تقارير

“معضلة الهول” والحملة الأمنية.. كشف أنفاق واعتقال عناصر من “داعش”

أعلنت قوى الأمن الدّاخليّ في 25 أغسطس/آب الجاري، خلال بيان ،انطلاق المرحلة الثانية لحملة “الإنسانية والأمن” ضمن مخيم “الهول”، شرقي مدينة الحسكة.

وبدأت الحملة، وفقاً لإداريين في المخيم، فجر يوم الخميس الماضي، أي قبل الإعلان عن الحملة بنحو 5 ساعات.

وتشارك فيها كل من قوى الأمن الداخلي،ت دعمها قوات سوريا الديمقراطية بمشاركة وحدات مكافحة الإرهابYAT))وقوات التدخل السريع((HAT، فيما تشارك قوات التحالف الدولي “باعتبارها شريكة في الحرب ضد  الإرهاب، عبر دعم جهود قوات سوريا الديمقراطية العاملة  في الميدان”، وفقاً لما قاله المتحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية “آرام حنا” لمنصة “مجهر”.

اعتقال 27عنصراً من خلايا “داعش” في المخيم

وتتركز عمليات التمشيط ضمن المخيم، حالياً في القطاع الأول الذي يقطنه اللاجئون العراقيون، وخلال اليوم الثاني من الحملة أعلنت قوى الأمن اعتقال /27/ عنصراً لخلايا “داعش” النائمة.

كما عثرت القوات على /4/ خنادق كانت تستخدمها الخلايا للتواري عن الأنظار لاستهداف واغتيال القاطنين.

وكانت قوى الأمن الداخلي وبمساندة قوات سوريا الديمقراطية والتحالف الدولي قد أعلنت المرحلة الأولى من الحملة في مارس/ آذار عام 2021، أسفرت آنذاك عن اعتقال /125/عنصراً من خلايا “داعش”، منهم /20/ متزعماً.

فيما تأخر الإعلان عن المرحلة الثانية للحملة التي كانت من المتوقع أن تبدأ قبل أشهر مضت، وفق ما قاله المتحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية “آرام حنا” لمنصة مجهر.

وأضاف حنا “في البداية نَوَدُّ التأكيد على أنه كان لدى قواتنا نيّة، لإطلاق المرحلة الثانية من حملة الإنسانية والأمن منذ أشهر مضت”.

وأوضح المتحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية “الظروف على طول الشريط الحدودي وخطوط التماس، نتيجة استمرار الانتهاكات والهجمات والخروقات المرتكبة، عبر القصف المدفعي أو الضربات الجوية لجيش الاحتلال التركي، واستهداف القادة الميدانيين الذين يخططون لمكافحة الإرهاب وملاحقة خلاياه النائمة، كلها عوامل أعاقت جهود قواتنا للمضي قدماً في إطلاق المرحلة الثانية من حملة “الإنسانية والأمن”.

أهداف الحملة ضمن مخيم “الهول”

وشدَّدَ “آرام حنّا” في حديثه لمنصة “مجهر”، أنه خلال عمليات التفتيش ضمن المخيم؛ تم اكتشاف أنفاق حُفرت مؤخراً، إضافة إلى تعزيز للتحصينات المحيطة بالمخيم.

وعن أهداف الحملة، قال حنا “تهدف الحملة لزيادة وتعزيزالمستوى الأمني داخل المخيم، عبر الكشف عن الإرهابيين المتخفّين بين المدنيين وضبط أسلحتهم التي استخدموها خلال أنشطتهم الإرهابية،والتي راح ضحيتها /44/ مدنياً من القاطنين في المخيم”.

ولفت إلى أنه “انطلاقاً مما سبق؛ تظهر الحاجة المُلحّة لإطلاق الحملة، حيث استدعى الواقع الأمني في المخيم تحرّكاً مباشراً يردع الخطر المُحدق”.

وأكد المتحدث باسم (قسد) في حديثه أن الحملة ستستمر”حتى تحقيق أهدافها وتقيّد تحركات الإرهابيين، ومن ثم تتابع اعترافاتهم التي تشير إلى ضلوع أجهزة أمنية واستخباراتية إقليمية في دعمهم، لوجستياً ومادياً”.

ويعتبر مخيم “الهول” من أخطر مخيمات العالم، ويوصف بـ”القنبلة الموقوتة”، حيث وصلت معظم عائلات عناصر “داعش” عام 2019 إلى المخيم بعد القضاء على التنظيم جغرافياً من قبل قوات سوريا الديمقراطية في “الباغوز”.

ويعيش ضمن المخيم أكثر من /55/ ألف شخص، أغلبهم عراقيون، وما يقارب من /8/ آلاف شخصاً من نساء وأطفال عناصر “داعش” الأجانب.

(قسد): لا يمكن حل معضلة مخيم “الهول” ما لم تتضافر الجهود الدولية

وقال المتحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية “آرام حنا” إن “مخاطر المخيم لا يمكن أن تُختصر ضمن نطاق المنطقة فقط، فهو ينذر بخطورة ظهور تنظيم داعش الارهابي مجدداً”.

وأردف بالقول “يعد مخيم الهول بيئة حاضنة للإرهاب؛ نظراً لتواجد آلاف الإرهابيين من مختلف الجنسيات الأجنبية والعربية الذين تتغاضى حكوماتهم ودولهم النظر في شأنهم،وهو ما يُحمِّل قواتنا والإدارة الذاتية هذا العبء، دون فاعلية من المجتمع الدولي”.

وأشار “حنا” إلى أنه لا يمكن حل هذه المعضلة دون تضافر الجهود الدولية،وطالب بالاعتراف الرسمي بالإدارة الذاتية، إلى جانب ضرورة تشكيل محكمة دولية تحاسب الإرهابيين المحتجزين، وترحيل ذويهم إلى بلدانهم ‎بشكل آمن.

وأضاف “وبعدها يجب على المجتمع الدولي النظر في شأن تحسين الظروف الاقتصادية والمعيشية في مناطق شمال وشرق سوريا، ورعايته لمبادرة حل الأزمة السورية على أساس تعميم مشروع الإدارة الذاتية، الذي يلبي تطلعات شعبنا ويضمن حماية اختلاف مجتمعنا السوري، الذي يُعَدُّ قوة وليس خلافاً”.

‎وقال المتحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية “آرام حنا” في الختام “لا يمكن تحقيق الهزيمة النهائية للإرهاب والقضاء على تنظيم داعـ.ـش الإرهابي في ظل استمرار الظروف الداعمة لنشاطه، ورعاية بعض الدول ووضعها مخططات للخلايا الإرهابية التي تهدد شعبنا والمنطقة، لذا على المجتمع الدولي التحرك فوراً والبدء بخطوات إيجابية على الصعيد السياسي والأمني لحل هذه المعضلة”.

زر الذهاب إلى الأعلى