تقارير

الأسعار بالدولار.. اللباس المدرسي عبء إضافي لأصحاب الدخل المحدود ووعود بطرحها بنصف القيمة

تتفقَّدُ “هيفا” البضائع في سوق مدينة كوباني شمال شرق سوريا، وتقتني من الألبسة المستعملة حاجات أطفالها الخمسة، بينما تمر أمام محل للباس المدرسي، وبالكاد تلمحه، دون أن تتمعَّن فيه، لعدم قدرتها الشرائية على اقتنائه.

“هيفا أحمد بكي”، امرأة في العقد الثالث من العمر، أرملة، ولديها خمسة أطفال، أربعة منهم طلاب في مدارس كوباني التابعة للإدارة الذاتية.

تعمل “هيفا” مستخدمة في إحدى روضات الأطفال براتب “لا يَسُدُّ جوع أطفالها”، على حَدِّ وصفها، وتسكن في بيت “استأجره الخيّرون” لها.

تقول “هيفا” لمنصة “مجهر”: “راتبي بالكاد يؤمِّن بعض الطعام لأطفالي، وأسعار اللباس المدرسي بالدولار كما أخبرتني جارتي، حيث يتراوح سعر كل طقم ما بين /٥٠/ إلى /٩٠/ ألف ليرة سورية، هذا يعني أنني سأنفق راتب شهر كامل على شراء اللباس المدرسي، فمن أين سنأكل ونشرب هذا الشهر؟؟!! ليس بمقدورنا شراء اللباس المدرسي”.

وتم عرض اللباس المدرسي بداية هذا العام الدراسي في مكتبة “بيرم”، وأكَّدَ صاحب المكتبة “نبو محمد” أنه جلب اللباس المدرسي من مدن الجزيرة السورية بقيمة تتراوح بين /٧/ وحتى /١٦/ ونصف دولار أمريكي، مضيفاً أن أرباحه دولار واحد على كل طقم.

ولعدم إقبال الأهالي على شراء اللباس المدرسي نظراً لارتفاع أسعاره، وتكفُّل “اتّحاد الأصناف في إقليم الفرات” بطرح اللباس في السوق؛ أقدم صاحب المحل الوحيد الذي يتوفر فيه اللباس المدرسي على استرجاع البضائع، وتكبَّد جراء ذلك خسائر مادية، حسب قوله.

وأشار ” بوزان دالي ” رئيس اتّحاد الأصناف في إقليم الفرات أنهم بصدد تفصيل اللباس المدرسي الموّحد في شمال شرق سوريا.

وبادر الاتّحاد باختيار قماش بسعر مقبول لتفصيل اللباس المدرسي، عن طريق ورشات خياطة في مدينة كوباني، لأنه تم طرحه في الأسواق الآن بأسعار مرتفعة لا تُناسب دخل الفرد.

وقال بوزان دالي “إن الأسعار الجديدة ستكون بسعر التكلفة، أي بنصف القيمة”.

وناشد” دالي” هيئة التربية في إقليم الفرات بأن تُمهِل إلزام الطلاب باللباس المدرسي مدة زمينة حتى تتوفر البضائع التي سيطرحها اتّحاد الأصناف في الأسواق.

من جانبها أفادت” نظيرة حاجي علي” نائب الرّئاسة المشتركة لهيئة التربية في إقليم الفرات لمنصة “مجهر”، أنَّ إلزام الطلاب باللباس المدرسي من المفترض أن يُطبَّق منذ بداية العام الدراسي، إلاّ أنهم يأخذون بعين الاعتبار الوضع الاقتصادي المتردّي للأهالي، وأنهم ناقشوا كثيراً أسعار اللباس المدرسي في اجتماعاتهم، وأنهم مع طرح اللباس في الأسواق بأسعار مقبولة تناسب أصحاب الدخل المحدود.

الجدير ذكره أن الإدارة الذاتية في شمال شرق سوريا أقرَّت توحيد اللباس المدرسي بجميع مناطقها مطلع العام الدراسي 2022 – 2023.

إعداد: شيرين تمو

زر الذهاب إلى الأعلى