تقارير

ارتفاع الأسعار يدخل عادات جديدة في مصاريف وحاجيات سكان في الرقة

وجد عمران الحسين (46 عاماً)، من سكان مدينة الرقة، أن انخفاض أسعار الفروج في الحسكة فرصة لإدخالها لمنزله بعد أشهر من القطيعة، نتيجة ارتفاع أسعار اللحوم في الرقة بشكل كبير، حيث وصلت أسعارها إلى 20 ألف.

سمع “الحسين” رب أسرة مؤلفة من 11 شخصاً، الخبر الذي يفيد بهبوط أسعار اللحوم البيضاء في الحسكة إلى 10500 ليرة للكيلو الواحد، لبضعة أيام فدار في جولة مكوكية على محال بيع الفروج في شارع القطار في الطرف الشمالي لمدينة الرقة، حيث يسكن، لكنه لاحظ أن لائحة الأسعار في المحال لم تتغير وفقاً لما قاله لمنصة “مجهر”.

ويتابع “كان مكتوب على اللوائح في محلات بيع لحوم الفروج، أن سعر الفروج 19500، أما الفخاذ فأكثر من هذا السعر، والصدر سعره يفوق ما سبق؛ أما السودة 28 ألف لكل كيلو، والصدر المفروم 27 ألف، والرقاب 6 آلاف، والقوانص 14 ألف”.

وقرر “الحسين” أن يطعم أولاده اللحوم، فاشترى كيلوين من الرقاب حيث اعتاد على شرائها في الفترة الأخيرة، بعد ارتفاع كبير في أسعار اللحوم والمواد الغذائية الأخرى، حيث ارتفعت الأسعار بأكثر من ضعفين لبعض المواد منذ عام، بسبب ارتفاع صرف الدولار الذي أثقل كاهل الأهالي مع انعدام فرص العمل وقلة الأجور بالمقارنة بسعر الصرف الذي تجاوز 9 آلاف ليرة سورية.

ويقول عمران إن أسعار الفروج لم تهبط في الرقة إلا بعد يومين، ونزلت بمقدار 1500 ليرة فقط، في حين هبطت في الحسكة بنسبة تقدر بنصف السعر الذي كانت تباع فيه، ويعزو بعض التجار أن سبب هبوط أسعار الفروج إلى إغلاق معبر سيمالكا في نهاية الأسبوع الماضي، حيث أغلق المعبر من جانب إقليم كردستان العراق حتى إشعار آخر، واتهمت الإدارة الذاتية وسياستها بالتسبب في إغلاق المعبر.

هذا الانخفاض في أسعار الفروج مكن حسين الأحمد( 39 عاماً) من شراء بعض اللحوم لأول مرة منذ عام تقريباً بعد أن بدأت أسعارها بالصعود والعملة في الانهيار، حسبما أفاد لمنصة “مجهر”.

وكان الأحمد رب العائلة المؤلفة من ٥ أطفال يشتري “العظام” بسبب عدم قدرته على شراء اللحم، لصعوبات مالية، حيث لا يكفيه دخله من العمل في الصناعة بورشة ميكانيك من شراء لحوم لعائلته، ويأخذ أجرة يومية لا تتجاوز 15ألف ليرة، في الوقت الذي يدفع فيه إيجار منزله 30 دولار أمريكي، على حد قوله.

وانتشرت ظاهرة شراء أهالي الرقة العظام سواء من الفروج التي تباع بـ 2000-3000 وكذلك عظام الماشية التي تباع بين 10-15ألف ليرة، وصار الأهالي يبحثون عن النكهة فقط، بسبب عجزهم عن شراء الكثير من المواد الغذائية، وحذف الأهالي الكثير من الوجبات لتقليل المصاريف خاصة من ذوي الدخل المحدود وبشكل أساسي عمال المياومة، وفق سكان محليين.

بينما يقول فادي النوري ( ٤٢ عاماً) إنه لجأ لشراء الزيت والزعتر والمحمرة واللبنة، تلك المواد التي يمكن الاقتصاد فيها والتحكم بكميتها لإطعام أولاده، خاصة أن لا مال لديه أحياناً لشراء وجبة ما، على حد قوله لمنصة “مجهر”.

ولجأ “النوري” لشراء الرخيص منها، والاستعاضة عن زيت الزيتون بالزيت النباتي المستخدم للطبخ، حيث يبلغ سعر كيلو زيت الزيتون بـ 28 ألف إلى 35 ألف، أما سعر لتر الزيت النباتي بـ 13 ألف، ويكشف رب العائلة أنه في كثير من الأحيان يعتمد على (سندويشات) في الوجبات، حسب تعبيره.

ويعمل “النوري” على بسطة لدى أحد التجار، تتفاوت يوميته بسبب عمله بنسبة البيع، ويعطيه صاحب البسطة نسبة الثلث من المبيعات، حيث أنه في بعض الأحيان لا يعمل بأكثر من 5 آلاف، ويشير إلى أنه مجبر على هذا العمل بسبب قلة فرص العمل وعدم قدرته على العمل المجهد في أعمال البناء نتيجة إصابة في ظهره.

ومع ارتفاع الأسعار وتدهور قيمة الليرة، يئن سكان في الرقة جوعاً، ويعجزون عن شراء بعض المواد والسلع، وحيلتهم الاقتصاد في الأكل والتحايل على المصروف، والتوفيق بين ما يجنونه وحاجاتهم الأساسية.

زر الذهاب إلى الأعلى