تقارير

تركيا ونظام الأسد وجدل عودة العلاقات.. هل اتخذت تركيا القرار؟

اجتمع وفدٌ تركي “رفيع المستوى” بمسؤولين روسيين في قاعدة حميميم الروسية، لمناقشة تطبيع العلاقات مع نظام الأسد وفقاً لمصدر مسؤول لمنصة مجهر الإعلامية.

ووفقاً للمصدر الذي فضل عدم كشف هويته، فأن تركيا ستسلم ما يزيد عن 70 من مسؤولي “المعارضة” لحكومة الأسد، كبادرة لفتح علاقات على مستوى رئاسة البلدين، وأن هذه العملية ستجري بطريقة سرية و غير معلنة للرأي العام.

وسبقت هذه الأنباء دعوات عدة لمسؤولين أتراك لإعادة العلاقات مع نظام الأسد، بينها تصريح للرئيس التركي رجب طيب أردوغان وتصريح وزير خارجية تركيا مولود جاويش أوغلو والذي دفع بسوريين في مناطق سيطرة فصائل تابعة للاحتلال التركي بالتظاهر.

تركيا تتخذ القرار.. استئناف العلاقات مع حكومة الأسد

وقال كبير مفاوضي المعارضة السورية سابقاً، محمد صبرا، أن هناك الكثير من المؤشرات التي تدل على أن “حكومة حزب العدالة والتنمية في تركيا قد اتخذت قرارها باستئناف علاقاتها السياسية مع نظام بشار الأسد، في استكمال للعلاقات الأمنية التي تربط الجانبين منذ أكثر من ست سنوات”.

 وأشار الحقوقي السوريّ “صبرا” في اتصال مع منصة مجهر الإعلامية؛ أن “التوجه باستئناف العلاقات مع نظام بشار لا يقتصر على بعض أحزاب المعارضة التركية، بل بات الآن هدفاً وشعاراً لرئيس حزب العدالة رجب طيب أردوغان في إطار حملته الانتخابية”.

ومن جهته قال أكرم محشوش وهو نائب الأمين العام لحزب المحافظين السوري وأحد وجهاء عشيرة الجبور، أن تركيا تعاني من سلسلة أزمات سياسية واقتصادية، وقد تسبب الانخفاض المتلاحق لقيمة الليرة التركية أمام سلة العملات العالمية بمزيد من الضغط على حكومة حزب العدالة.

وأضاف “يبدو أن هناك حالة من الاستياء الشعبي والرسمي من الانغماس التركي المتزايد في المسألة السورية، وتحاول الحكومة التركية حالياً ترميم وضعها ومواقفها وعلاقاتها الإقليمية والدولية، وفي سبيل ذلك لا يُستبعد أن تقدم تركيا تنازلات لروسيا فيما يخص المسألة السورية”.

اجتماع حميميم.. هل تسلم تركيا معارضين لنظام الأسد؟

وعن ما افاده مصدر بانعقاد اجتماع في قاعدة حميميم بين تركيا وروسيا قال أكرم محشوش إن إحدى أهم الطلبات الروسية من تركيا هي التخلي عن دعم المعارضة السورية.

وأشار “قد تتضمن الصفقة بين الطرفين ترحيل معارضين أو تسليمهم للحكومة السورية”

وشدد على أن روسيا تسعى لترسيخ سلطة دمشق مجدداً في كافة المناطق الخارجة عن “السيطرة” بما في ذلك  مناطق شرق الفرات.

وقال أنها ستبذل كل ما في وسعها لهذا الغرض حتى لو كان ذلك على حساب التفاهمات الخاصة بوقف إطلاق النار التي تمت في العام 2019.

فيما استبعد المحامي السوري والمعارض أنور البني لمجهر أن تقدم تركيا على مثل هذه الخطوة وقال ” المعارضة الموجودة في تركيا هي صنيعة تركيا، سواء كانت المعارضة السياسية أو الحكومة المؤقتة أو جماعة الأخوان أو التنظيمات الاسلامية وليس لهم أي تأثير على القرارات لذا هم لا يشكلون شيئاً حتى تسلمهم تركيا أو تطالب النظام تركيا بتسليمهم”.

وأضاف “الموضوع الآخر هذا الأمر مخالف للقوانين الدولية، إن حدث شيء من الممكن أن تقوم تركيا بترحيلهم لا تسليمهم”.

