تقارير

التطبيع مع الأسد.. “الوضع الطبيعي الجديد في تركيا”

أشار تقرير لموقع المونيتور الأمريكي إلى تحركات شتّى لمسؤولين أتراك للتواصل مع نظام الأسد، وأشار إلى أن التحركات تهدف لجذب الأصوات قبل الانتخابات وإضعاف “التطلعات الكردية لحكم ذاتي”، وأوضح أن روسيا تدعم تركيا لإحداث صراع مع “حلفاء تركيا الغربيين”.

وقال “دولت بهجلي”، زعيم حزب الحركة القومية اليميني المتطرف، وحليف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، يوم الاثنين الفائت، إنه يعتبر الخطوات التي اتخذتها تركيا فيما يتعلق بسوريا “قيّمة”، وأن هكذا خطوات تهدف “لحل سياسي”، وقال إن النظام والمعارضة بحاجة إلى التوصل إلى “حلٍّ وسط”.

وأيَدَّ نائب رئيس حزب العدالة والتنمية “حياة يازيجي” أيضاً، والذي يُعد من بين أكثر مساعدي أردوغان، الدعوات للتوصل إلى حل مع النظام السوري.

وقال يازيجي “العلاقات مع دمشق يمكن أن تصبح مباشرة ومستوى التمثيل يمكن رفعه”.

وفسَّرَ الكثيرون كلمات “يازيجي”، وفقاً للمونيتور، على أنها تعني أن زيارة رسمية رفيعة المستوى إلى سوريا قد تكون وشيكة.

وأبدى “حزب الشعب الجمهوري” موافقته للدعوات المطالبة بالتطبيع مع الأسد.

وكان الأمين العام لـ”حزب الوطن التركي” المعارض، “أوزغور بورصلي”، قد قال أيضاً في وقت سابق إن وفداً من الحزب سيتوجه إلى دمشق ويلتقي برئيس النظام بشار الأسد، خلال الأيام القليلة المقبلة.

وأضاف “سيزور وفدنا الحزبي سوريا برئاسة رئيسنا السيد دوغو برينجيك، ويلتقي ببشار الأسد في غضون 10 إلى 15 أيام القادمة، كما سيشارك “أدهم سنجق” ومسؤولون في حزبنا وأسماء مهمة في الوفد المرافق، وسنعلن عن الجدول الزمني بشكل تفصيلي خلال الأيام المقبلة”.

وذكرت مصادر تركية “ذات مكانة جيدة”، وفقاً للمونيتور، أن “الجهود المبذولة للتعامل مع دمشق تتم بقوة متجددة وبدعم من الكرملين”.

وزعمت أحد المصادر، وفقاً للموقع الأمريكي، أن “إيران وروسيا وقطر والإمارات العربية المتحدة، كلها جزء من هذه المحادثات”.

ووفقاً للتقرير؛ فإن “المعارضة” التابعة لتركية تثق بحليفتها، إلا أن التقرير أشار أن “إيمانهم في غير محله”.

وتابع التقرير “أردوغان هو سيد المنعطفات، حيث يتواصل مع إسرائيل ومصر بعد سنوات من المواجهة الغاضبة، وصافح ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بعد تسليط الضوء على دوره في مقتل جمال خاشقجي. لكن لم يكن أي منها غريباً مثل قراره في عام 2016 تحت الضغط الروسي للسماح لأن تسقط حلب في أيدي النظام، مما أدى فعليًا إلى نبذ محاولة تركيا للإطاحة بالأسد وتحويل وكلائها لقتال الكرد السوريين بدلاً من الأسد”.

وقال “إبراهيم حميدي”، كبير المحررين الدبلوماسيين في صحيفة الشرق الأوسط السعودية والصحفي السوري البارز الذي أجبر على الفرار من البلاد في عام 2013، لـ “المونيتور”: “بناءً على ما أعرفه؛ تمكن الروس من جذب رؤساء الاستخبارات السوري والتركي علي مملوك وهاكان فيدان”، وأنهما التقيا أكثر من مرة “للتنسيق الأمني”.

وأضاف “حميدي” أن بوتين يريد الآن “نقل العلاقات إلى المستوى السياسي” من أجل “التنسيق ضد الولايات المتحدة وحلفائها في قوات سوريا الديمقراطية، وأن هذا الأمر كان أحد أهم بنود جدول الأعمال خلال قمة أردوغان في 5 أغسطس/ آب الجاري في منتجع سوتشي مع فلاديمير بوتين.

وتحدث التقرير عن نية تركية للتعامل مجدداً مع نظام الاسد، وأورد أن صحيفة “تركيا المقربة من “حزب العدالة والتنمية” الحاكم في تركيا، زعمت أن هناك مساعٍ للتحالف الدولي ضد “داعش” بفصل “المعارضة” عن أنقرة، وبالتالي تمكينها من إنشاء منطقة تخضع لسيطرتهم في إدلب وحماة وحلب.

وادعت صحيفة “تركيا”، “أن دول التحالف الدولي ضد تنظيم “داعش” اتصلت بالمعارضة السورية، وأخبرتها أن تركيا تسعى لتسليم المعارضة للنظام السوري، وطالبتها بالتخلي عن تركيا، ووعدتها في حال الاتفاق، بأنها ستمنحها إدلب وحلب لتكون لها دولة مستقلة”.

ونقلت الصحيفة عما وصفته بـ “قائد فصيل كبير حضر الاجتماع مع ممثلي التحالف الدولي” أن: “دولاً في التحالف قالوا لنا إننا سنمنحكم إدلب وحماة وحلب، فيما ستكون درعا والسويداء منطقة حكم ذاتي مشتركة بين السنة والدروز، أما دمشق وحمص واللاذقية وطرطوس فستكون للعلويين”.

وذكر “القيادي”، وفقاً لمزاعم الصحيفة، أن ممثلي التحالف أكدوا أنه في حال رغبة المعارضة مستقبلاً بالاتحاد مع مناطق قوات سوريا الديمقراطية؛ فإن الولايات المتحدة وحلفاءها سيقدّمون لها كل أنواع الدعم، كما سيقدّمون الدعم للحصول على الاعتراف الدولي.

وشبه الرئيس المشترك لحزب الاتحاد الديمقراطي “صالح مسلم”، محاولات المصالحة بين الأسد وأردوغان بـ “الزواج بالإكراه”. ومع ذلك، قال مسلم للمونيتور: “علينا أن نأخذ هذه التحركات على محمل الجدّ؛ لأن الجانبين (الأسد وأردوغان) يأخذان أوامرهما من نفس المكان؛ من بوتين”.

زر الذهاب إلى الأعلى