تقارير

مراكز الإيواء في حلب.. مرافق صحية متهالكة ومخاوف من تفشي الأوبئة

“إذا استمرت أوضاعنا على هذا المنوال ربما تتعرض صحتنا وصحة أطفالنا للخطر”، بهذه الكلمات عبرت ريم (اسم مستعار)، عن معاناتها ومخاوفها من الأمراض بسبب انعدام وسائل النظافة في المدرسة التي تقيم بها هي وأطفالها في حي سيف الدولة بمدينة حلب.

تتشارك ريم (30 عاماً)،غرفة صفية لاتتعدى مساحتها 16 متراً مربعاً مع 7 عوائل أخرى، فقدنَ جميعا منازلهن في حي الفردوس ولجأن إلى البناء المدرسي الذي يأويهم هرباً من الهزات الأرضية بعد حدوث زلزال عنيف ضرب مدن واسعة من تركيا وسوريا في السادس من شباط/ فبراير الجاري.

وتقول “ريم” لمنصة مجهر: “منذ أن وقع الزلزال لم استطع الاستحمام أنا وأطفالي، الروائح داخل الصف حيث نقيم غاية في السوء وكريهة، فكل من هو موجود هنا فقد منزله وهذا المركز هو مدرسة، لا يوجد بها اماكن استحمام، وبالكاد نرتاد المرافق الصحية البعيدة كل البعد عن النظافة”.

وتضيف: “أحياناً تنقطع المياه عن هذه المرافق وتستمر الانقطاع لساعات وربما ليوم كامل ريثما تقوم اللجنة المشرفة على المدرسة بجلب المياه”.

وتشير “ريم” إلى أن الأوضاع “إذا استمرت على هذا المنوال قد تتفشى أمراض كثيرة، هذا إن لم تكن قد انتشرت بالفعل لغياب الظروف الصحية الملائمة في مركز الإيواء”.

لا يختلف حال “أحمد” (اسم مستعار) لرجل يبلغ من العمر 50عاماً، عن حال “ريم”، فالرجل الخمسيني وأُسرته، يقيمون في أحد مساجد حي الصالحين.

وباتت البثور الجلدية تنتشر على جسد الرجل الخمسيني،  وجسد عدد من أطفاله بسبب انعدام وسائل الاستحمام، على حد قوله.

“أحمد” الذي يصف لمنصة مجهر هول اللحظات الأولى للزلزال يشعر بخيبة أمل، من مركز اللجوء الذي لم تتحسن أحواله بالرغم من انقضاء الاسبوع الثاني على مكوثِهم.  

ويقول الرجل الخمسيني : “على الأقل عليهم أن يُخصصوا  لنا حمامات مناسبة، المسجد صغير المساحة، وتتكدس به عشرات الأُسر الهاربة من الهزات الأرضية وأغلبهم باتوا بلا مأوى”.

ويضيف: “بعد اليوم العاشر بدأت البثور تظهر في أنحاء متفرقة من جسدي وأجساد اولادي”.

مشيراً إلى أن المشرف الذي زارهم قال إنه داء الجرب وأعطاهم دواء لعلاجه، ويقول: “هذا الداء انتقل لنا بسبب عدم الاستحمام، فالحمام هنا يتشارك به كل من هو موجود بالمسجد”.

 ويطالب أحمد الخمسيني الجهات الحكومية أن تنقلهم بأقرب وقت إلى مركز تتوفر فيه مرافق صحية مناسبة.

بدوره يصف عبد الله (اسم مستعار) الوضع، بأنه “لا يطاق” في المدرسة التي يقيم فيها هو وأفراد أُسرته في حي صلاح الدين بمدينة حلب.

ويقول “عبدالله” (49 عاماً): “المدرسة تفتقر للنظافة. الممرات والباحة والصفوف باتت مرتعاً للنفايات، والدخول للمرافق المدرسية مغامرة غير محمودة العواقب”.

ويشدد على أن مركز الإيواء يفتقر لكل الشروط الصحية، وأن تفشي الأمراض المعدية والخطيرة باتت مسألة وقت لا أكثر.  

ويصف “عبدالله” الحالة التي يعيشها في مركز الإيواء بالكارثية، وأن أقل ما يقال عنها أنها مرتعاً للأمراض”.

مشيراً إلى أن المراكز كلها غير مجهزة، ولا تمتلك أياً من معايير النظافة والأمراض الجلدية مثل القمل والجرب تنتشر، وسط غياب الإجراءات الطبية في جميع المراكز على حد وصفه.

ويوجد في مدينة حلب حالياً 160 مركز إيواء في مختلف أحياء المدينة، بينما كانت عدد هذه المراكز قبل أيام تقدر بحوالي 260 مركزاً، أُغلقت معظمها بسبب سوء المرافق الصحية، وعودة ما يزيد من 15 ألف نازح من أصلِ 55 ألفاً، إلى منازلهم المتضررة بفعل الزلزال.

إعداد التقرير: سامر عقاد

زر الذهاب إلى الأعلى