إلهام أحمد تتحدث عن اللقاء مع الإدارة السورية الجديدة ورؤيتهم حول سوريا المستقبل فماذا قالت؟

أبدت الرئيسة المشتركة لدائرة العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية إلهام أحمد الاعتقاد أنهم ما زالوا بحاجة لنقاشات مطولة وحوارات ليروا ممثلين عن شمال شرقي سوريا، مكلفين بمهام في الإدارة الجديدة بدمشق.
وأوضحت في تصريح لـ “القدس العربي” أنه من خلال “مفهوم الفيدرالية المرنة يمكن أن نجد حلولاً لجميع المناطق السورية”.
المشاركة في مؤتمر الحوار الوطني
وكشفت المسؤولة في الإدارة الذاتية عن استعداد «الإدارة الذاتية» للمشاركة في مؤتمر الحوار الوطني لكنها قالت: “التحضير لهذا المؤتمر ما زال غير واضح، فمن يقوم بالتحضير ومن شكل لجنتها وكيف تشكلت”.
وأضافت: “التحضيرات والعملية والآلية كلها غير صحيحة وستخلق مشاكل، ونرى أن تتشكل لجنة تحضيرية من مكونات الشعب السوري، وأن ترعى الأمم المتحدة هكذا مؤتمر، وأن ترسل الدعوات للجهات المعنية وليس للأفراد فقط”.
الحقوق القومية للكرد
وفي حوارها رحبت إلهام أحمد بالمواقف التي أعلنها أخيراً وزير الخارجية السوري في حكومة تسيير الأعمال، أسعد الشيباني، عبر تغريدة له باللغة الكردية على منصة X قال فيها “إن الأكراد يضيفون جمالاً إلى تنوع الشعب السوري، المجتمع الكردي في سوريا تعرض للظلم على يد نظام الأسد، ومعاً سنبني بلداً يشعر فيه الجميع بالمساواة والعدالة”.
وقالت أحمد: “قرأنا هذه التصريحات بإيجابية لكن موضوع القضية الكردية ليس فقط بأنهم يضيفون جمالاً للمجتمع السوري، فهناك حقوق وواجبات يجب أن يتضمنها الدستور السوري وبما يكفل الحقوق القومية للشعب الكردي”.
وتابعت: “منع الكرد من ممارسة ثقافتهم وتعلم لغتهم وتعليمها ومن ممارسة السياسة والاستفادة من الموارد السورية وبالتالي فإن الدستور السوري الجديد يجب أن يضمن هذه الحقوق بالكامل للشعب الكردي وللقوميات الأخرى الموجودة في سوريا”.
اللقاء بين الشرع وعبدي
وتطرقت أحمد إلى نتائج اللقاء الذي جمع بين قائد قوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي، مع قائد الإدارة الجديدة في سوريا أحمد الشرع وحصل في مطار الضمير، وقالت: “الوضع ما زال بحاجة لنقاشات مطولة وحوارات، وإن كان هذا اللقاء إيجابياً، لكننا نحتاج بالتأكيد إلى مزيد من اللقاءات والحوارات فيما يتعلق وكافة القضايا المتعلقة بمصير الشعب السوري وبمصير سوريا”.
وتابعت: “قسد ليست مختصة فقط بشمال وشرق سوريا، ومجلس سوريا الديمقراطية- مسد ليست مختصة فقط بجزء من الجغرافيا السورية أو بمكون معين من الشعب السوري، وإنما نرى أنفسنا شركاء في هذا البلد ولدينا الحق لنناقش كافة القضايا التي تتعلق بسوريا بأكملها وهذا يحتاج لحوارات مطولة ونحن منفتحون”.
الدور الأمريكي
ورحبت أحمد بالدور الأمريكي بين الإدارتين في شمال وشرق سوريا ودمشق، ومساعي إنجاح الحوار المرتقب، وبينت “أنهم يريدون أن يلعبوا دور الوسيط، وأن يلعبوا دوراً إيجابياً في رسم ملامح سوريا الجديدة وبإرادة سورية وهذا مهم بالنسبة لنا”.
وتابعت بالقول: “نريد أن نرى ممثلين للإدارة الذاتية مكلفين بمهام في الإدارة الجديدة في دمشق سواء كانوا كرداً أو عرباً أو سرياناً من مكونات المنطقة، إضافة إلى مناقشة القضايا الأخرى فيما يتعلق وكيفية تشكيل الجيش السوري الجديد الأمر الذي يحتاج إلى حوارات مع كافة الفصائل الموجودة على الجغرافيا السورية”.
وقالت أيضاً: “ننظر إلى موضوع الانخراط في الجيش الجديد بإيجابية وهذا هو هدفنا الأخير، ولكننا نحتاج لآليات وضمانات وحوارات مستمرة كي يتحقق هذا الهدف”.
