قصص

“اُعتِقل ونُفيَ لجهة مجهولة”.. عائلة علي سليمو تطالب بكشف مصير ابنها

ريف رأس العين – مـجـهـر

تنتظر زوجة علي سليمو (٢٤ عاماً) وابنته منذ أكثر من عامين  خبر عودته أو سماع نبأٍ عن أحواله بعد فقدان الاتصال به، أثناء العدوان التركي على مدينة سري كانيه/ رأس العين.

وتقاسي المرأة العشرينية والطفلة الصغيرة، مرارة فقدان الزوج والأب الذي لم يرى طفلته الصغيرة منذ أن أبصرت النور .

وفي السابع والعشرين من شهر تشرين الثاني/نوفمبر عام ٢٠١٩، فُقد الاتصال بـ”علي سليمو” بشكلٍ مفاجئ في بلدة أبو راسين /زركان ٥٠ كم شمالي الحسكة.

فقدان “سليمو” تزامن مع الهجوم التركي على مدينة رأس العين /سري كانيه وأريافها، وتجهل العائلة حتى اللحظة كيفية استدراجه من قبل مجهولين إلى المدينة المحتلة.

يتحدث محمد سليمو، وهو شقيق “علي” عن حادثة اختفاء أخيه من البلدة: “بعد أيَّام من البحث والتقصي عن غياب أخي في ظل الأوضاع والظروف الأمنية الغير مستقرة في منطقة زركان وريفها بسبب اقتراب الفصائل المسلحة من البلدة، وبعد مرور قرابة شهر اتصل خالي وهو من سكان رأس العين، وقال أن علي  محتجزٌ لدى عناصر فرقة السلطان مراد في مدينة رأس العين”.

ويضيف لـ منصة “مجهر” : “حسب ما أخبرنا خالي، فأنَّ أخي بعد أن تعرض لتعذيب داخل مكان احتجازه هُناك أخبر الفصائل المسلحة بأن له خالٌ يسكن في مدينة رأس العين والذي بدوره أخبرنا عن مكانه واعتقاله”.

وعلمت عائلة “علي” أن ابنهم قد اختطف على يد الفصائل المسلحة التابعة للاحتلال التركي والمتمركزة على تخوم بلدة زركان/ أبوراسين  بعد أن تم استدراجه إلى المدينة بواسطة خلايا  تابعة لتلك الفصائل ونفته إلى جهةٍ مجهولة بحجة انتمائه لقوات سوريا الديمقراطية، وتؤكد عائلة علي انه لم يكن يوماً ما ضمن صفوف قواتٍ عسكرية.

وتعيش زوجة علي  وابنته عند والد المختطف في ظروف معيشية صعبة تمر بها العائلة.

“علي سليمو” برفقة ابنته

ومنذ بداية احتلال رأس العين/سري كانيه وتل أبيض وحتى نهاية حزيران/ يونيو الماضي، وثقت رابطة تآزر للضحايا  462 حالة اعتقال بينهم 64 امرأة و 22 طفل، 165 شخصاً على الأقل تم اخفاؤهم قسراً، و285 حالة تعذيب (أربعة أشخاص على الأقل قضوا تحت التعذيب).

وفي الأشهر الستة الأولى من عام 2022 تمً توثيق 52 حالة اعتقال في رأس العين وتل أبيض و 311 حالة اعتقال في منطقة عفرين.

وتناشد عائلة علي سليمو، المنظمات الإنسانية الدولية ولجان حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة لممارسة الضغط على تركيا والفصائل التابعة لها لمعرفة مصير ابنهم وإطلاق سراحه، موضحة أنّ الفصائل أقدمت على اختطافه بغية دفع فدية مالية تبلغ “خمسة ملايين” ليرة سورية مقابل إطلاق سراحه.

واستدركت العائلة بالقول: “لكنّ الفصائل تراجعت عن المبلغ المطلوب لتزيده إلى خمسة وعشرين مليون ليرة سورية أوّل الأمر، ثم لتتراجع بشكلٍ نهائي عن الفدية، وتقوم بنفيه إلى جهة مجهولة دون معرفة السبب وراء ذلك”.

ويذكر بأنّ الفصائل التابعة لتركيا والمتمركزة على تخوم ناحية زركان اختطفت العديد من المدنيين والمزارعين في ريف الناحية الشمالي وأطلقت سراح بعضهم مقابل فدىً مالية دفعها أهاليهم بعد تلقيهم تهديداتٍ بقتل أبنائهم.

إعداد: علاء الحربيّ

زر الذهاب إلى الأعلى