تقارير

جهود عربية لإعادة الملف السوري على أجنداتها.. “مسد” ترحب بـ “الدور العربي”

في وقت تهدّد فيها تركيا بالتوسع ضمن الأراضي السورية، واجتياح مناطق جديدة، يتزايد الحديث عن حراك عربي، لـ “إنهاء الأزمة السورية”.

وتدعو العديد من “الأصوات العربية” بعودة سوريا مجدداً إلى “الحضن العربي”، بعد أكثر من عشرة أعوام من الحرب داخل الأراضي السورية، والتي تغيَّبَ فيها دور الدول العربية وهيمنت على ملفها كل من إيران وتركيا كدول إقليمية.

والوجود التركي في سوريا هو الأكبر في دولة عربية منذ انهيار الإمبراطورية العثمانية عام 1918، وقد يزداد هذا الوجود بعد تهديدات تركيا بشن هجوم جديد على مناطق تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية.

وثيقة “تطبيع عربي” مع دمشق

وكانت وثيقة أردنية كُشِفَ عنها في أواخر عام 2021، أكدت أن الهدف النهائي مما يمكن وصفه بـ”التطبيع العربي” مع دمشق، هو خروج جميع القوات والمقاتلين الأجانب، الذين دخلوا بعد عام 2011 من الأراضي السورية.

وتضمنت بنود الوثيقة انسحاب القوات الأمريكية والتحالف الدولي من شمال شرقي سوريا، وتفكيك قاعد التنف الأمريكية قرب حدود الأردن والعراق. كما أوضحت الوثيقة أن خروج القوات الأجنبية قد يتم بشكل متسلسل وفق مقاربة “خطوة مقابل خطوة”، تشمل بداية الحد من النفوذ الإيراني من أجزاء معينة من سوريا، مع الاعتراف بالمصالح الشرعية لروسيا.

الملف السوري على طاولة الدول العربية

وخطت دول عربية عدة خطوات وصفت بـ”الجريئة” لاستعادة العلاقات مع نظام الأسد، فيما لا تزال دول عدة متردّدة لإعادة نظام الأسد لـ “حضن الجامعة العربية”.

ومن المقرر أن تستضيف الجزائر قمة جامعة الدول العربية 2022 في نوفمبر/ تشرين الثاني القادم، وأبدى وزير الخارجة الجزائري “رمتان المعامرة” في مؤتمر صحفي مع وزير خارجية نظام الأسد “فيصل المقداد” تفاؤله فيما يخص عودة “سوريا” لجامعة الدول العربية.

وقال الوزير الجزائري خلال استقباله في العاصمة وزير خارجية النظام “غياب سوريا عن جامعة الدول العربية يضر بالتعاون بين الدول العربية”.

وكانت دولة الإمارات العربية المتحدة قد سعت لاستعادة العلاقات مع نظام الأسد.

وإلى جانب الإمارات قامت البحرين بتعيين أول سفير لها في سوريا، فيما أعادت الأردن العلاقات التجارية مع “سوريا” لتعزيز التجارة.

النظام السوري يرحب بتنسيق عربي والعودة للجامعة العربية

ويؤكد النظام السوري أن تنسيقه مع دول عربية “قائمٌ ومستمرٌّ”، وأن “دمشق” ستعود إلى جامعة الدول العربية.

وكان وزير خارجية النظام السوري “فيصل المقداد” زار العاصمة الجزائرية مطلع يوليو/ تموز الجاري، حيث شارك في احتفالات الجزائر بالذكرى الستين لاستقلال البلاد، والتقى الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون ووزير الخارجية.

وأكد المقداد من الجزائر أن “سوريا ترحب بأي تنسيق عربي وأي مشاورات عربية لمواجهة التحديات”، مشيراً إلى أن “التنسيق مع عدد من الدول العربية قائم ومستمر بمعزل عن وضع دمشق في الجامعة العربية “.

من جهتها قالت “لونا الشِّبل”، “المستشارة الإعلامية للرئاسة السورية”، في مقابلة الشهر الماضي، إن “سوريا ما زالت عضواً في جامعة الدول العربية”.