هجمات تركيا:
وأردفت المسؤولة البارزة في الإدارة الذاتية: “نتعرض اليوم لهجمات من فصائل مدعومة من تركيا، ونسأل هنا هل هؤلاء أعضاء في الجيش التابع لوزارة الدفاع، وإن كانوا كذلك فهذا يعني بأن هجمات تشن علينا من وزارة الدفاع، وإن ليسوا جزءاً من وزارة الدفاع، فكيف الحل لمثل هكذا قضايا، وكيف ستتصرف وزارة الدفاع مع عناصر هذه الفصائل المنضوية في الجيش الوطني المدعومة من تركيا؟”.
وتابعت: «وجهنا نداءات لجميع الأطراف لوقف إطلاق نار شامل على كامل الجغرافيا السورية، وهو مطلب السوريين والمجتمع الدولي، وأن تتدخل وزارة الدفاع في دمشق لتحقيق هذا الأمر، ولكن الاشتباكات ما تزال مستمرة».
وقالت أحمد أن المعارك الدائرة في محيط سد تشرين على نهر الفرات هي بتحريض تركي وبحجة وجود عناصر من حزب العمال الكردستاني على حدودها، وقالت: “إن تركيا تبحث دوماً عن حجج للاستمرار بهجماتها على مناطق الإدارة الذاتية، وأساس المشكلة موجودة لديها، ونرى بأن تبدأ تركيا حل قضاياها الداخلية وعدم نقلها إلى خارج حدودها، أما فيما يتعلق والعناصر الموجودة ضمن (قسد)، فأوضحنا دوما أنهم شاركونا في المعارك ضد (داعش) واليوم لم يعد منهم إلا القليل وبعضهم من الجرحى وكبار السن، وهؤلاء سيخرجون أيضا حال توفر الأمن لهم، بعد أن عاد قسم كبير منهم إلى المناطق التي جاؤوا منها”.
دور الإدارة الأمريكية الجديدة المرتقب
وأثنت أحمد على الدور والوساطة الأمريكية في سحب التوتر بين الإدارة الذاتية وتركيا وقالت: “كانت جهودهم مستمرة ولا تزال، لكن تركيا تستثمر عضويتها في حلف الشمال الأطلسي- ناتو لتحقيق مطالبها داخل الأراضي السورية، وما نطالب به هو أن لا يتم السماح لتركيا باستثمار واستغلال عضويتها في ناتو لضرب القوات التي حاربت داعش ودافعت عن أمن كل الدول وشعوبها”.
وتحدثت أحمد عن الدور الأمريكي المرتقب بعد وصول الإدارة الجمهورية برئاسة دونالد ترامب، وقالت: “إن الرئيس ترامب ذكر في تصريحات سابقة أنه سيعمل من أجل إحلال السلام في الشرق الأوسط، وهو تصريح إيجابي ونتمنى أن يتم العمل في هذا الإطار، لأننا نريد السلام والأمان وعلاقات حسن الجوار مع تركيا وغيرها، ولا نريد حروبا أخرى ومستعدون ضمن هذا الإطار للعمل مع أي جهة كانت للوصول إلى مثل هذه التفاهمات ومع تركيا بشكل خاص، وأعتقد أن الولايات المتحدة الأمريكية قد تلعب هذا الدور في المرحلة الجديدة”.
وأضافت: “استقرار سوريا مرتبط بالعديد من القضايا الداخلية والخارجية ونأمل أن تلعب الولايات المتحدة دوراً إيجابياً لترسيخ الاستقرار في المنطقة”.
وحدة الصف الكردي
ورحبت أحمد بنتائج الحوارات التي استضافتها إقليم كردستان العراق بوساطة من الزعيم الكردي مسعود بارزاني وقالت إنها “كانت هامة وإيجابية فيما يتعلق وتوحيد الصف الكردي والذهاب إلى دمشق بمطالب محددة، وما تم هو من الانجازات الكبيرة التي عملنا فيها لحل القضية الكردية”.
وتوقعت أن يتم إنجاز الحوار الكردي الكردي وتوحيد الصف قبل التوجه إلى الحوار مع الإدارة الجديدة في دمشق خلال أسابيع، وقالت: “آمل أنها لن تطول، وسنصل إلى إنجاز التفاهمات، وفي عام 2013 اتفقنا على بيان خاص باسم الهيئة الكردية العليا وأعتقد أنه لا صعوبة ولا تحديات جدية أمام وضع هذه التفاهمات للتوجه بوفد مشترك إلى دمشق”.
وبينت أن الوفد الذي سيتجه إلى دمشق باسم الإدارة الذاتية سيشمل الجميع من الكرد والعرب والسريان، و”لكن عندما سيتم التطرق لمطالب الشعب الكردي فالوفد الكردي هو من سيتحدث”.