تقارير

حشود تركية قبالة تل رفعت.. “الميليشيات الإيرانية” تعتبرها تهديداً لـ نبل والزهراء

المليشيات الإيرانية في إحدى خطوط التماس في بلدة نبل

ريف حلب – مجهر

على بعد مسافة لا تبعد سوى 8 كيلومترات من بلدتي “نبل والزهراء”، وبالتحديد قبالة بلدة تل رفعت، لا تزال الفصائل التابعة للاحتلال التركي تعدّ العدّة وتحشد المقاتلين استعداداً لما قالت عنه تركيا بأنه “عمل عسكري” واسع يشمل مناطق عدة في شمال وشمال شرق سوريا.

بلدتا نبل والزهراء ومنذ بداية الأزمة في سوريا باتتا في واجهة الأحداث وتصدرتا المشهد الدامي في ريف حلب الشمالي خاصة بعد فرض فصائل تابعة للاحتلال التركي حصاراً خانقاً عليهما أواسط عام 2012.

وشنت الفصائل هجمات دامية عليهما طوال فترة الحصار الذي لم ينتهي إلا مع دخول قوات إيرانية والجيش السوري إلى البلدتين بغطاء جوي روسي معلنة فك الحصار عن نبل والزهراء، بدايات العام 2016.

فتح الطريق ونهاية حصار البلدتين كانت البداية للقوات الايرانية وميليشياتها لتعزز من تواجدها في ريف حلب الشمالي وتحولت البلدتين إلى قاعدة عسكرية وخزان بشري للمزيد من المقاتلين في صفوفها.

“أي عمل عسكري تركي يستهدف تل رفعت هو بمثابة تهديد حقيقي لنبل والزهراء وسيعيدهما لمربع القصف والاستهداف والهجمات الدامية” هكذا استهل الحاج مهدي (اسم مستعار) وهو قيادي في “قوات  الدفاع المحلي الايرانية” حديثه لمنصة مجهر.

ويضيف “الحاج مهدي” : “تل رفعت هي بوابتنا الشمالية وخطنا الدفاعي الأول  فالتوغل التركي في حال تم، سيشكّل خطر حقيقي على البلدتين خاصة أن الفصائل  المسلحة لن ترشنا بالورود إن دخلت تل رفعت برفقة تركيا بل سنكون عرضة لأقسى أنواع القصف والهجمات حتى ولو اكتفت تركيا بمدينة تل رفعت ومحيطها الأقرب”.

وأبدى القيادي في الميليشيا الإيرانية استعداد قواتهم لصدّ أي هجوم تركي، مؤكداً استقدام تعزيزات عسكرية نظامية إلى خطوط التماس وإنشاء نقاط عسكرية جديدة في محيط البلدتين وبالتحديد في قريتي “برج القاص” و “المياسة” غرباً وقرية “إبين” شمالاً.

نصر الله محي الدين (43 عاماً) محامي مقيم في النبل، يستبعد إقدام تركيا على أي عمل عسكري يستهدف الوجود الإيراني في سوريا، قائلاً : “تركيا لن تجرؤ على خوض اللعبة مع إيران التي تعتبر أمن البلدتين من أمن طهران”.

وأضاف محي الدين في حديثه لـ مجهر :”مخاوف الأهالي لم تتبدد فالحرب التي تقرع تركيا طبولها على مقربة منهم وستطالهم تأثيراتها ونتائجها المدمرة كما ستطال باقي المكونات في ريف حلب الشمالي، هذا إذا فرضنا جدلاً أن القوات التركية اكتفت بمناطق محددة بمحيط تل رفعت ولن توسع دائرة عدوانها لتشمل مساحات واسعة في ريف حلب الشمالي ومنها ضمنا نبل والزهراء”.

ورصد مراسل منصة مجهر بريف حلب، آراء الأهالي في بلدة النبل حول التهديدات التركية الأخيرة ضد المنطقة.

نهاد شربو، أحد أهالي بلدة نبل يقول لـ مجهر: “الحصار الأول الذي تعرضنا له استمر لـ 4 أعوام تجرعنا خلالهما العلقم، فالقصف كان شبه يومي وأودي بحياة أعداد كبيرة من المدنيين خاصة من النساء والأطفال”.

ويعبر “شربو” عن مخاوفه بالقول: “دخول تركيا  إلى ريف حلب الشمالي بحال تم سيكون كارثيا وبافضل الاحوال سنكون عرضة للتهجير القسري، كما حصل في عفرين”.

وعلى الرغم من التطمينات التي يتلقاها السكان في البلدتين من الميليشيات الإيرانية بعدم السماح لتركيا والفصائل الموالية لها بالقدوم على أي عمل عسكري يستهدفهم، إلا أنها لا تبدد مخاوفهم.

تقرير: سامر العقّاد

زر الذهاب إلى الأعلى