ليلاً من شدة الحر لعدم توفر الكهرباء،وفي النهار يصبح الوضع أكثر سوءاً مع ضجيج المولدات الذي يمنعنا من النوم أيضاً”.

وتطالب”روجهلات”الإدارة الذاتية بأن تكون أكثر جدية لوضع حلول لمشكلة الكهرباء.

ويشارك”محمد” الخياطة “فريدة” لتضرر عمله جراء الانقطاع المستمر للتيار الكهربائي، مضيفاً بأن ضعف العمل والأجر المتدني لا يساعده في تأمين الكهرباء لمحله في حي “كانيا كردان”.

بدوره يقول “محمد نعسان/ ٢٠ عاماً”،وهو عامل نجارة موبيليا، إنه رغم امتلاكه مولدة خاصة للعمل، إلا أن عدم توفر مادة المازوت بشكل كافٍ، وشكاوى الأهالي من ضجيج أصوات المولدات يمنعه من العمل في النهار،وينتظر لساعات المساء كي ينجز أعماله.

ويضيف “نعسان” لمنصة “مجهر” الإعلامية أن مواعيد نظام تغذية التيار الكهربائي تناسب الأهالي أكثر من أصحاب المهن، الذين باتوا يقضون سهراتهم في محلاتهم بدلاً من الجلسات العائلية.

ولايساعد الوضع المادي لسكان مدينة كوباني بتركيب ألواح الطاقة الشمسية بسبب تكاليفها الباهظة التي لاتناسب أجورهم ورواتبهم،حيث يلجأ ميسورو الحال إلى تركيبها،ويبقى آخرون يعانون من المشكلة التي تجاوزت عمرها ثماني سنوات.

وبحسب “شركة كتو” للطاقة الشمسية؛ أن الإقبال على تركيب ألواح الطاقة الشمسية يزداد،حيث الوعود غير الجدية لوضع نظام أمبيرات بخط خدمي يدفع الأهالي”ميسوري الحال” لتركيبها.

“علي كتو”مسؤول الشركة يوضح لمنصة “مجهر” أن الإقبال هذا العام مضاعف مقارنة بالعام الفائت.

ويضيف: “رغم ذلك نحتاج سنوات طويلة لإنارة غالبية المنازل،ويتضّح المشهد أكثر بعد منتصف الليل حيث يخيّم الظلام على المدينة”.

ويتابع بقوله: “الأهالي في الريف يُقبلون على تركيبها أكثر من المدينة،لسقاية مزروعاتهم وأشجارهم، حيث يشهد الريف نظام تقنين للكهرباء أكثر صرامة من المدينة”.

ويؤكد أن دخل الموظف والعامل في مدينة كوباني لا يساعده على تركيبها،حيث تبلغ تكاليف أقل مجموعة /٨٠٠/ دولار أمريكي.

وتصرّح الإدارة الذاتية بين فترة وأخرى أنها بصدد تخديم المدينة بالكهرباء في حال حصلت على الميزانية،وأن المشروع لا يستغرق أكثر من شهر لإنجازه عند توفر الميزانية، وهذه التصاريح تقابل بردود أفعال غاضبة من قبل الأهالي، بعد أن صرّحت مالية كوباني بداية العام الجاري أنها أعادت جزءاً من ميزانيتها للعام الفائت 2021/2022 إلى الهيئة المالية لشمال وشرق سوريا.

زر الذهاب إلى الأعلى