تقارير

ضعف الخدمات الطبية يتسبب بوفاة “رضيع” في مخيم الركبان

يشهد مخيم “الرُّكبان” المحاصر على الحدود السورية – الأردنية – العراقية ضمن منطقة “التَّنف”، ضعفاً في الخدمات الطبية؛ جرّاء الحصار المفروض عليه من قبل القوات الحكومية والروسية منذ عام 2018، ووسط تقاعس المنظمات الدولية عن تقديم المساعدات اللازمة للسكان.

وتوفي السبت الفائت، الطفل “عبدالكريم المزي”، البالغ من العمر ثلاثة أشهر، وسط عجز الكادر الطبي في المخيم من إنقاذه، بسبب مشاكل تنفسية رافقته منذ الولادة، إلى جانب سوء التغذية، في ظل انقطاع مادة “الحليب” داخل مخيم “الرُّكبان”، بحسب ما أفاد به مراسل منصَّة مجهر. 

وبحسب المعلومات التي نقلها مراسل مجهر، كان ذوو الطفل “عبدالكريم” يستعيضون الحليب بخليط من السكر مع الماء وإرضاعه، ما تسبب في تفاقم حالته الصحية.

ويعاني سكان مخيم “الرُّكبان” والبالغ عددهم نحو /8/ آلاف نازح، أغلبهم من مناطق الداخل السوري، من ضعف الخدمات الطبية وغلاء ثمن الأدوية، وسط فقدان أصناف مختلفة منها.

ويوجد في المخيم الواقع في المثلث الصحراوي، نقطتين طبيتين، لكن كليهما تفتقران إلى الكوادر الطبية والمعدّات اللازمة.

ورصد مراسل “مجهر” آراء العديد من قاطني مخيم “الرُّكبان”، أغلبهم أشاروا إلى أنهم أمام خيارين صعبين؛ إما التوجه نحو النقطتين الطبيتين – وهما لا تعالجان سوى بعض الحالات المرضية البسيطة– أو التنسيق مع الجهات المسؤولة ومكتب الأمم المتحدة للخروج نحو مناطق سيطرة الحكومة السورية، بُغية تلقّي العلاج في المشافي.

مصادر محلية في المخيم قالت لـ”مجهر”؛إن من يخرج لتلقي العلاج في المشافي الواقعة ضمن سيطرة الحكومة السورية، يعيش أحد خيارين؛ إما الاعتقال، أو التوقيع على ورقة مصالحة، وتركهم يذهبون أينما شاؤوا، باستثناء العودة إلى مخيم “الرُّكبان”، وفقاً للمصادر.

وشهد مخيم “الرُّكبان” الشهر الفائت وفاة طفلين رضيعين، أحدهما توفي بعد تدهور وضعه الصحي وهو في طريقه للعلاج إلى مناطق الحكومة السورية، بالإضافة إلى ثلاث وفيّات لبالغين، وسط عجز النقاط الطبية والتي تفتقد للأطباء والمعدات الطبية وأجهزة التحليل، عن تأمين عناية صحية لهم قد تنقذ حياتهم.

وتدهورت أوضاع العالقين في المخيم منذ إعلان الأردن منتصف عام 2016 حدوده مع سوريا والعراق منطقة عسكرية مغلقة.

ويقع مخيم “الرُّكبان” ضمن منطقة أمنية بقطر /55/ كيلومتراً أقامها التحالف الدولي، وأنشأ فيها قاعدة “التَّنف” العسكرية.

وكان يقطن المخيم عام 2016 أكثر من /60/ ألف نازح، وفقاً للتقديرات، فيما لا يتجاوز الآن عدد النازحين في المخيم /8000/ شخصاً.

وكان المجلس المحلي في مخيم “الرُّكبان” قد طالب في رسالتين منفصلتين كلاً من الأمم المتحدة وقيادة التحالف الدولي بإعادة فتح معبر “الوليد” الحدودي، وتقديم المساعدات الإنسانية لقاطني المخيم.

وطالب المجلس الأمم المتحدة بإرسال وفد خاص؛ لتقييم الأوضاع الإنسانية والمعيشية لنازحي المخيم.

وشدد على أن قوافل الأمم المتحدة لم تدخل إلى مخيم “الرُّكبان” منذ آب 2019، وأن القرار /2672/ والذي صدر في آب 2019، والقاضي بإدخال المساعدات عبر معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا، حرَّم قاطني المخيم من المساعدات الإنسانية.

وطالب المجلس قيادة التحالف الدولي المتواجدة ضمن منطقة /٥٥/ كم في قاعدة “التَّنف” العسكرية، بفتح معبر “الوليد” الحدودي في أقرب وقت ممكن.

زر الذهاب إلى الأعلى