بعد مقتل قيادي في “الحرس الثوري”.. تصعيد إسرائيلي – إيراني في سوريا
خلال اليومين الماضيين، شهدت سوريا ضربات إسرائيلية على أهداف إيرانية أوقعت قتلى في صفوف “الحرس الثوري” بينهم ضابط، وأكدت طهران أنها “سترد عليه”، في مؤشر إلى مزيد من التصعيد المحتمل بين الجانبين.
ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية “إرنا” الرسمية عن بيان لـ”الحرس الثوري”، تأكيده مقتل الضابط ميلاد حيدري، الذي قُدّم بوصفه أحد “المستشارين العسكريين للحرس الثوري في سوريا”، في غارة إسرائيلية على ريف دمشق فجر الجمعة.
وشدد البيان على أن إسرائيل “ستلقى الرد بلا شك على هذه الجريمة”.
من جهته، أفاد “المرصد السوري لحقوق الإنسان” بمقتل 5 من ضباط “الحرس الثوري”، بينهم “قيادي من الصف الأول”.
وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان، قد رصد، بعد منتصف ليل الأربعاء– الخميس استهداف إسرائيلي لمبنى عند المتحلق الجنوبي بعد دخول عناصر من الميليشيات الإيرانية إليه في تلك المنطقة، الأمر الذي أدى لخسائر بشرية ومادية.
والضربة الأخيرة هي سادس هجوم تنفذه إسرائيل في سوريا خلال شهر آذار/مارس الفائت، علماً أن إسرائيل لا تعلن مسؤوليتها وتلتزم سياسة الصمت.
وتشن إسرائيل منذ سنوات، هجمات على ما تصفها بأهداف مرتبطة بإيران في سوريا.
وتقول إيران، من جهتها، إن ضباطها يؤدون دوراً استشارياً في سوريا بدعوة من حكومة دمشق.
وقُتل عشرات من أفراد “الحرس الثوري” في سوريا خلال الحرب، من بينهم ضباط كبار، حسبما أوردت وكالة “رويتر.”
وذكرت وسائل الإعلام السورية أن الهجوم الجديد (أمس الجمعة) يأتي بعد ضربة أولى نُفذت ليل الخميس، وأسفرت عن إصابة جنديين.
وقالت “رويترز”، إن الضربة التي وقعت أول أمس الخميس، أصابت سيارة تحمل أفراداً عسكريين موالين لإيران بالقرب من مبنى أمني سوري.
ووضعت إسرائيل لذاتها في الساحة السورية خطوطها الحمر التي تمثلت: أولًا، في منع وصول أسلحة متطورة وأكثر دقة من إيران وسوريا إلى حزب الله، وهو ما تحاول تحقيقه من خلال ضرباتٍ عسكرية ممنهجة في الأراضي السورية بذريعة “قوافل أسلحة متوجهة إلى حزب الله”.
وثانيًا، في منع تمركز إيراني في الأراضي السورية من شأنه أن يجعل من سوريا جبهة إيرانية متقدمة تجاه إسرائيل في أي حرب مستقبلية.
وعلى ما يبدو، فإن الثاني أخذ يطغى على الأول، خاصة بعد أن باتت الحرب السورية تُحسم في اتجاه بقاء الحكومة السورية الذي ترى فيه إسرائيل حليفًا لإيران.
