تقارير

حرائق نالت من الغابات والأشجار المثمرة.. فكيف واجهت الحكومة السورية الأمر؟

تتوسَّع دائرة الحرائق في مناطق سورية متفرقة، خاصة في ريفي اللاذقية وطرطوس وحماة، كما دَمَّرتمجموعة من البيوت الدمشقية القديمة والتاريخية، ومن ثمّ نالت من الغابات والأشجار المثمرة التي يقتات منها السوريون.

يصف سكان سوريون في مناطق الحكومة السورية أن “التراث والطبيعة غائبين عن حماية مؤسسات الدولة”، مشيرين إلى أن هذا الأمر سوف يُعاد تكراره، في ظل موجات الحر التي تضرب سوريا والمنطقة.

ففي اللاذقية، ووفقاً لمراسلة “مجهر”، اندلعت الحرائق في /5/ مناطق بأحراج المدينة، في قرية “مشقيتا” ومحيطها التي تعتبر مصيفاً للسوريين والسائحين، لما لها من طبيعة خلابة، حيث بدأت النيران تلتهم كل شيء وامتدت لتشمل مساحات واسعة من الغابات الحراجية وحقول الأشجار المثمرة، التي بلغت المساحة التي التهمتها الحرائق، حسب التقديرات، أكثر من هكتارين ونصف، ما استدعى الأهالي لإخلاء منازلهم والنزوح عنها، حيث تمإرسالهم إلى مراكز إيواء (مؤقتة).

وتشارك في عمليات إخماد الحرائق فرق من الدفاع المدني والزراعة وأفواج الإطفاء من عدة محافظات، تؤازرها وحدات من الجيش والطيران المروحي، إضافة إلى مروحيات روسية لمنع انتشار النيران.ورغم صعوبة عملية السيطرة على النيران بسبب الرياح ووعورة التضاريس وانحدارها وارتفاع درجة الحرارة، بالمقابل لم تبلغ عن أي إصابات، بحسب محافظ اللاذقية. 

وامتدت الحرائق إلى محافظة طرطوس أيضاً، حيث اندلعت النيران في أرض حراجية قرب مدينة “صافيتا”، ليكون الحريق الأول المسجل في ريف طرطوس منذ اشتعال الحرائق. حيث أفاد مدير فوج إطفاء طرطوس، “سمير شما” بأنّ”فرق إطفاء طرطوس والزراعة وصافيتا ومشتى الحلو توجهت إلى المنطقة لإخماد الحريق”.

وفشلت مؤسسات الدولة بالسيطرة سريعاً على النيران، بعدما بقيت تلتهم الغابات الحراجية وحقول الأشجار المثمرة قرابة /5/ أيام متواصلة، وقد طالت الحرائق بساتين الليمون والرمان في “عين البيضا” و”خربة الجوزية” بمنطقة “النخلة”.

والتهمت النيران عشرات آلاف الدونمات من الغابات الحراجية في منطقة “جبل التركمان” الممتدة باتجاه الحدود مع تركيا شمالاً، وأدى استمرار الحرائق وعدم السيطرة عليها إلى هلع كبير وانتقاد من قبل السكان في مناطق الساحل السوري الذين تضرروا وخسروا مواسم أراضيهم وحقولهم، ما جعل وزير الزراعة “محمد حسان قطنا” يؤكد توفير كل المستلزمات والتجهيزات والآليات لدعم الكوادر التي تعمل بأقصى طاقتها للسيطرة على الحرائق، لافتاً إلى جملة من العوامل التي تسببت بتفاقم الوضع، وأبرزها شدة الرياح وكثافة الغطاء النباتي.

تقول “سارة حسن/ 23 عاماً”، ناشطة مدنية في اللاذقية: “الوضع سيء جداً، حاولنا جمع التبرعات من ملابس ومعلبات، لكنها كانت قليلة مقارنة بالخسائر المادية، ولكن لمسنا الجانب الجيد لدى الناس، فعندما كنا نساعد العائلات المحتاجة كان البعض يشير إلى عائلات محتاجة أكثر منهم”.

ويشير سكان إلى أن المساعدة التي قدمتها الحكومة “كانت دون المطلوب وليست كما ينبغي”.

وتقول الناشطة “سارة”: “المعدات المتخصصة بإطفاء الحرائق كانت غائبة كلياً، وسرعة الحضور إلى المكان رغم مناشدات الأهالي كانت بطيئة أيضاً، ولم تتمكن التعامل معها بشكل جيد، إضافة إلى العدد القليل من المروحيات غير المجهزة لإطفاء الحرائق سوى حملها بعض الخزانات صغيرة الحجم، التي لا يمكن لها أن تتعامل مع حرائق كبيرة الحجم، رغم أنها ليست المرة الأولى التي تندلع فيها مثل هذه الحرائق، إلا أنّ الحكومة لم تستطع التجهيز لمثل هذه الظروف”.

وكانت الإمارات العربية المتحدة قد أرسلت بالتزامن مع اندلاع الحرائق /6/ سيارات إطفاء إلى اللاذقية، وسط سخط من قبل بعض الناس حول هذا الدعم الذي وصف بـ”القليل”، مقارنة بدعمها لتركيا.

من جهة أخرى، قامت فرق “الأمانة السورية” ومؤسسة “عرين” التابعتين لزوجة الرئيس السوري بشار الأسد بتقديم احتياجات للعائلات المتضررة.

في حين واجهت المؤسستان اتهامات عدة، أبرزها عدم تقديم المساعدة المطلوبة للمتضررين، وأنها اقتصرت على بعض منهم فقط.

زر الذهاب إلى الأعلى