تقارير

جرمانا وتقنين الكهرباء وضخ المياه.. أيام من الجفاف والظلمة!

لأربعة أيامٍ متتالية؛ انتظرت “سلمى حسن/ 23 عاماً”، (اسمٌ مستعار)، الدور، لكي تصل المياه إلى الحي الذي تقطنه (حي التربة في جرمانا)، وعندما جاء دورها في المياه؛ انقطعت الكهرباء، وفقاً لما قالته.

تعمل “سلمى” إضافة إلى عملها موظَّفة حكومية؛ في عمل إضافي “محل ألبسة”، لتستطيع تأمين حاجياتها الضرورية في ظل الارتفاع الكبير بالأسعار، غير أن جزءاً مهماً من مصروفها يذهب لشراء المياه، حيث تضطر لتعبئة /30/ ليتراً من المياه بشكلٍ شبه يومي، مما يكلّفها قرابة الـ/1500/ ليرة سورية يومياً.

وفي حديثها لمنصَّة “مجهر”، تقول: “أهالي جرمانا تعوّدوا على شراء المياه، لدرجة أنَّهم أصبحوا يظنون أنه من الطبيعي أن نصرف شهرياً /50/ ألف ليرة سورية، كحدٍّ أدنى، ونحن بالكاد نستطيع توفير ثمن طعامنا ومواصلاتنا!”.

وتضيف: “تخيّل أنّي مضطرةٌ لدفع قرابة الـ/2500/ ليرة سورية إن كنت أريد الاستحمام، هل من المنطق ألا نستحمَّ حتى نوّفر المياه!.. لا أعتقد هذا”.

وتُعرف مدينة “جرمانا” في دمشق بِنُدرة مياهها، بسبب تقنين الكهرباء وساعاته غير المنتظمة بالدرجة الأولى، وعدم تقاطع ضخّ المياه مع ساعات وصل الكهرباء في المدينة.

ويقتضي التقنين الكهربائي وفقاً لبلدية المدينة، ساعة وصل واحدة خلال النهار وساعة خلال ساعات المساء، إضافة لساعات وصل تمتد من الواحدة ليلاً حتى السادسة صباحاً.

غير أن لـ”سلمى” رأيٌ مختلف، فتقول: “الكهرباء لا تبقى لساعة كاملةٍ واحدة موصولة، كما أنه من المفروض أن تأتي كل الليل.. أحياناً تأتي ثلاث ساعات فقط، وأحياناً نبقى أياماً متواصلة دون لمحة للكهرباء”.

وتضيف: “ننقطع عن الاتصالات وعن الحياة، حيث نبقى دون هواتف، وإذا كان دور المياه في وقت القطع؛ فإننا نبقى لأربعة أو خمسة أيامٍ دون مياه ولا كهرباء.. أشعر بأني غاضبةٌ طيلة الوقت وبأن هذه الظروف غير الإنسانية تجعلني أشعر باكتئابٍ لا يُحتمل!”.

من جهةٍ أخرى، يعاني أهالي جرمانا من سوء التمديدات الكهربائية، حيث تتعطّل بين كل يومٍ وآخر محوّلةٌ أو أكثر في أنحاء المدينة.

وتقول “سلمى الحسن” في هذا الخصوص “هذه الأعطال تأتي عن طريق ماسٍ كهربائي، يتبعه انفجاراتٌ خفيفةٌ متتالية على طول الخط، غير أنها تترك الأهالي والعابرين على الطريق في خوفٍ من التضرر بهذه الانفجارات، ونتيجةً لذلك تنقطع الكهرباء عن أهالي هذه الأحياء ليومٍ أو اثنين وهكذا؛ فإنه نادراً ما تكون كافة أنحاء المدينة على وضعية الوصل، إذ تُقطع الكهرباء عن بعض الأحياء بشكلٍ شبه دائم”.

 وفي السياق، تتسبب هذه الانقطاعات المتتالية وغير المنتظمة بخللٍ في توزيع أدوار المياه وغير ذلك، مما يؤدي لمناوشات عديدة بين أهالي الحي الواحد أو البناية الواحدة، بل حتى بين أفراد المنزل الواحد.

فيم يقول “سعيد أحمد”، (اسم مستعار) وهو من سكان جرمانا أيضاً: “بدأنا أنا وإخوتي باحتساب كمية المياه التي يستخدمها كلٌ منّا، وباقتسام ثمن كل بيدون (غالون) بيننا، كما أن استحمام أحد منا لأكثر من مرةٍ خلال الأسبوع الواحد؛ يجعلنا نقع في مشكلة، خاصةً إن تسبب هذا بانقطاعنا من المياه في الليل”.

ويستمر في حديثه بالقول: بيدون واحد من المياه يكلف تقريباً /1500/ ليرة سورية، بينما يكلف برميل المياه الواحد حوالي الـ/6000/ ليرة سوريّة، كحدٍّ أدنى”.

هذا ويعاني أهالي “جرمانا” من أزماتٍ متعدّدة، تبدأ بالكهرباء والمياه، ولا تنتهي بأزمة النفايات المتراكمة على الطرقات الحاويات الممتلئة، وعمالة الأطفال والنساء في فرز تلك النفايات وبيع ما يَصلُح منها.

إعداد التقرير: أورنينا سعيد

زر الذهاب إلى الأعلى