تقارير

“الكوليرا” في شمال وشرق سوريا.. إصابات و وفيات.. والحسكة أكبر منطقة تثير مخاوف الإدارة الذاتية

أعلنت هيئة الصحة التابعة للإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، عن انتشار إصابات بمرض “الكوليرا” في أربع مناطق بشمال وشرق سوريا، وهي “الريف الغربي لدير الزور، منطقة الجزيرة، الرقة، والطبقة”.

وقال الرئيس المشترك لهيئة الصحة في شمال وشرق سوريا، “جوان مصطفى” إن هناك 2876 حالات اشتباه للإصابة بـ”الكوليرا” في مناطق “دير الزور، الرقة، الطبقة، والحسكة”.

ووفقاً للصحة في شمال شرق سوريا؛ تتركز أغلب حالات الإصابة في ريف دير الزور الغربي، إذ بلغ عدد الإصابات المثبَّتة /78/ إصابة، بينما بلغت الوفيات /16/ حالة وفاة حتى الآن”.

وقال “مصطفى” إن “جميع التحاليل التي أجريت في مخابرنا ومخابر الصحة العالمية؛ أثبتت وجود ضمَّة “الهيضة” المسبِّبة لـ”الكوليرا”، نتيجة انخفاض منسوب مياه الفرات وتحوّلها لمستنقعات، والتحاليل أثبتت وجودها، وبالتالي يعتبر هذا الأمر السبب الرئيسي لانتشار الكوليرا”.

وأكَّدَ أن “هناك الكثير من الخضار على سرير نهر الفرات تُسقى من هذه المياه، والتي سببت انتشار الكوليرا”.

وكشفت منظمة الصحة العالمية في مؤتمر صحفي، يوم أمس الأربعاء عن فقدان /23/ شخصاً لحياتهم في سوريا وإصابة /253/ آخرين بمرض “الكوليرا”.

وقال المدير الإقليمي للشرق المتوسط في منظمة الصحة العالمية، “أحمد المنظري”، خلال بيان نشره موقع المنظمة إن “الإصابات تتوزع على ست محافظات سورية”.

وتتخوف الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا من انتشار “الكوليرا” بشكل كبير في مدينة الحسكة، بعد إعلانها عن حالات “مؤكَّدة” في المدينة، التي تشهد انقطاعاً للمياه، نتيجة توقّف ضخ مياه محطة “علوك” المغذّية للحسكة والبلدات والنواحي التابعة لها.

وتشهد المدينة منذ ما يزيد عن الشهر من انقطاع كامل للمياه، التي تتحكم بضخها فصائل تتبع لتركيا.

وقال جوان مصطفى “أكبر مخاوفنا هي انتشار “الكوليرا” بشكل كبير في مدينة الحسكة، التي تعاني من نقص مياه الشرب”.

وأضاف “المياه التي تصل الحسكة أغلب مصادرها من المناطق القريبة من نهر الفرات وهي غير معقَّمة في الغالب، وهذه تشكل مخاوف جدية”.

ويؤمِّن جميع سكان الحسكة مياه الشرب من خلال الاعتماد على صهاريج المياه التي معظمها تعتمد على مياه الفرات.

وأردف الرئيس المشترك لهيئة الصحة “جوان مصطفى” بالقول “دَعَونا التحالف والمنظمات الدولية لتقديم الدعم الكافي لهيئة الصحة والعاملين في مناطق شمال وشرق سوريا على تعقيم المياه، ونطالب بالضغط على الدولة التركية لإيصال مياه الشرب المعقمة للحسكة عبر المناهل الموجودة في علوك”.   

ودعت هيئة الصحة في الإدارة الذاتية لاعتماد وسائل الحماية “من النظافة الشخصية واستخدام الكلور في جميع مناهل المياه، وتعقيم الخضروات التي تُزرع على سرير الفرات أو طهيها بشكل مناسب”.

وأقرت هيئة الزراعة والري في إقليم الجزيرة، يوم الأربعاء، عبر تعميم لها، منع سقاية الخضروات والمحاصيل بالمياه الملوَّثة.

ووفقاً للتعميم؛ يُغرَّم كل من يَستخدم المياه الملوَّثة في السقاية بمبلغ مالي يتراوح بين /50/ ألف إلى /100/ ألف ليرة سورية، إضافة للسجن مدة ثلاثة أشهر وحتى السنة.

وتقول هيئة الصحة في الإدارة الذاتية إن ما يميّز هذا المرض؛ هو التسبّب بالوفاة في حال عدم التدخّل لمدة /6/ ساعات، بحيث يفقد المريض كل السوائل الموجودة في الجسم.

وبدأت أعراض المرض بالظهور في السادس من سبتمبر/ أيلول الجاري، وتم التأكد منها عبر التحاليل المخبرية وأخذ العيّنات، وأظهرت نتائج التحاليل أن سبب الإصابات بالمرض يعود لتلوّث المياه.

ويُعرف عن “الكوليرا” أنه ينتشر عن طريق الماء الملوَّثة، وأعراض الإصابة تتمثل بالإسهال الحاد والجفاف الشديد، وإن لم يتم علاجه؛ فإنه يمكن أن يكون قاتلاً خلال فترة قصيرة.

زر الذهاب إلى الأعلى