تقارير

التطبيع بين أنقرة ودمشق.. لا شروط مسبقة وتركيا تطرح تجربة درعا على المعارضة

قال مسؤول تركي كبير، وفقاً لـ(BBC) التركية، إنه لا توجد خطوط حمراء وشروط مسبقة مطروحة على الطاولة “اليوم” في مباحثات أنقرة مع دمشق.

وأكد بقوله “يمكن التفاوض على أي موضوع، بما ذلك الانسحاب الكلي أو الجزئي لتركيا من سوريا”.

وبحسب (BBC) التركية، يقول المسؤولون الأتراك: “إن كلاً من أنقرة ودمشق تبنّتا الرأي القائل، إذا وضعنا خطاً أحمراً أو شروطاً مسبقة، فإن الطرف الآخر سيضع شروطاً أيضاً، وفي هذه الحالة لن يكون من الممكن الجلوس حول طاولة واحدة؛ لأن مواقفنا تختلف عن بعضها البعض كلياً”.

وبحسب المسؤولين، نقلاً عن المصدر ذاته، يرى الطرفان أنه مجرد الجلوس حول الطاولة في المرحلة الأولى “سيكون نجاحاً بحد ذاته”.

شروط دمشق وتجربة درعا على طاولة “المعارضة”

وبحسب المسؤول التركي، خلال المحادثات؛ اقترحت إدارة دمشق خارطة طريق بخصوص وجود الجنود الأتراك على الأراضي السورية.

وقال البرلماني السوري “صفوان القُربي”، إنه من أجل تطبيع العلاقات، “يجب استعادة الثقة المفقودة منذ /11/ عاماً”، وأشار أن الخطوة الأولى في ذلك تكمن في سحب تركيا لجنودها.

وقال البرلماني في الحكومة السورية، إنه “سيكون من المفيد إعادة تأهيل المسلحين في سوريا بالقوة، أو بحلول أخفّ، وإشراكهم في العملية السياسية والاستفادة من تجربة جنوب سوريا، دون تجاهل عيوبها”. 

وأضاف “أصبح العقل مورداً مهماً لاستمرار الحياة”.

وبحسب (BBC) التركية، قال “قيادي في المعارضة السورية من إدلب”، إن السلطات التركية، طرحت عليهم مثال درعا في جنوب سوريا. 

وأوضح أنهم قالوا بدورهم “إنه إذا تم الاتفاق على الشروط؛ يمكن أن يطرح هذا على الطاولة”.

ما الذي ستجنيه تركيا من المحادثات؟

ويدرك المسؤولين الأتراك، وفقاً للمصدر ذاته، أن “الجلوس حول الطاولة مع الأسد، يعني، بما يعنيه، إضفاء الشرعية على الحكومة السورية، التي يُنظر إليها على أنها مسؤولة عن الحرب الأهلية التي استمرت /12/ عاماً”.

وطرح التقرير استفساراً عمّا ستجنيه تركيا من المحادثات التي ستوفّر أيضاً الشرعية للأسد من قبل تركيا.

وأشار المسؤول التركي في حديثه لـ(BBC) التركية، إلى أن أنقرة تُذكّر دمشق بـ”ضرورة حل ملف وحدات حماية الشعب”، إضافة لطرح “اتفاقية أضنة مرة أخرى”.

وأشارت إلى أن الهدف النهائي للجانبين هو فتح البوابات الحدودية واستئناف التجارة، وأن تركيا على استعداد لطرح قضية ضمان استمرار الحياة التجارية اليومية التي تتم على البوّابات الحدودية وداخل المنطقة، على حد سواء.

وأكد التقرير أنه مع اقتراب موعد الانتخابات في تركيا، يسود الرأي القائل بأن اللاجئين السوريين يمكن أن يؤثروا أيضاً على اختيار الناخبين في أنقرة. لهذا السبب، تخطّط الحكومة لإثارة موضوع عودة اللاجئين إلى سوريا في محادثات مع دمشق.

ويقول النائب “القُربي” الذي يعمل في دمشق: “عندما ننظر إلى الأمر بعقلانية؛ نجد أن تركيا وسوريا متساويتان في ميزان الربح والخسارة”، لكنه يقول إنه يجب حل القضايا العسكرية أولاً.

طريق “التطبيع” ليس مفروشاً بالورود

وبحسب البرلماني السوري، وعلى الرغم من المصالح المشتركة، وخصوصاً فيما يخص شمال شرقي البلاد؛ فإن: “طريق التطبيع في العلاقات السورية التركية ليس مفروشاً بالورود”.

مشدداً في ذات الوقت على أن “عملية التطبيع” تتقدم “في جو من الثقة وحماية المصالح المشتركة”.

وأضاف “الحوار الذي تظهر فيه أهمية أصدقائنا كوسطاء يزيل كل الصعوبات، خاصة في هذه المرحلة الأخيرة من الرحلة، نعم، سنفوز إذا عملنا معاً”.

زر الذهاب إلى الأعلى