ماهو موقف المعارضة من عودة العلاقات؟

وعلى الرغم من كل الأنباء التي تشير إلى نية تركيا بعودة العلاقات مع نظام الأسد، لم تبدي “المعارضة السورية” حتى الآن أي موقف واضح يندد بمثل هذه الخطوات على الرغم من التظاهرات التي خرجت في جميع المناطق الخاضعة لسيطرتها.

وقال المحامي السوري محمد صبرا أن المعارضة الحالية قامت تركيا بتأطيرها واقصت جميع الأشخاص “الغير متفقين” مع توجهات تركيا، وأن حكومة العدالة والتنمية قامت بتنصيب أشخاص موالين لها.

وأضاف ” تركيا تنظر لقسم كبير من المعارضة الموجودة في الأراضي التركية كامتداد لسياساتها الأمنية، ولا تتعامل معها كتعبير سياسي عن حركة الشعب السوري”.

 من جهته يقول المحامي المعارض أنور البني “المعارضة الموجودة في تركيا لم تصدر أي تصريح عن الموقف التركي عن عودة العلاقات مع الأسد لذلك فهم ليس لديهم أي تأثير وهم غير موجودين عملياً في الأصل”.

تركيا تهيأ نفسها إعلامياً لتبرير تغير الموقف

وعلى الرغم من الحديث المستمر على ما تم وصفه بترك تركيا للمعارضة والتقرب من نظام الأسد على حساب الشعب السوري، كانت صحيفة “تركيا” المقرَّبة من الحكومة التركية قد زعمت مؤخراً أن دولاً من التحالف الدولي اجتمعت مع فصائل من المعارضة وطالبتهم بالتخلي عن تركيا.

ووفقاً للصحيفة فأن دول التحالف وعدت المعارضة بمزيد من الدعم.

وعلّق محمد “صبرا” على هذا الموضوع بالقول: “هذه الأنباء وغيرها تأتي في إطار التهيئة الإعلامية والتبرير لتغيّر الموقف التركي تجاه القضية السورية، وسنسمع في المستقبل الكثير من التضليل الإعلامي التركي حول نقاط كثيرة في إطار محاولة إعادة التموضع التي تقوم بها حكومة العدالة والتنمية”.

كيف تنظر قوات سوريا الديموقراطية لهذه الأنباء وللموقف الروسي؟

وفي ظل الحديث عن هذه التفاهمات تتعرض مناطق شمال وشرق سوريا لاستهدافات مستمرة، يقال أنها نتيجة تفاهمات روسية تركية، وفقاً للعديد من وسائل الإعلام ومحللين عسكرييين.

وقال المتحدث الرسمي باسم قوات سوريا الديمقراطية آرام حنا في تصريح خاص لمنصة مجهر، أنه من الممكن لدولة الاحتلال التركي “فعل كل ما يندرج في اطار مهاجمة قوات سوريا الديمقراطية وشعب المنطقة”.

وقال أن نهج روسيا “داعم لحكومة دمشق”، وأنها تبذل مساعيها لدعم سيطرة النظام على المناطق الخارجة عن سيطرته، وقد تدعم خطوات مماثلة “لتحقيق مصالحها الاستراتيجية “.

وعن الموقف الروسي قال “بالنظر للاحداث الحاصلة حالياً و في الفترات السابقة لا يمكن ان نرى الكثير من الايجابيات منذ دخول القوات المسلحة الروسية لشرق الفرات  بصفة  ضامنة لتفاهمات  وقف اطلاق النار، حيث استمرت الخروقات و الانتهاكات المرتكبة عبر القصف المدفعي او الضربات الجوية بواسطة جيش الاحتلال التركي ضد مناطقنا التي استهدفت ولا تزال المدنيين و المرافق الخدمية  – التعليمية – البنى التحتية وحتى دور العبادة المسيحية منها و الاسلامية” .

ومن جهته يرى أكرم محشوش أنه يجب الحذر من إبداء الثقة الزائدة بالروس، “لأن روسيا من الممكن أن تجعل من مناطق شمال وشرق سوريا جزء من مساوماتها مع تركيا وغيرها” وفقاً لتعبيره .

زر الذهاب إلى الأعلى