وكان تقرير لصحيفة “ذا ناشيونال” الإماراتية قد أشار إلى أن وزراء الخارجية العرب كانوا يقيِّمون “عودة سوريا إلى الحضن العربي”.

ووفقاً لتقرير؛ فإن وزير خارجية، لم يذكر اسمه، قد قال إن قرار تعليق عضوية سوريا مع بداية الأزمة كان “متسرّعاً وساهم في تعقيد الوضع”.

حراك عربي واتفاق روسي – تركي والتفاصيل “مجهولة”

وفي ظل ما يُشاع عن محاولة أطراف عربية للتدخل في الأزمة السورية، تُثار تكهُّنات حول التوقيت، وخصوصاً أن الملف السوري بات في أيدي روسيا وتركيا وإيران “الدول الضامنة” لمحادثات أستانا وتغييب كامل للدول العربية.

ويري خبراء في الملف السوري أن جهود أغلبية الدول العربية التي تهدف للتدخل في الأزمة السورية ترتكز على تقليص النفوذ الإيراني في سوريا والحد من التوسع التركي، وخصوصاً بعد احتلالها أجزاء واسعة من الأراضي السورية، وتهديدها باجتياح مناطق جديدة.

ومؤخراً استضافت طهران اجتماعاً ثلاثياً بين كل من زعماء روسيا وإيران وتركيا، ونوقش خلال الاجتماع ملفات عدة أبرزها العملية العسكرية التركية في سوريا والتي قوبلت برفضٍ “روسيٍّ وإيرانيّ”، وفقاً للبيان الختامي.

فيما تزايد بعد الاجتماع الحديث عن اتفاق بين النظام السوري وتركيا.

وكان الرئيس المشترك لمجلس سوريا الديمقراطية “رياض درار” قال في وقت سابق لـ”منصة مجهر” الإعلامية، أن هناك مشروعاً روسيا تركيا يتم الإعداد له وأنهم “يجهلون التفاصيل”، وأكد أن هذا المشروع “بالتأكيد يعادي مشروع الإدارة الذاتية”.

“سوريا الديمقراطية” ترى الوقت مثالياً لتدخل الدول العربية

ويرى مجلس سوريا الديمقراطية الوقت الحالي مناسباً “كي تكون للجامعة العربية رأي، في ظل انكشاف الأجندات المبيتة تجاه المنطقة وفي مقدمة هذه الأجندات المسمى بالعثمانية الجديدة”، وفق ما قاله “سيهانوك ديبو” عضو المجلس الرئاسي لمجلس سوريا الديمقراطية.

وكانت الإدارة الذاتية قد أكدت مع بداية العام الحالي أنهم يهدفون لبناء علاقات قوية مع دول عربية.

وطالب “سيهانوك ديبو” الدول العربية بدعم الإدارة الذاتية وقال لـ”منصة مجهر”: “الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا ومجلس سوريا الديمقراطية أهم الأطراف التي وقفت – ولا تزال – في وجه الإرهاب وقوى الاستبداد، وباتت صمّام أمان في وجه تقسيم سوريا، لكن يجب أن يتم دعمها وأن يكون لها دور وازن وفاعل في العملية السياسية السورية من قبل البلدان العربية أيضاً”.

وأبدى مجلس سوريا الديمقراطية ترحيبه بدور عربي في حل الأزمة السورية، “الحل الذي يُفضي إلى أن تتوسع فيها سوريا على عموم سورييها، بكافة ثقافاتهم القومية والدينية وفق نظام حكم ديمقراطي غير طائفي”، وفق ما قاله عضو المجلس الرئاسي للمجلس “سيهانوك ديبو”.

ويرى “ديبو” أن هذا الوقت مناسب لإعادة هيكلة هيئة التفاوض التي تم تشكيلها في العاصمة السعودية الرياض “دون السماح لطرف معين بالاستثمار وتصدير قرار المعارضة، وبالتالي عدم السماح لتحوّل هذه الهيئة إلى مسند تغييب الفاعلين وأجزاء مهمة من المعارضة السورية”.

زر الذهاب إلى الأعلى