تقارير

هيئة التنسيق الوطنية تتحدث عن تحالفا مع “مسد” وتوحيد صفوف المعارضة

تحدث حسن عبد العظيم، المنسق العام لهيئة التنسيق الوطنية في حديث لصحيفة الشرق الأوسط عن ملفات عدة أبرزها التحالف مع مجلس سوريا الديمقراطية “مسد” والدور العربي مؤخراً في الملف السوري.

التحالف مع “مسد” وتشكيل جبهة مشتركة

واعتبر حسن عبدالعظيم أن الإعلان عن التحالف مع مجلس سوريا الديمقراطية هو بمثابة بناء جبهة وطنية ديمقراطية عريضة تجتمع تحت سقفها قوى الثورة والمعارضة، تتبنى مشروع التغيير الوطني الديمقراطي والتحول من الاستبداد إلى الديمقراطية، بما تمثل ضرورة وطنية ملحة لإخراج سوريا من الأوضاع الكارثية التي تمر بها منذ سنوات.

وأكد على أن الوثائق الرئيسية تتألف من ثلاث أوراق يتم الحوار حولها، وقال: “اللجنة المشتركة أنجزت الورقة الأولى التي تم توقيعها وإعلانها بالأحرف الأولى نهاية الشهر الماضي، بينما الحوار جارٍ بخصوص الورقة الثانية التي تتعلق بالتحالفات الوطنية وأسس قيامها وآليات تفعيلها، أما الورقة الثالثة فتتضمن الإجراءات التنفيذية لبنود هذا الاتفاق على أمل إنجازها خلال مدة قصيرة وتبصر النور”.

وشدد عبدالعظيم على وجود بعض الخلافات السياسية في بعض الرؤى، وتحديداً شكل آليات العمل لتطبيق هذا الاتفاق، بينها “الخلاف حول اللامركزية السياسية التي يطالب بها مسد وغيرها من القوى الكردية السورية” وفقاً لتعبيره.

فيما شدد على أن هيئة التنسيق تتمسك باللامركزية الإدارية، وقال: “قررنا ترحيل هذه الخلافات باعتبار أن قوى المعارضة غير منتخبة، وقد تضمنت الوثيقة حلاً على أن يكفل الدستور السوري الجديد والمجلس النيابي المنتخب في آخر المرحلة الانتقالية التي تعبر عن إرادة الشعب السوري بكل أطرافه وأطيافه، تحديد شكل اللامركزية لإدارة البلاد”.

وأضاف: “كما أن موضوع اندماج قسد في الجيش والقوات المسلحة السورية، كان من الأمور المتعلقة بالحل السياسي التي ناقشتها اللجنة المشتركة في مشروع إعلان المبادئ سابقاً. وكان الاتفاق الأولي بين الطرفين على انضمام قسد والجيش الوطني المعارض الذين لم تتلطخ أيديهم بدماء السوريين إلى الجيش السوري بطريقة عملانية ومهنية وليست ككتلة واحدة، ويقاس هذا المبدأ على القوى والجهات العسكرية والأمنية كافة، ووجدنا لدى ممثلي مسد في اللجنة المشتركة مرونة وتفهماً لاختلاف هذه الرؤى”.

الدور الروسي في الملف السوري

وعن الدور الروسي في الملف السوري قال حسن عبدالعظيم أن “سياسة روسيا تقوم على فك عزلة النظام، والدفع باتجاه تطبيع الدول العربية والإقليمية معه بما يؤدي إلى استمرار بقاء النظام من دون الانخراط في حل سياسي شامل”.

وأضاف: “كما تسعى روسيا لتطبيق القرارات الدولية وفق منظورها الذي يريد حلاً لا يتجاوز الديكور الشكلي لإنهاء القرار الدولي 2254، ومنع أي اتجاه إلى حل سياسي يُفضي إلى تغيير سياسي للنظام القائم وتأسيس الدولة الديمقراطية وتداول السلطة”.

الدور السعودي والعربي

ويرى حسن عبدالعظيم أن  دور المملكة العربية السعودية في الملف السوري فاعل ومهم جداً، “لأن وزارة خارجيتها استضافت مؤتمر الرياض الأول وتأسيس الهيئة العليا للمفاوضات على نفقتها منذ أوائل 2015، كما استضافت مؤتمر رياض 2 سنة 2017 ولم تتدخل في شؤون تشكيل هيئة التفاوض، أو فرض أي أجندات أو مواقف سياسية على قرار المعارضة السيادي، على عكس باقي الدول التي تسعى لتحقيق مكاسبها ومصالحها على حساب الشعب السوري” وفقاً لما قال.

وأضاف: “هيئة التنسيق تدعم التحركات العربية من أجل حل القضية السورية على أساس القرارات الدولية. والدول العربية فوضت الأردن بإجراء اتصالات مباشرة مع النظام السوري لتنفيذ اتفاق جدة وعمان، بغية البدء بتنفيذ بنود الاتفاق على أساس عملية خطوة مقابل خطوة، وهيئة التنسيق ليس لديها تحفظ إذا كانت هذه الاتصالات بهدف إنجاز حل سياسي جذري”.

اللقاءات التركية – السورية

ويرى عبدالعظيم خلال حديثه لصحيفة الشرق الأوسط أن التقارب التركي مع دمشق بعد الانتخابات وفوز إردوغان ليس كما كان قبل الانتخابات.

وقال: “كانت المعارضة تلعب ورقة التقارب مع سوريا ومسألة عودة المهجرين في العملية الانتخابية. اليوم، الحكومة التركية سترفع سقف مطالبها في مواجهة الاتفاق مع النظام الذي سيماطل كعادته ولن يتجاوب مع أي مبادرات، فهو دائماً يماطل ويماطل من أجل كسب الزمن لاحتمالية تغير الظروف لمصلحته”.

المشهد السوري شديد التعقيد

وفي ختام حديثه قال المنسق العام لهيئة التنسيق الوطنية أن “المشهد السوري شديد التعقيد لأسباب كثيرة منها تدخل القوى الدولية والإقليمية في القضية السورية، واعتبار الأراضي السورية ملعباً لتصفية حساباتها وفرض مصالحها وأجنداتها، ولأن المنظومة الحاكمة بالأساس منذ انطلاق الثورة الشعبية السلمية اتخذت قرارها بعدم الاعتراف بها”.

وأضاف: “السلطة الحاكمة اعتبرت هذه الثورة الشعبية إرهابية ومؤامرة كونية، فقد تصدت لها بالحل الأمني العسكري الذي أنتج صراعاً غير محدود فرَض تدويل الملف السوري برمّته، ومن ثم اللعب بكل الأوراق لإنهاء حركة الاحتجاجات بما فيها إطلاق سراح المتطرفين من سجونه وزجهم في ساحة المواجهات تصعيداً للعنف، والنظام أعلن للعالم أن ما يجري عبارة عن تمرد إرهابي وأنهم يحاربون الإرهابيين والمتطرفين، وفي مراحل لاحقة فتح الباب أمام تدخل ميليشيات متعدّدة الجنسيات المذهبية من العراق والقوقاز ولبنان ثم ميليشيات الحرس الثوري الإيراني”.

زر الذهاب إلى الأعلى