قصص

أزمة مياه مستمرة في الحسكة.. ولا حلول مرتقبة

باسل رشيد

يدفع الرجل الأربعيني،”سليمان حميدي”، وهو من سكان حي “الخشمان”بمدينة الحسكة، كل أسبوع ما يقارب من /30/ إلى /50/ ألف ليرة سورية لتأمين خمسة براميل من مياه الصهاريج الجوالة، وهو ما يشكل عبئاً مادياً على العائلة التي باتت تدفع مصروفاً إضافياً بهدف تأمين المياه.

ويعتمد “سليمان”، التي تتألف عائلته من /5/ أشخاص، كلياً على شراء المياه من الصهاريج والمياه المالحة التي تستخرج من الآبار الجوفية غير الصالحة للشرب، بعد أزمة مياه تجددت منذ بداية التصعيد التركي الأخير، نتيجة قصف الجيش التركي المنشآت الحيوية في مناطق شمال وشرق سوريا، خاصة محطات تحويل الكهرباء في مدينة القامشلي والحسكة تحديداً، والتي تمد محطة “علوك” للمياه بالكهرباء.

ولا زالت أزمة المياه مستمرة في مدينة الحسكة، وقائمة دون حلول ومنذ أكثر من أربعة سنوات، وتتفاقم أكثر مع شراء المياه من الصهاريج بأسعار باهظة في ظل ارتفاع الدولار الأمريكي مقابل الليرة السورية.

ونشأت أزمة المياه في مدينة الحسكة، بعد سيطرة تركيا والفصائل الموالية لها على محطة مياه “علوك” في سري كانيه/ رأس العين منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2019، والتي تعتبر المغذي الرئيسي للمدينة وعدد من النواحي بالمياه.

وفي حي “الناصرة” بمدينة الحسكة؛تشتكي المواطنة “صباح أوسو” البالغة من العمر /35/ عاماً، من أعباء شراء المياه، خاصة أن أصحاب الصهاريج لا يلتزمون بالتسعيرة، بل هناك تفاوت في الأسعار بين الصهريج والآخر، ويعزون ذلك إلى ارتفاع أسعار قطع غيار الآليات وعدم توفر مادة المحروقات.

وتعمل السيدة “صباح”، التي تتألف عائلتها من ثمانية أشخاص،على تعبئة خزانها ذو سعة خمسة براميل مرتين في الأسبوع بمياه الصهاريج، خاصةً أن منزلها الذي يقع في منطقة مرتفعة من الحي لا تصلها مياه الشبكة بسبب ضعف الضخ.

فيما أوضح الرئيس المشترك لمديرية المياه في مدينة الحسكة، “عيسى يونس”، لمنصة “مجهر”، إلى تضرر الكثير من المحطات الكهربائية المغذية لمدينتي القامشلي والحسكة بالإضافة إلى الدرباسية وعامودا، والتي أسفرت عن قطع الكهرباء عن محطة “علوك” التي تغذي سكان مدينة الحسكة بالمياه.

منوهاً، إلى أن “محطة علوك حالياً خارج الخدمة، نتيجة القصف التركي، ولا توجد أي إمكانية لإعادة تشغليها وإصلاح الأعطال التي تسبب بها القصف على البنى التحتية في قطاع الكهرباء”.

وأكد “يونس” في نهاية حديثه، إلى اعتماد سكان المنطقة على الصهاريج بغية تأمين المياه اللازمة لهم.

وكانت منظمة “هيومن رايتس ووتش”قد قالت في تقرير لها أواخر شهر أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، “إن الغارات التركية على مناطق شمال شرق سوريا، بين 5 و10 من أكتوبر/ تشرين الأول الحالي، ألحقت أضراراً بالبنية التحتية الحيوية وأدت إلى إنقطاع المياه والكهرباء عن ملايين الأشخاص”.

ونقلت المنظمة عن الإدارة الذاتية، “الهجمات على محطات المياه والكهرباء؛ أدت إلى انقطاع كامل للكهرباء ولإمدادات المياه عن محافظة الحسكة”.

وبحسب التقرير “أثرت الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية بسبب الهجمات التي وقعت بين 5 و10 أكتوبر/تشرين الأول على نحو /4.3/ مليون شخص في شمال شرق سوريا، حيث أصبحت ما لا يقل على /18/ محطة لضخ المياه و/11/ محطة طاقة خارج الخدمة”.

زر الذهاب إلى الأعلى