تقارير

هل يدفع أهالي الشيخ مقصود و الأشرفية فاتورة “المصالحة” السورية _ التركية؟

حلب_مجهر

 

مرة أخرى، عاودت قوات الحكومة السورية منذ ثلاثة أيام لفرض حصار خانق على حيي الشيخ مقصود والأشرفية بمدينة حلب، إضافة إلى مناطق الشهباء، حيث أغلب سكانه من مهجري عفرين القسريين من مدنهم وقراهم بعد العدوان التركي عليها في 20 يناير/ كانون الثاني عام 2018.

ويعيش الحيّان في ظلام دامس لليلة الثالثة على التوالي، بسبب منع قوات “الفرقة الرابعة” التابعة لشقيق الرئيس السوري “ماهر الأسد” من عبور صهاريج المحروقات، ما أدى إلى توقف معظم المنشآت الصناعية، خاصة ورش الخياطة، التي يعتمد أهالي الحي كمَوْردٍ لهم، حيث يعمل فيها لا يقل عن /20/ ألف عامل.

ووفق أنباء من المجلس العام في الحيين، (إدارة الحيين)؛ فإن صهاريج المحروقات (المازوت) القادمة من مناطق شمال وشرق سوريا، متوقفة عن حاجز “التايهة” للحكومة السورية، و”الفرقة الرابعة” لا تسمح لها بالعبور والوصول إلى حلب.

وعن أسباب المنع وفرض الحصار؛ تعددت التكهنات، حيث اعتبرت بعض الأطراف أن “الموضوع جوهره سياسي، ويتعلق بسياق ما روِّجَ له عن “مصالحة بين النظامين التركي – والسوري”، وأن الحصار يأتي كجزء من استحقاقات “المصالحة” وإعادة تطبيع العلاقات، حيث اشترطت تركيا ممارسة الضغوط على الإدارة الذاتية، بل محاربتها، من قبل النظام السوري، مقابل سحب تركيا دعمها للمعارضة السورية. فيما ذهبت أطراف أخرى إلى الاعتقاد بأن الحصار أسبابه مادية بحتة، وأرجأته إلى طلب “الفرقة الرابعة” مبالغ طائلة مقابل سماحها لعبور صهاريج المحروقات (مازوت، بنزين، وغاز منزلي)، وأكدت أن “الرابعة” طلبت مبلغ /9000/ دولار أمريكي مقابل تمرير كل صهريج محروقات، و/3500/ دولار مقابل كل سيارة محملة بالغاز المنزلي.

إلا أن مصدر في المجلس العام في الحيين، رفض الكشف عن هويته، قال لمنصة “مجهر” بأن “هناك محاولات ومفاوضات لحل المسألة، ولكن لا ندري متى تنتهي حالة الحصار”.

وأضاف المصدر بأنهم يحاولون تأمين المحروقات (مادة المازوت) وشرائه من السوق السوداء بأسعار مرتفعة جداً، لتشغيل مولدات الكهرباء التي بدورها تُشغّل ورش الخياطة، وأفاد “توقُّف الورش قد يسبب بكارثة، حيث ستبقى نحو /20/ ألف عائلة دون مورد، وربما تسفر عن مشاكل اجتماعية، نحن بغنى عنها”.

وفي جولة في سوق حي الشيخ مقصود الشرقي، ساد الوجوم وجوهَ سكانه، حيث أغلقت العديد من المحال التجارية أبوابها بسبب انقطاع التيار الكهربائي، فيما شوهدت حركة خفيفة جداً في سوق الخضار، مقابل ارتفاع أسعارها، كما أحجم أصحاب بعض محلات الفروج عن البيع، وقالوا “البرادات لا تعمل، والفروج سوف يفسد، لذلك لا نشتري ولا نبيع”.

جدير بالذكر أن أهالي الحيين يعتمدون بشكل أساسي على تيار المولدات الكهربائية التي تعمل على الديزل (المازوت)، والتيار الكهربائي القادم من الشركة العامة التابعة للحكومة السورية، يأتي لساعات معدودة جداً في النهار وفي الليل.

وعمد المجلس العام في الحيين قبل عدة أشهر إلى تخفيض أجور الأمبيرات الأسبوعية، حيث خفّض أجرة الأمبير الأسبوعي إلى /2000/ ليرة سورية مساء وكان قبلها /4000/ ليرة والتشغيل ست ساعات متواصلة تبدأ من الساعة السادسة حتى الثانية عشرة بعد منتصف الليل، والتجاري النهاري إلى /9000/ ليرة، وكان قبلها /16500/ ليرة سورية، بمعدل تشغيل /11/ ساعة تشغيل يتخللها ظهراً ساعة استراحة، فيما يصل سعره /10500/ إذا أضيف إليها التشغيل يوم الجمعة أيضاً.

ويأمل مواطنو الحي بأن تسمح قوات الحكومة السورية بعبور صهاريج المحروقات، فبالنهاية هم سوريون، وكان الأجدى بالحكومة السورية تقديم يد المساعدة لهم، لا فرض الحصار عليهم.

وكانت “الفرقة الرابعة” قد فرضت في أوائل شهر إبريل/ نيسان الماضي الحصار على الحيين، ومنعت دخول المحروقات والدقيق إليهما مدة قاربت الشهر.

زر الذهاب إلى الأعلى